موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جورج ستيفنسون …بقلم طارق بدراوي

308

جورج ستيفنسون …بقلم طارق بدراوي

دائما ما يحدثنا المهندس طارق بدراوي عن شخصيات لها تاريخ و شخصية اليوم هي شخصية جورج ستيفنسون فدعونا نحلق معها و مع تاريخها المعطاء :

جورج ستيفنسون المهندس الإنجليزي الشهير الذي قام بإنشاء أول خط سكك حديدية في العالم يستخدم. القاطرات البخارية كما أنه قام بتصميم مقياس. السكك. الحديدية المستخدم عالميا وهو 4 أقدام و8 بوصات ونصف بما يعادل 1435 مليمتر والذي يعرف أحيانا بإسم مقياس ستيفنسون وهو يعبر عن إتساع السكة الذي إختاره والذي يطلق عليه أحيانا إتساع ستيفنسون والذى إتخذ بعد ذلك أساسا لإتساع السكة الحديد. القياسية المعتمدة في العديد من خطوط السكك الحديدية في العالم وقد اعتبر الفكتوريون ستيفنسون مثالًا عظيمًا للتطبيقات العلمية الجادة والتطوير المستمر وفي الواقع فإن قصة حياته ومسيرته تعد قصةً مثاليةً للإنتقال من الفقر إلى الثروة وقد إستحق عن جدارة أن يطلق عليه لقب أبو السكة الحديد حيث كان ما توصل إليه أحد أهم الإبتكارات التكنولوجية وعنصرا. أساسيا في الثورة الصناعية التي أدت إلي إنتشار العمل الآلي والميكانيكي بدلا من العمل اليدوى حيث شهدت بلدان أوروبا الغربية خلال القرن الثامن عشر الميلادى نهضة شاملة فتنوعت الأبحاث والتجارب لتشمل مختلف فروع العلم ولتؤدي إلى إختراعات وإكتشافات مهمة والتي كان لها الأثر البالغ على الحياة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية سواء في دول قارة أوروبا أو خارجها خلال القرن التالي التاسع عشر الميلادى وكان من أهم هذه الإختراعات الآلة البخارية التي إخترعها جيمس وات في عام 1769م ومنذ بدايات القرن التاسع عشر الميلادى بدأت محاولات الإنسان في تسيير قاطرة تعمل بالفحم والبخار وتجر عربات للبضائع أولا ثم للركاب فيما بعد وتجري على قضيبين حديديين وكانت البداية عندما زودت مناجم الفحم في كورونول الموجودة في جنوب غرب إنجلترا بمقطورات تعمل بالبخار قام بصنعها تقنيين مثل تيموثس هاكورث في عام 1808 و جووليم هيدلي في عام 1813م ثم جورج ستيفنسون في عام 1814م والذى واصل مسيرته هو وإبنه روبرت ستيفنسون في تطوير هذه القاطرات وقامت شركة ستيفنسون وإبنه روبرت وشركاؤهما بتشييد لوكوموشن 1 وهي قاطرة بخارية لزوم نقل الفحم على خطوط السكك الحديدية وكانت سكة حديد ستوكتون ودارلنجتون في عام 1825م كما شيد ستيفنسون أيضا أول خط سكة حديد بين المدن في العالم والتي تستخدم القاطرات وهو خط السكة الحديد الذى يربط بين مدينتي ليفربول ومانشستر اللتان تقعان شمال غرب إنجلترا والذي إفتتح في عام 1830م وقد ولد جورج ستيفنسون في يوم 9 يونيو عام 1781م في قرية ويلم نورثمبرلاند والتي تبعد 9 أميال أي حوالي 15 كيلومتر غرب مدينة نيوكاسل وهي مدينة إنجليزية تقع في شمال شرق إنجلترا ويلقب سكانها بالجورديس أو الجورديين وسبب تسميتهم بهذا الإسم يرجع للقرن الثامن عشر الميلادى عندما ناصرأهلها الملك جورج بعكس أهل شمال إنجلترا الذين ناصروا ملك سكوتلاندا ومن الإسم جورج أخذ الإسم جوردي وينظر لهم عاده باقي الشعب الإنجليزي على أنهم أناس دون المستوى وعلاوة علي ذلك يتميز أهل نيوكاسل الأصليين باللهجة التي تسمي باللهجة الجوردية وهي لهجة يصعب على باقي الإنجليز فهمها نظرا لما فيها من مصطلحات ليست في القواميس الإنجليزية الحديثة وكان جورج ستيفنسون هو الطفل الثاني لروبرت وزوجته ميبل ستيفنسون ولم يكن أي منهما قادرا على القراءة أو الكتابة وعمل الأب روبرت رجل إطفاء لدى شركة ويلم كولري بامنج إنجن وكان دخله قليل جدا ومن ثم فلم يكن هناك مال كافٍ ليلتحق أبناؤه بالمدرسة .

