جنون المناعة
د.أحمد دبيان
جهاز المناعة من الأجهزة الدفاعية الأساسية التى حبا بها الله مخلوقاته ، لتستطيع كأركان حرب الجيوش الدفاع عن الوجود الخلقي ، وحمايته من الغزو .
تحيا المخلوقات ومنها الإنسان فى وجود حياتى عاصف ، تمر عليها ملايين بل مليارات البكتيريا والفيروسات والبريونات، ومن شعيرات الأنف لشعيرات المجرى التنفسي لملايين الجند من المستقبلات المنتشرة فى كل اركان الجسد ، ليستقبلها مركز قيادة الأركان ، فيرسل قذائفه وطيرانه ومدفعيته تحارب وتقتل الكيانات الدخيلة .
تأتى فى صلب اختصاصات جهاز المناعة ملاحظة تحول الخلايا ، ذاك التحول الخبيث لينشأ ورم هنا وهناك ، فترسل قيادة الأركان كتائبها الفدائية لتقتل الخلايا التى لا تذوى بالإنتحار الذاتى
Apoptosis
او بالإلتهام الذاتى للخلايا
Autophagy
وتكون الآلية الأولى فى الدفاع ضد التحولات السرطانية .
يكمن الخلل حين تنفصم قيادة اركان الجسم البشرى عن باقى الأجهزة ، وتتفرد بالقرار متجاهلة مدخلات المستقبلات ، او تخطئ فى تحليل معطياتها ، هنا تحدث منظومة التدمير الذاتى للجسد بواسطة الجهاز الموكل بالدفاع عنه .
كثيرة هى الأمراض التى تنشأ من هذا الخلل الذى يحدث لجهاز المناعة فمن
متلازمة الانتان
Sepsis
والتى تحدث بخلل فى الدفاعات المفترض انها موكلة بالقضاء المبرم على الجراثيم والفيروسات الغازية لتقوم كما يحدث فى النيران الصديقة بإتلاف اجهزة الجسم وأعضائه ،
الى
مرض النسيج الضام المختلط
Mixed connective tissue disease
والتى تضم امراض
النَّسيجِ الضَّامِّ المُخْتَلِط (Mixed connective tissue disease) هو خليط من عدّة أمراض في الأنسجة الضّامّة، من أهمّها الذّئبة الحُماميّة المجموعيّة (Systemic lupus erythematosus)، التصلّب المجموعيّ (Systemic sclerosis)، التهاب العضلات (Polymyositis)، التهاب الجلد والعضل (Dermatomyositis)
وغيرها
يندرج تحت امراض الخبل المناعى مرض ال
Multiple sclerosis
او التصلب المتعدد
(MS)
وهو مرض قد يُعيق الدماغ والحبل النخاعي (الجهاز العصبي المركزي).
في مرض التصلب المتعدد، يهاجم الجهاز المناعي غمد الحماية (المايلين)
Myelin Sheath
و الذي يغطي ألياف الأعصاب، ويسبب مشاكل في الاتصال بين الدماغ والجسد . و في النهاية، قد يتسبب فى تلفٍ أو تدهورٍ دائم للأعصاب.
قد تختلف علامات وأعراض التصلب المتعدد على نطاق واسع، وتعتمد على مقدار تلف الأعصاب، والانتشار الحسى او الحركى للأعصاب المُصابة.
عند بعض الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد الحاد قد يفقد المريض القدرة على المشي نهائيًّا، بينما قد يمر الآخرون بفترات طويلة من الهدوء دون تطور أي أعراض جديدة.
لا يوجد حالياً علاج شافٍ تمامًا للتصلب المتعدد .
ومع ذلك، يمكن أن تساعد العلاجات في سرعة التعافي من النوبات، وتعديل مسار المرض وعلاج الأعراض.
قد تختلف علامات وأعراض التصلب المتعدد اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر وخلال مسار المرض وفقًا لمكان الألياف العصبية المصابة.
وغالبًا ما تؤثر الأعراض على الحركة، مثل:
- تنميل أو ضعف في أحد الأطراف أو أكثر يحدث عادةً على جانب واحد من جسمك في المرة الواحدة، أو الساقين والجذع
- أحاسيس مشابهة للصدمة الكهربائية التي تصاحبها حركات معينة في الرقبة، وخصوصًا انحناء الرقبة للأمام (علامة ليرميت)
- الرُعاش أو انعدام التنسيق أو المشية غير المتزنة
تُعد مشكلات الرؤية شائعة أيضًا، ويشمل ذلك: - فقدانًا جزئيًّا أو كليًّا للرؤية، عادةً في عين واحدة في المرة الواحدة، وغالبًا يصاحبه شعور بالألم أثناء حركة العين
- رؤية مزدوجة لمدة طويلة
- رؤية ضبابية
قد تشمل أعراض التصلب المتعدد أيضًا ما يلي: - تداخُل الكلام
- الإرهاق
- الدوخة
- وخزًا أو ألمًا في أجزاء من الجسم
- مشكلات في القدرة الجنسية ووظائف الأمعاء (الإخراج ) والمثانة ( التبول ) .
