جوانتى إلا فردة… أسماء البيطار
جوانتي إلا فردة
بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
منذ أن بدأ الحظر و أنا لا أعلم من الأيام إلا يوم الخميس
أستيقظت مبكراً كعادتي و لكن هذه المره رغم كل التحذيرات من جميع الجهات و أولهم زوجي العزيز، كنت سعيدة إني سأذهب إلى السوق في وقت مبكر ، فقد كنت أغضب كثيراً عندما حاولت أن أنزل لشراء إحتياجات المنزل قبل الكورونا الله يكرمها، و لم أجد بائع يوحد الله !
و أعود فارغة اليدين و أصب غضبي على بعض الأكياس الضعيفه
و اتمتم بكلمات غير مفهومة .
أرتديت عبائتي ، و سحبت عربة السوق ذات العجلات المزعجه و التي لا يحلو لها السير بهدوء إلا على سجادتي ذات اللون الذهبي الفاتح
و أنا أجهز حالي ، و زوجي العزيز يلف ورائي يعطيني التعليمات
عقمي يدك قبل النزول ، إياكِ أن تلمسي شئ ، إياك أن تقفي وسط زحام ، إياكِ ، إياكِ ، إياكِ ، ………….
حااااضر .. لا تقلق و من كثرة التحذيرات دب الخوف في نفسي
فتذكرت أني أخفي بعض الجونتيات البيضاء في درج تسريحتي عندما كنت أرتب له أدواته الطبية فأخذت بعضاً منها لعلها تنفعني عندما أقوم بتنظيف الشقة قبل رمضان .
و عندما ذهبتُ إلى الدرج تذكرت أن هناك أزمة في الجونتيات و أنا لا أملك منها الكثير ، فأغلقت الدرج في هدوء وودعت زوجي العزيز و كأني ذاهبه بلا عودة .
كانت الساعة تدق العاشرة صباحاً نزلت من البيت و أنا اقرأ دعاء الخروج من المنزل
” اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو اُضل، أو أذل أو اُذل ، أو أظلم أو اُظلم ، أو أجهل أو يُجهل علي”
دخلت السوق و كأنه يوم الحشر !
يا سبحان الله !
متى نزل كل هؤلاء البشر ؟
منذ متى و البائعون و أصحاب المحلات بهذا النشاط !
و أنا أتمتم كعادتي ” يعني لازم تنقرصوا علشان تصحوا بدري تشوفوا أكل عيشكم “
و قطع تمتمتي ” عم رمضان ” بائع الخضار
هاا يا ” أم حنين ” نحن هنا إللي واخد عقلك .
صباح الخير يا عم رمضان
صباح الفل يا ست الكل
هات كيس
فمد يده و إذا به يلبس فردة جوانتي بيضاء واحدة ، فأنا منذ البداية أعلم إنه حريص ” بخيل ”
و طار عقلي في قلق زوجي ، و قلت في نفسي ليتني أرحته
و لبست فردة جوانتي للكورونا و تركت الأخرى لتنظيف الشقة قبل رمضان .
التعليقات مغلقة.