جواز صالونات “قصة قصيرة ”
بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
صفاء .. بنت متوسطة الجمال، واسعة العينين، ممتلئة القوام ، لها ضحكة بلهاء يتعجب منها الجميع، و لها قلب رقيق، حنون، و شفاف
نظراتها ” لراضي ” إبن عمها العاطل عن العمل تفضحها، و لكنها لا تخجل فهي تحبه حد الجنون حتى علم القاصي و الداني بأن صفاء لراضي ، و راضي لصفاء
و لكن راضي يحب جارته” أحلام ” صديقة صفاء، لكنها لا تُعيره أي إهتمام
فكانت تنظر إليه دائماً على إنه جار لا أكثر .
كانت تعلم بحبه لها و لكنها فضلت عليه جارهم الأخر لمجرد أنه يعمل و يحصل على الكثير من الأموال كان يأتي لها بالكثير من الهدايا و الوجبات الساخنة فكان هذا مدخلها الوحيد .
و تقدم لخطبتها و طارت صفاء من الفرح أخيراً راضي سيبقى لها بعد أن تتزوج أحلام .
تزوجت أحلام من جارهم و أنجبت و عاشت حياتها دون أن تلتفت .
فنطلق راضي كالمجنون يبحث عن عمل هنا و هناك ، كانت صفاء تدعمه بحكم أنه إبن عمها و لم ينقطع أملها يوم في أن يتقدم لخطبتها
فهو يعلم أنها تتمنى التراب الذي يسير عليه
أخيراً وجد راضي عملا و سريعاً سريعاً ارتقى درجات السلم الوظيفي
و أصبح له شأن ، و لم تعد صفاء ممتلئة القوام ، غيرت ضحكتها البلهاء بابتسامة رقيقة ، أخذت تبحث عن الموضة حتى تلفت إنتباه إبن عمها و حتى تليق به
و مر اليوم بعد اليوم ، و العام بعد العام .
و راضي يرتقي الدرجات ، و صفاء تتغير و تنتظر
و نزلت الصاعقة على صفاء حين تشجعت و ذهبت لإبن عمها بكل الود و قالت له : أما آن الأوان أن نجتمع سوياً بعد كل هذا العُمر
و كان الرد قاسياً و مدوياً
إن كنتِ أخر بنت بالعالم لن اتزوجك
فقلبه ما زال متعلق بأحلام
أقتربت صفاء من الخمسين و كذلك راضي و عزف كلا منهما عن الزواج .
أما أنا فقد قررت أن أتزوج زواج صالونات
فقد ولدت القصة بين يدي في حاراتنا و كلما رأيت صفاء تمزق قلبي
و لكن العجيب أن الأمل ما زال يملئ قلبها !
التعليقات مغلقة.