قد يعانى الأشخاص المصابون بالتصلُّب المتعدد أيضًا بما يلي:
- تيبُّس العضلات أو التشنجات
- الشلل، وعادة يكون في الأرجل
- مشكلات في المثانة أو الأمعاء أو الوظائف الجنسية
- تغيرات عقلية، مثل النسيان أو التقلُّبات المزاجية
- الاكتئاب
- الصرع
مرض التصلب المتعدد (MS) قد يظهر في أي عُمْر، لكنه في العادة يبدأ بالتطور في سن ما بين 20 – 40 عاما. كما أن المرض يصيب النساء بشكل أكبر من الرجال.
- وقد يزداد احتمال الإصابة بمرض التصلب اللويحي عند وجود أفراد من العائلة مصابين، أو أصيبوا، بمرض التصلب اللويحي. على سبيل المثال، احتمال الإصابة بمرض التصلب اللويحي عند شخص يعاني (أو عانى) أحد والديه أو إخوته من المرض هو 1% – 3%، مقابل 1% فقط عند الأشخاص الآخرين.
ومع ذلك، أثبتت التجارب بين التوائم المتماثلة أن الوراثة ليست العامل الوحيد للإصابة بمرض التصلب اللويحي. فلو كان مرض التصلب المتعدد يتعلق بالعوامل الوراثية وحدها فقط، لكان احتمال الإصابة لدى التوائم المتماثلة متساويا. لكن الوضع ليس كذلك، إذ أن احتمال الإصابة لدى توأمين متماثلين هو 30% فقط إذا كان شقيقه التوأم مصابا بالتصلب المتعدد. - ومن المعروف إن كثيرا من الفيروسات لها علاقة بمرض التصلب اللويحي. الموضوع الأكثر إثارة، في الآونة الأخيرة، هو العلاقة بين مرض التصلب اللويحي (ms) وبين فيروس إبشتاين – بار (EB – epstein barr) – وهو الفيروس المسبب لمرض كثرة الوحيدات العدوائية (Infectious mononucleosis) (والمعروف أيضا باسم: داء التقبيل – Kissing Disease). وحتى الآن، ليس معروفا كيف ينشأ الفيروس ويتطور في الحالات الصعبة من مرض التصلب اللويحي و ثمة أشخاص أكثر عرضة (أكثر بقليل) للإصابة بمرض التصلب المتعدد، إذا كانوا مصابين بأحد أمراض المناعة الذاتية التالية:
- الأمراض التي يختل فيها عمل الغدة الدرقية
- السكري من النمط الأول
- التهاب الأمعاء
بإمكان الطبيب تشخيص مرض التصلب اللويحي بناء على نتائج الفحوصات التالية:
- فحوصات الدم: فحوصات الدم يمكنها أن تساعد في نفي وجود أمراض تلوثية أو التهابات أخرى، تسبب هي أيضا نفس أعراض التصلب اللويحي.
- البَزْل القـَطـَنيّ (lumbar puncture):
- فحص التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI – Magnetic Resonance Imaging):
لا يوجد حاليا كما نوهنا علاج شاف للمرض والذى يتركز إجمالا، في مقاومة رد الفعل المناعي الذاتي والسيطرة على الأعراض. هذه الأعراض تكون، لدى بعض المرضى، خفيفة وبسيطة جدا إلى درجة إنه لا حاجة لأي علاج لها، قطعيا.
هناك علاج بالأدوية المتداولة والمعروفة وتشمل:
- الكورتيزون كورتيكوستيرويد (corticosteroid)، وهو العلاج الأكثر انتشارا لمرض التصلب المتعدد، إذ يحاصر ويقلص الالتهاب الذي يشتدّ، عادة، عند النوبات والإنترفيرون يوجد ايضاً عقار غلاتيرمر (Glatiramer) والناتاليزوماب (natalezomab وال ميتوكسينوترون (metoxenotrone)
والتى يقوم بوصفها الطبيب المختص المعالج
مع العلاج الطبيعى و تنقية فِصادة البلازما (Plasmapheresis)، وهي تقنية مشابهة بعض الشيء لغسيل الكلى، لأنها تقوم بفصل كريات الدم عن البلازما (التي هي الجزء السائل من الدم) بشكل آليّ. و يتم استخدام فصادة البلازما في حالات الأعراض الشديدة لمرض التصلب اللويحي، خصوصا عند الأشخاص الذين لا يبدون تجاوبا ولا يطرأ لديهم تحسن عند حقنهم بالكورتيزون في الوريد.
التعليقات مغلقة.