جميع الدروب تؤدى إليك
إيمان مصاروة
جميعُ الدروب تؤدي إليكَ
وكل الفصولِ التي لا تموتُ
مولوّنةٌ باشتياقاتِكَ المائساتِ
جميعُ الكؤوس معتّقةٌ بالحنينِ
إليكَ
وأنتَ تُموْسِقُ كلَّ المسافاتِ
وتُرشِدُ ليلَ الحيارى
تقول لمنْ غفَلوا
لن تملَّ الحدائقُ
أو تتهجّى الطيورُ سوى أحرُفِ الأمنياتِ
تضجُّ
وتبتكرُ الانعتاقَ
منَ الألمِ المُرِّ
يا أيها الوطنُ المتدثِّرُ بالحبِّ
سوفَ تظلُّ جميلاً
وتملأُ كلَّ العيونِ
بكلِّ ضياءِ الدروبِ
وتقرأ وِرداً يدمدمُ في الكونِ :
لا مكانَ هنا لأغنيةِ المستحيلْ
بلادُ النجومِ
متى يشرئِبُّ الفؤادُ إليها
يطالعُ وجهاً حزيناً
ولكنْ به مسحةٌ من صمودٍ
هي الأرضُ
فارسةٌ في غبارِ التواريخِ
طافحةٌ
بأريج الدماء التي انسكبتْ
كي تظلَّ الحدائقُ حاملةً زهوَها
حُلْمَها العربيّ الغريبَ
وموعدَها المتجدِّدَ
كل صباحٍ معَ الشمسِ
خارطةٌ لا تُحَدُّ
بلادي
تمُدُّ القوافي لها والبحورُ
بساطاً من الحبِّ
يُرفعُ صوتُ الهديلْ
بلادي المُضيئةُ
لا تنحني للهواجسِ
تمشي كما كتبَ اللهُ
في طُرقاتِ المكائدِ
والصّفَقاتِ
وتُخفي جراحاتِها
عن عيونِ ذئابِ الليالي
إذا احتشَدوا
فالذي في انتماءاتها من خُطىً
لا يبالي
ولا يستكينُ لشوكِ الدسائِسِ
بلادٌ مباركةُ لا تُباعُ
بأموال قارونَ
فارتدعوا أيها التائهونَ بأحلامِهمْ
لن تمُرَّ الصّفاقةُ
واحتفِلوا
بانهزامِ الذيولْ
هنا الأرضُ
صادحةٌ بالنشيدِ السماويِّ
وَرْدُ المثلَّثِ
زيتونُ عرعرةٍ
والعصافيرُ في باقةٍ لا تملُّ الفضاءَ
وفي كفرِ قاسمَ يرنو الحمامُ
إلى وطنٍ لا يموتُ
قلنسوةُ العزِّ تسقي الظّماءَ
بماء الحياةِ
وعرعرةٌ وجهُها طافحٌ بالضياءِ الربيعيِّ
وفي الطيبةِ الشعرُ
يعتنقُ العاشقين َ
لهذا التراب المقدّسِ
في كفرِ برّا مواسمُ شوقٍ كبيرٍ
إلى موعدِ الشمسِ
ماذا يحاولُ سِربُ الذئابِ
ليُخمِدَ أهزوجةَ الحبِّ
إنّ الترابَ المقدَّسَ ليس ينامُ
إذا سهَرَ الهاربونَ
وإن نامَ أهلُ الخيانةِ
نحوَ حضيضِ التواريخِ
قدْ عمَّدتْهُ وصايا النبيّينَ
لمْ ينكسِرْ أبدا تحتَ وقعِ حوافرِ جيشِ المَغولْ
فيا أيها الواهمونَ
بأن يخذُلَ الصهَواتِ
التي كانَ يزأرُ فيها أسودُ المعامعِ
يا أيها المترَعونَ بأشواكمْ
أبداً لن تمُرّوا
هنا وطنٌ لا يخافُ المَغولْ
.
.
إيمان مصاروة
الناصرة
التعليقات مغلقة.