جنازة أحياء .بقلم.عبد الحميد سحبان
لعن الظروف التّي لم تمكّنه من ارتقاء المنبر، ظلّ يرقب دَرَجَهُ المغلّف بسجادة حمراء مخمليّة وحلمه أن يخطف عصا الخطيب ليضرب بها رؤوس أصحاب الوجوه المزدوجة ضربا مبرّحا، بعثر أحذيتهم وأقنعتهم المتراصّة عند مدخل القبّة، اختلطت ملامحهم، حاصروه بعيونهم الحمراء وجباههم المحروقة، أفلت بصعوده المأذنة، اصطفّوا للتو أمام المحراب، أَذَّن فيهم بمعاصيهم وفواحشهم، لم يركعوا ولم يسجدوا لهول العقاب الذي يتوعّدهم، بل أقاموا صلاة الجنازة على أرواحهم الميّتة.
التعليقات مغلقة.