جنون البشر…
محمد عبد المعز
…………….
عانى العالم، ألواناً عدة، من الجنون، ومازال، وقد يظل، لأنه اختلفَ في أمور كثيرة، واختلقَ أخرى، وحوَّلَ الاختِلافَ المشروع، إلى خلاف مشرع على كل الاحتِمالات، وحارَ وحيَّرَ مَنْ وما فيه…!
ومن جُنون البقر، إلى جُنون البشر، تحصدُ الأوبئة والحروب، أرواحَ الملايين، وتتركُ عدداً غير قليل من الْـمُصابين، خصوصاً مبتوري الأطراف، الذين يعانون الأمَرَّين والجنونين…!
ولأن الطاعون عام وطام، لا فَـرْقَ فيه، بين عبد وسيد، ولا دولة وأخرى، والكل في الخوف منه سواء، لكن القِلة، أو النُّدرة، إن شئنا الدقة، من تتعِـظ، وتعود إلى رشدها، وتكف عن غيها…!
وفي جُنون كورونا، تجد الْعَجَبَ العُجاب، الرُّعب سيد الموقف، للكل من الكل، فإن عطست، نظر إليك مَنْ حولك شذراً، كأنك ارتكبتَ جريمة، أو جُنحة على الأقل، أما “يرحمك الله” فقد تكون “يأخذك الله”…!
ولأن “كورونا” يحبسُ أنفاسَ الجميع، لابُد من حَبْسِ السَّعلة، أو العطسة، والْـبُعْـد قَدْرَ الْـمُستطاع عن الناس، وكأنك، أو كأنهم مصابون بالجرب، والعياذ بالله، على الأقل حتى يثبت العكس…!
ورغم أن الْـفَـرْقُ بين الْحِـرْص والْخوف كبير، فإن ما نحن فيه، أو معظمنا، ليس خوفاً ولا حِرْصاً، بل جُنون، لم يستثنِ مؤسسة، ولا بيتاً، ولا ما بينهما، وكأن “كورونا” على كل شيء قدير…!
لا غِـنى عن البيت، ولا عن العمل، ونحن بحاجةٍ إلى مساحة بينهما، ومسافة بيننا، بِحُبٍّ يُراعي ما نحن فيه، من وضع استثنائي، وعقل يزنُ الأمور، بعدما اختل الْـقَـلْـب واحتل الرُّعب…!
نحن بحاجةٍ إلى تطبيع، ولو تدريجي، لحياتنا، يتزامنُ مع إجراءات الوقاية الْمَقبولة والْمَعْقولة، قبلَ أن نُمارِسَ جُنوناً أخطر من جُنون البقر، وحماقة أشد خطراً من حماقات بعض البشر…!
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.