جهراً تلاقينا
بقلم الشاعر أحمد محمد شعبان من مصر
قابلتُ أَحبابي بمفترقِ الزمانْ
عند اللقا تاهتْ تفاصيلُ المكانْ
ساءلتُها عن سكرِ أمواج الهوى
من دمعةٍ مُزِجَتْ بأشواقِ الحنانْ
فإذا بها تبكي وتضحكُ تارةً
فَهمستُ في أذنٍ لها قالتْ أحانْ
فرحُ اللقا ودموعُ عينٍ أُثْكِلَتْ
شوقٌ أتى ليهزَّ أعماقَ الزمانْ
حبِّي لكم فاقَ الخيالَ مكانةً
وأذاعني نغماً على وترِ الكمانْ
واستَطردتْ في وصفِها أشْواقنا
فانسابَ كلِّي حين راودني اللسانْ
ما بين سُكْري أستفيقُ على رؤىً
فأذوبُ من صوتٍ لها يَغْزو الكيانْ
أصحو ولا أصحو وتَأبى أَعيُني
غير الهوى يَصبو إلى ذاك الأذان
قالتْ أَحبُّكَ جامحٌ فَأَجبتُها
خيلٌ تَخطى الريحَ قد حصدَ الرهانْ
يطوي بساط الوقتِ نحو لِقائنا
فَيُعيدُ حاضرَنا إلى ذاك الأوانْ
قالتْ تُطيل الصمتَ قلتُ لها بلى
في سحرِ عَينيكُم قد امتزجَ البيانْ
فنظمتُ أبياتاً على أرضِ الهوى
ورسمتُ أنواراً على تلك الجنانْ
هَمَستْ وقالتْ كم أُحبُّك شاعراً
اِحتلَّني جَهْراً فأَحسستُ الأمانْ
قلتُ اسمعي قد ذابَ قلبي عاشقاً
أَفلتُّه فرساً وأطلقتُ العنانْ
ونَحتُّ في صخرِ الجبالِ قصائداً
سَتَعيشُ قِصَّتُنا على مرِّ الزمانْ
التعليقات مغلقة.