موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جنون التتري … بقلم عصام الدين محمد أحمد

494

جنون التتري


بقلم عصام الدين محمد أحمد

أججني القلق، ضوء الشمس ينير العالم.
أستقل أحد الشوارع الجانبية المريبَ هدوئه، أخطو تباعًا.
ينشق الدرب عن رجل يمتطي صهوة حصانه ، لا يكاد يبين وجهه من أردية الحديد.
يأمر:
قف.
أتلعثم:
ما أنا بواقف.
يتجلمد أكثر:
قف وإلا نثرتك!
أستمر فى سيري.
يهبط من فوق فرسه، يمتشق سيفـًا، يبدو أنه ثقيل، وفوق ظهره قوس وجراب سهام.
أبتعد عن سبيله ، ينحرف ليواجهني ، أرواغه ، يسد أمامي الطريق ، أستعطفه:
دعني وشأني ،لا أريد منك شيئًا.
بصوت حاد النصل يقطع عبارتي:
أين تصريح الوجود؟
أستهجن متذمرًا:
لم يسألني أحد – من قبل – بطاقة عبور.
رنين الحديد المحتك يصم أذني، لا أحد أستجير به.
فكرة الهرب تنغلني، فقط بضع حركات بهلوانية .
من المؤكد أنه سيتعثر فى قيوده.
وستُكْتَبُ لي النجاة ، أضحى الشارع – ظننته فسيحًا- ضيقـًا.
بالكاد يمر منه شخص وحيد.
أسْنَدَ كفيه على جانبيه، استطال، باتت رأسه كبالون الإعلانات الضخمة.
فلأرجع للخلف ؛ لأنفذَ جريًا من حيث أتيت.
تغلق أذرعه الأخطبوطية المدخل.
يخيم الظلام على تحركاتي.
العيون تتلصص خلف النوافذ والشرفات ، ربما شكل الرعب أوهامي بوجود عيون تراقبني !
الأذرع الأخطبوطية تمتد، تحول دون تململي.
ما الذي دفعني إلى هذا الزقاق؟
ندهتك النداهة لتلقى حتفك!
دعك من الفلسفة الفارغة؛ وفكر جيدًا فى وسيلة نجاة!
إلى متى الهروب يا سجين الفزع؟
من شارع إلى آخر والسلاح مشرَّع فى ظهرك.
غادر قبل الغدر.
همهمات وراء الأبواب، تخفت وتيرة هلعي ، يرتج العملاق .
تتبدل الهمهمات أصواتـًا واضحة، تصاحبها طرقات على الأبواب .
التنهيدات تصفر صفيرًا مزعجًا.
عاد الشارع إلى سابق عهده فى لمح البصر.
الآن ليس أمامي سوى الرجوع إلى الميدان .
الغبطة تكسو الوجوه، وكأن أصحابها شاهدوا مسرحية هزلية!
أصرخ:
اوصدوا الأبواب والنوافذ فالتتري يلتهم المدينة.
أجري كالنمر.
لا أستطيع التقاط الأنفاس.
أتهاوى على الرصيف كجيفة ألقيت من سطح عمارة شاهقة، يتفسخ لحم صدري، يسري الألم فى ذراعي مسرى الدم.
أنهكت الأعطال جسدي، انفصل كل شلو عن الآخر، مسامي تذرف دموعًا مفخخة بالحسرات، يتمدد جسدي على الرصيف، يغيب عني الوعي، يلفظني الإدراك.
يتعملق الزمان، يتناقص، لا أدري شيئـًا.
فوق مَقْعَد على المقهى تجدني،” التى شيرت” مبتل ، أدور عيني فى محجريهما، الشعور بالنجاة يحتويني.
لا أفهم لماذا أنا هنا الآن؟
ربما استراحة!
ربما يرحل التتري !
تمت بحمد الله

التعليقات مغلقة.