وعندما بلغ جورج السابعة عشر من عمره أصبح فني آلات في منجم ووتر رو بالقرب من نيوبيرن وأدرك قيمة التعليم ومن ثم إلتحق في عام 1799م بمدرسة ليلية وأنفق المال القليل الذي كسبه من عمله على الدراسة في مدرسةٍ ليلية حيث تعلم القراءة والكتابة والرياضيات بعد أن بقي غير متعلم حتى بلغ الثامنة عشر من عمره وفي عام 1801م بدأ العمل في منجم فحم بلاك كاليرتون في جنوب بونتلاند كعامل مكابح مهمته أن يتحكم بجهاز الرفع في المنجم وفي يوم 28 نوفمبر عام 1802م تزوج جورج من زوجته الأولي فرانسيس هيندرسون وإنتقل إلى ويلنجتون كواي شرق نيوكاسل حيث عمل عامل مكابح في منجم آخر وكان هو وزوجته يعيشان في كوخ متواضع مؤلف من غرفة واحدة وعمل ستيفنسون إلي جوار عمله في المنجم في صنع الأحذية وإصلاح الساعات لزيادة دخله ورزق بطفله الأول روبرت في عام 1803م وفي العام التالي 1804م إنتقلت العائلة إلى ديال كوتيج في ويست مور بالقرب من كيلينجوورث حيث عمل أيضا كعامل مكابح في منجم كيلينجوورث وكان طفله الثاني فتاة ولدت في شهر يوليو عام 1805م وسميت فرانسيس تيمنًا بوالدتها وتوفيت الطفلة بعد ولادتها بثلاث أسابيع ودفنت في كنيسة سانت بارثولوميو لونج بنتون شمال نيوكاسل وفي عام 1806م توفيت زوجة ستيفنسون بداء السل ودفنت في نفس ساحة الكنيسة كإبنتها في يوم 16 مايو عام 1806م إلا أن موقع القبر فُقد وهنا قرر ستيفنسون أن يجد عملا في سكوتلاندا وترك إبنه روبرت مع إمرأة من السكان المحليين بينما ذهب للعمل في مونتروز ثم عاد بعد عدة أشهر بسبب إصابة والده بالعمى في حادث تنقيب وإنتقل مرة أخرى إلى كوخ متواضع أيضا في غرب مور مع أخته غير المتزوجة إليانور من أجل رعاية إبنه روبرت وفي عام 1811م لم يكن محرك الضخ يعمل جيدا في منجم كيلينجوورث وعرض جورج ةستيفنسون إصلاحه وتحسينه وفعل هذا بنجاح ورقي ليصبح صانع محركات في مناجم الفحم في كيلينجوورث ومسؤولا عن صيانة وإصلاح جميع محركات المنجم ومع الوقت أصبح خبيرا في آليات الدفع البخاري وفي عام 1814م إبتكر جورج ستيفنسون قاطرة مستعينا بأفكار من سبقوه في هذا المجال خاصة جون بلينكينسوب كما قام بتصميم محرك لها وذلك لزوم نقل الفحم على طرق كيلينج روث القديمة التي كانت تستخدم لنقل البضائع والركاب والمعدات بإستحدام عربات تجرها الخيول وذلك قبل وجود السكك الحديدية وكانت أول قاطرة ذات محرك بخاري إستخدمها ستيفنسون قادرة على نقل 30 طنا من الفحم بسرعة 4 أميال في الساعة . وبعد أن أمضى ستيفنسون فترة كبيرة من حياته في المناجم لم يعد خافيا عليه خطر الإنفجارات التي تواجه صناعة التعدين بسبب إستخدام العمال للأعيرة النارية في حفرٍ مليئة بالغازات القابلة للإشتعال نتيجة ألسنة اللهب التي تنتج عن هذه الأعيرة النارية وعلي الرغم من إفتقاره للمعرفة العلمية إبتكر ستيفنسون عن طريق المحاولة والخطأ مصباح أمان يستخدم أسطوانةً ذات ثقوب هوائية صغيرة للحد من خطر الإنفجارات في المناجم وبدأ في إختبار هذا المصباح الذى من الممكن أن يشتعل في جو غازي دون التسبب في إنفجارات وفي نفس الوقت كان عالم الكيمياء البارز الكورني أي المنتمي لمقاطعة كورونول بجنوب غرب إنجلترا همفري ديفي مكتشف عنصرى الصوديوم والبوتاسيوم والذى ترأس الجمعية الملكية البريطانية بين عام 1820 وعام 1827م يبحث في نفس المشكلة وقام هو الآخر بإختراع مصباح أمان للمناجم وقبل أن يقدم ديفي مصباحه للجمعية الملكية البريطانية بشهر عرض ستيفنسون مصباحه لشاهدين بأن أخذه أسفل منجم فحم كيلينجوورث وحمله أمام صدع كان ينبعث منه غاز المناجم ولم يحدث أي إنفجار وتم تقديم المصباحين إلي الجمعية الملكية الإنجليزية وكان هناك إختلاف في تصميم كلا المصباحين حيث كان مصباح ديفي محاطًا بحاجز من الضمادات في حين إحتوى النموذج الأول لمصباح ستيفنسون على صفيحة مثقوبة داخل أسطوانة زجاجية ومنحت الجمعية ديفي ألفين جنيه إسترليني مكافأة له علي هذا الإختراع بينما إتهم ستيفنسون بسرقة الفكرة من ديفي لأنه لم يتم إعتباره عالما يمكنه صنع مصباح وهو لم يحصل علي قدر كاف من التعليم يؤهله لذلك وقد تعلم ستيفنسون من هذا الموقف ضرورة تعليم إبنه روبرت تعليما جيدا فحرص على تعليمه في مدرسة خاصة حيث تعلم كيفية تحدث الإنجليزية السليمة ولكنة النطق الصحيحة وبسبب ذلك كان تفضيل السلطات لروبرت على والده في صفقاتهم المستقبلية فقد كان ستيفنسون يتحدث بلكنة نورثمبرلاند أو اللهجة الجوردية وليس باللكنة الإنجليزية المعتادة المستخدمة في التعاملات الرسمية وتم تشكيل لجنة تحقيق لبحث المصباح الذى إخترعه ستيفنسون وبعد بحث الأمر برأته هذه اللجنة وأثبتت أنه كان يعمل بشكل منفصل لصنع مصباح أمان للمناجم وكافأته بألف جنيه إسترليني إلا أن ديفي ومؤيديه رفضوا قبول النتائج التي توصلت إليها اللجنة ولم يدركوا كيفية أن يكون رجل غير متعلم كستيفنسون ويستطيع أن يتوصل للحل الذي كان لديه وبعد ذلك بسنوات وفي عام 1833م وجدت لجنة مجلس العموم البريطاني أن ستيفنسون يمتلك الحق في المطالبة بمساواة مصباحه بمصباح ديفي والذى توفاه الله وهو ما يزال يعتقد بأن ستيفنسون قد سرق فكرته وقد إستخدم مصباح ستيفنسون تحديدا في شمال شرق إنجلترا وهي المنطقة التي عاش فيها ستيفنسون بينما إستخدم مصباح ديفي في جميع الأماكن الأخرى وقد أدت هذه التجربة إلى إرتياب ستيفنسون من أمانة ودقة الخبراء العلميين والنظريين في العاصمة لندن ويتناول أحد الكتاب هذا الأمر في كتابه الذى سماه جورج وروبرت ستيفنسون تباين الآراء حول كفاءة كل من مصباح ديفي ومصباح ستيفنسون بقوله إن مصباح ديفي أعطى ضوءا أكثر إلا أن مصباح ستيفنسون الذى سمي مصباح جوردي مثلما يطلق على أي مواطن ينتمي إلي مدينة نيو كاسل أو إلي منطقة شمال شرق إنجلترا كان يتميز بأنه أكثر أمانًا عند إستخدامه في أجواء مشبعة بالغاز وأشار لحادثة وقعت في منجم فحم أوكس في بارنسلي حيث إستخدم كلا المصباحين عقب تدفق مفاجئ للغاز وأصبحت جميع قمم مصباح ديفي حمراء ساخنة وهو الأمر الذى كان يؤدى في السابق إلى حدوث إنفجارات في حين إنطفأت جميع مصابيح جوردي .

