جهد بلا ثواب…عملية قيصرية… بقلم د.أحمد دبيان
جهد بلا ثواب…عملية قيصرية… بقلم د.أحمد دبيان
يأتي العيد هذا العام والوباء يقترب زاحفا كالجاثوم مقتربا من أنفاسك .
يتسلل كالقزم ليتطاول عملاقا يصارع الرفاق .
يغزو البيوت و الرئات والأفئدة .
يصيب فيمن يصيب الحوامل والأرامل والثيب والأبكار .
ذات مساء تم استدعائي لمن حملت كسائر النساء وهنها علي وهن.
بالكاد تكاد نسبة تشبع الأكسيجين تسابق الخطي لتجاوز خط التسعين لتتعثر فتعود للخلف مخترقة الحاجز الثمانيني بسرعة ولهفة .
علي جهاز الضغط الإيجابي المستمر ذو المستوي الثنائي ، تتعثر الأنفاس ونسبة التشبع بالاكسجين مهددة الأم والجنين ذو السبعة والعشرين أسبوعا .
لا حل سوي انبوب رغامي وتنفس اصطناعي وشق الطريق للجنين ليخرج قبل الاوان.
يسري المخدر في عروقها ، يتم التنبيب في سرعة البرق في ركض يسابق الوذمة الرئوية والسوائل التي فاضت بها الرئة.
انخفض الاوكسيجين بسرعة محيلا الشفاة الوردية لتسافر نحو المرحلة الزرقاء في مسيرة بيكاسو الفنية .
لم يجد الجهاز نفعا فكان لزاما العودة لحقيبة ال
Ambu
وتركيب صمام ضغط ما بعد الزفير بقيمة العشرين رغم التأثير السلبي الفادح لهذه التقنية في نشر العدوي .
طوال فترة العملية القيصرية ظل التناوب علي منحها اوكسجين الحياة بحقيبة الا
Ambu
يخرج الجنين ليتسلمه فريق أطباء رعاية حديثي الولادة.
يتحسن تبادل الغازات في جسد الأم ليزحف اللون الوردي طاردا بقايا الزرقة .
لا زالت الرئة تفيض بسوائلها مكبلة الايدي لتخفيض نسبة الأوكسيجين الحارقة .
لا بديل عن أكسجة غشائية خارج الجسم .
يأتي الفريق السحري علي بساط العربات المجهزة ليشبع دمها بالاكسجين مانحا بعض راحة للرئة المنهكة.
تسري الحياة في الجسد الذي كادت ان تغادره ، ويتوازي سريان الحياة في الجنين في حضانته الاصطناعية وكأن الحبل السري بينهما لم ينقطع بعد.
تلمع فلاشات الكاميرات ، تتصدر صور اطباء النساء الكادر والشاشات .
ينطلق الصوت الانذاري الذي تكاد تتوقف معه الأفئدة
كود بلو
Code blue
تبدأ الدورة الحياتية الجديدة لديدان المستشفيات.
التعليقات مغلقة.