جلسة … بقلم إيمان أحيا

جلسة … بقلم إيمان أحيا

جلسة..
جلست مع استاذ لي ليس من اساتذة المدارس او داخل اسوارها، ولكنه استاذا في موضع اخر لايسعني القول لا لشيئ سوى لأنه في مكان أراه يتسم بالقدسية فينزل عليه ما تقتضيه من خفاء، تمنيت كثيرا الكتابة عنه ولكن سأكتفي التزاما بموجبات تلك القدسية بمشاركتكم هذه الجلسة ..
قلت له :هل تعلم استاذي انني لو كنت مكانك لأصبح لي مجلدات من القصص ؟
تعجب سائلا :ومن اين لكي بها ايتها الكاتبة العظيمة ؟
ضيقت عيني: لا تسخر مني رجاء فهذه حقيقة ..
ابتسم ابتسامة صافية وقال :خبريني اذا من اين لكي بها لو كنتي مكاني ربما اتنازل لكي عنه؟
قلت له :عفوا فأماكن الكبارلا تتسع للصغار امثالي، ولكن سأخبرك ماذا عنيت،هل تعلم ان كل تلك الوجوه التي تراها هنا كل يوم تحكي كل تفصيلة فيها الاف القصص ،معاناتهم ، فقرهم ، حاجتهم ،وتعففهم واحيانا تبجح بعضهم؟ وراء كل ظل من ظلالهم تبقى حكاياهم وكأنها تنتظر من يسطرها داخل اغلفة.
تعجب وماذا في هذه المعاناة ؟وماحاجة الناس بالمعاناة ؟هل سيستقطع احدهم من وقته ليقرأ عن معاناة احدهم بدل من رفاهية آخر؟
تعجبت انا هذه المرة وسألته: وهل في الرفاهية شيئ يحكى استاذي ؟ بل وهل هناك من يسطرها من الاساس؟ الرفاهية لا تثير العجب استاذي هي فقط تُعاش من قبل اصحابها ولا اعجاز فيها، ولكن الإعجاز كل الإعجاز في الفقر واصحابه ..
بدا عليه التعجب اكثر ودون سؤال بلسانه سبقت به عينيه اي اعجاز في الفقرواصحابه!
اجبته :الاعجاز استاذي في انهم يعيشون رغما عنه ، يعيشون رغم ان كل شيئ يقودهم لنقيض العيش، ولكن تجدهم يتمسكون بالحياه وكأن في تمسكهم هذا طوق نجاة من واقعهم ،ربما هي قوة خارقة مبعثها الرغبة في العيش ،وربما هو سحر الحياة ما اتفق عليه الاثنين اصحاب الرفاهية واصحاب الفقر النقطة الوحيدة التي جمعت بين طرفين لايجمعهما اي درب ..
لم يجبني استاذي، هل ترى لأنه لم يستطع أن يجلس معي من الاساس وانشغل بحاجة احدهم وتركني ادير هذه الجلسة في خيالي؟ ..ربما ، ولكنني حتما سأجري معه هذا اللقاء وحينها سأحتفظ بتفاصيل اللقاء الحقيقي لنفسي، ولما لا ألست من تجرأ بإزعاج استاذه ؟ إذا فلي الحق بتفاصيل الدرس، وربما يمكنني اقناعه وتقرأون بأنفسكم قصص حياة رغم الحياة ..