جنون الحب في هذيانه عقل بقلم وائل هيبة
جنون الحب في هذيانه عقل بقلم وائل هيبة
للشاعر وائل هيبة نظرة مختلفة للحب فهو يرى أن الحب دائما هو واحة الحياة و قانونها الأول و الأخير لذلك نجده دائما يأخذ مدخلا من حب الحبيب إلى حب آخر أقوى و أشمل فمرة يخرج منه إلى حب الوطن و مرة أخرى نجده يخرج إلى حب الله و المحبة الخالصة للكون و كأن هذا القلم وهب حبره للغة واحدة فقط و هي لغة الحب حتى لو أدى ذلك إلى الجنون فهو يرى أنه في قمة هذيان الجنون يكون العقل و أن من عطاء الحب تشفى الصدور من الكراهية و الضغائن كما استهل الكلام في مطلع هذه القصيدة وقال :
جنونُ الحبِ في هذيانهِ عقلٌ
وبعضُ الهمسِ للأضغانِ يُنْسيها
يفيضُ القطرُ والأقطارُ قاحلةٌ
فمن يخشى علي أرضٍ كساقيها
ومن يحنو على طفلٍ كوالدهِ
ومن يهفو إلى دارٍ كبانيها
يصيرُ الكونُ عند الصفوِ مُؤْتَمِراً
كأنّ الكونَ عند الروحِ ساعيها
يهدهدها إذا ما الحزنُ أدْمَعَهُا
يلاطفها وينشدها ويرضيها
أطاعَ القلبُ بعد الحبِ أشياءً
وكان القلبُ قبل الحبِ عاصيها
فلا تربتْ يدا المحبوبِ لا تَرِبتْ
إذا سكنتْ إليه الروحُ يشريها
فمن أعطاكَ بعضَ الماءِ تشكرهُ
فكيف بمن لمهجِ القلبِ يعطيها
أمانٌ من أمانِ الله تزرعهُ
وودٌ في جراحً الغدر يشفيها
يصيرُ الامس أوراقاً ستسقطها
وينمو الفرح أثماراً ستجنيها
فلا تنسَ الذي أسدى نصائحهُ
وما لي غير دارِ الخلدِ أبغيها
التعليقات مغلقة.