موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

” جلا جلا ” بقلم محمود حمدون

154

” جلا جلا ” بقلم محمود حمدون

تقديم أ. محمد كمال سالم


عندما يكون للأديب رسالة ألزمها إياه ضميره، ومسئولية الكلمة التي يعرف قدرها ويدرك أنه وحده الذي لا يجب أن يتخلى عنها، لا يكتب من أجل أن ينال استحسانا أو تصفيقا.
هو وحده من بين الجماهير الذي واجه الساحر، طلب منه أن يفي بتنفيذ بنود العقد غير المكتوب مع الجمهور، وأن فشله في فقرة (الأرنب) لا يجب أن يتحمل الجمهور تكلفتها.

رمزية غزلت بمهارة واقتدار للأديب المهموم محمود حمدون

” جلا جلا ” بقلم محمود حمدون

حقيقة ما قاله عم “حنّا”: هذا ليس يوم سعدك يا “دسوقي”, ثم ضرب كفًّا بكف, غمغم وانطلق في سبيله. شيّعنا الشيخ بأعين قلقة, من خلفنا كان يقف “ابراهيم الدسوقي” بقامته السامقة, بذقنه الناعمة, شاربه الرفيع, بدلته الكالحة والتي يصر على ارتدائها ومعها ربطة عنق زرقاء,
وقف خلفنا يرمقنا بطرف عين, يعيد النظر كل ثانيتين إلى قبّعته الكبيرة الراقدة على الأرض , التي تتوسّط مفرشًا كبيرًا كاروهات يجمع بين اللونين الأبيض والأسود, القبعة سوداء من تلك التي يعتمرها الخواجات في الأفلام القديمة, يستعين بها السحرة في أعمالهم التي تبهر العقول وتجذب ما في الجيوب من مال.
ذلك اليوم وقف ” دسوقي”, أدّى نمرته ببراعته المعهودة وسط تصفيق الأطفال, حبور الكهول, سخرية بعض النسوة, ثم جاءت فقرة الأرنب الذي سيقفز من القبعة, بأذنيه الطويلتين, لونه الأبيض, أنفه الأسود وشاربه المرتعش دومًا.

-جلاجلا… ثم ضرب الساحر قبعته بعصاه السوداء, مرة ثم أخرى, ثم ثالثة.. سادت فترة صمت ثم سمعنا جلبة تأتي من أعماق القبعة, على استحياء أخرج لنا الأرنب أذنيه كشرّاعي سفينة بينما باقي جسده غارقًا في سواد وعتمة .
-جلا جلا, ثم علا صياح ” ابراهيم”, تطايرت كلمات من فمه تحمل وعيدًا للأرنب, غير أن هذا الأخير أبى أن يخرج إلينا, لكن ظل يرمقنا من مكانه, بعد ضغط من توسل ورجاء من الرجل, بدأ رحلته في الخروج حتى أننا رأينا أذنيه تطلّان ببطء من الداخل ثم ترتفع رويدًا حتى وصلتا إلى نهايتهما وقبل أن يتبعها الرأس, توقف كل شيء, ثم غطس للداخل ولم يخرج بعدها.

فلما ضجرنا من طول الوقوف, ناديناه أن يا ابراهيم ردّ إلينا ما أخذته من مال لقاء فقرتك الفقيرة هذه. كما وجدتها فرصة أن أستعرض أمام الجَمْع مهارتي في المرافعة القانونية, قلت له: أنت مُطالب بأداء نتيجة لقاء ثمن ندفعه لك, لا علاقة لنا بما بينك وبين أرنبك, فذلك شأنكما وحدكما. ما بيننا هنا وبينك عقد غير مكتوب لكنه مُلزم لك,,
-لكنها المرة الأولى التي يرفض فيها الخروج , لم يعص لي أمرًا من قبل!
فقلت متسائلًا بحدة: من يدري أنها ستكون الأخيرة؟
غير أنه تجاهل سؤالي , كأنما ينهي حواره معي استدار إلى الجمهور يستعطفهم, لكنّا لم ندع له فرصة يفاوضنا أو يساومنا فيها, أريناه بعض بأسنا في العيون, فدفع إلينا أموالنا صاغرًا. تركناه وبعضنا يتأسف لحاله, ارتفعت سخرية النسوة عنان السماء, لدرجة دفعت الأرنب من جديد أن يُخرج لنا أذنيه وبعدها رأسه ليستطلع الأمر .

التعليقات مغلقة.