جنة المأوى..دلال أديب من المجموعة القصصيه “ظمأ”
اختارت لنفسها مساحة بعيدة عن كل شيء،مختلفة لاتشبه الاماكن التي اعتادت أن ترتادهاوقد تقصدت ذلك .
كانت تهرب اليها عندما تضيق بها الحياة،تجلس فيها لترتاح عندما ينهكها التعب ويشتعل القلب شوقاً وحنيناً.
تجلس وحيدة علها ترتاح من تعب أنهكها،تشعر أنها تستمد منها قوتها عندما تضعف،تلجأ اليها لتحميها عندما تخاف.
لقد كانت لها الصدر الحنون الذي يحتويها ويضمها عندما تريد أن تبكي وبأعلى الصوت تصرخ.انه المكان الوحيد الذي يشعرها بالامان وفيه يختفي الألم والوجع.ربما لانها اختارته بنفسها ولانه يخصها لوحدها وليس لأحد فيه أي شيء.تفضي اليه بأسرارها وتمضي فيه ساعات ولاتخرج منه إلا عندما تريد وبالوقت الذي ترغب..
حقاً انه جنتها في الدنيا..
تلك هي صديقتي التي كانت مختلفة بكل صفاتها، انها امرأة غير عاديه،رقيقة كنسمة في عز الصيف؛شفافة كجناح فراشة وتارة تراها صلبة كحجر الصوان لاتلين ولاتكسرها أعتى المطارق..نعم شفافة ورقيقه تجرحها كلمه سمعتها بغير وقتها ولم تعجبها لكنها تقاوم الحياة بقسوتها ولاتكسرها ولايمكن لشيء أو أحد أن يجرحها..وحيدة حزينه أحنت ظهرها الهموم وزادت عليها بعد فقدها لكامل عائلتها في هذه الحرب الملعونه لكن رغم ذلك فالابتسامه لاتفارق محياها ويزهر جرحها نازفاً أجمل الابتسامات والضحكات..
التعليقات مغلقة.