” جميل “… محمود حمدون
” جميل “
محمود حمدون
===
عشق الزعامة و سعى لها سعيها سنوات عديدة لكنه وجد جميع أبوابها مغلقة دونه, رأيته ينخرط في اتجاهات عديدة , فكان يسير بمفرده وينأى بنفسه عن الجماعة , يُقبل فيجد إعراضًا , فيرتد على عقبيه لطريق آخر.
هكذا قضى ” جميل رافع” حياته في البحث عن دور قيادي , قال ليّ ذات يوم ببواكير الصبا : أجد في نفسي طاقة كبيرة لتغيير هذا العالم , ضرب بيديه على صدره فخرج زفير حارًا , زاد من لهيب صيف ” يوليو ” , ثم رماني بنظرة نارية قائلاً : أراك صامتًا , ألا تعقّب على كلامي؟!
قلت : لحديثك تقدير كبير بداخلي , لذا أجد لذّة في الصمت.
فبادلني صمتًا بصمت ..
ثم .. خرج” جميل ” ذات يوم منذ ثلاثين عامًا خلت , لم يعد , تناثرت أراجيف حول اختفائه , نالت بعضها من قدرته العقلية , حتى جاءنا النهي من حكيم المكان بقوله : مغامر من يبحث عن دور في هذه الحياة , جرئ من ينهار على مدارج حُلمه , فأسفنا على ماض ولّى .
التعليقات مغلقة.