وبعد نجاح محرك القاطرات الأول إبتكر ستيفنسون 16 قاطرة إضافية وفي عام 1817م بنى قاطرةً بست عجلات لسكة حديد كيلارنوك وترون وفي عام 1820م عهد إليه إنشاء خط سكة حديدية طوله 8 أميال في سكة حديد هوتون كوليري ليكون أول خط للسكك الحديدية يعمل دون إستخدام أي نوعٍ من الطاقة الحيوانية وقد أدى نجاح هذه السكة الحديد إلى إختراعه القضبان الحديدية المعروفة فيما بعد وكنتيجة لذلك أيضا تم تعيينه مهندسا لبناء سكة حديد بطول 25 ميل تصل بين ستوكتون ودارلينجتون عام 1821م وقد ساعده إبنه روبرت في تنفيذ هذا المشروع وبنى ستيفنسون أول عربة لهذه السكة الحديد والتي حملت أضواء صناعية في رحلتها الإفتتاحية في عام 1825م وبذلك أصبحت هذه هي أول سكة حديد عامة في العالم تعمل على قاطرةٍ بخارية وإستخدم ستيفنسون أثناء هذا المشروع بعض المحركات الثابتة التي يمكن أن تستخدم في قطر العربات على الخطوط الصاعدة الصعبة بإستخدام الجنازير والبكرات وقرر ستيفنسون أن ينتج هذه المحركات بنفسه فأصبح شريكا في مصانع هندسية للقاطرات بمدينة نيوكاسل وقد إستخدم خط ستوكتون دارلنجتون في أول الأمر في نقل البضائع فقط ولكن سرعان ما تبين أنه مفيد لنقل الركاب فجهزت عربات مناسبة ولكنها ظلت تجر بواسطة الخيل أحيانا في حين إستخدمت القاطرات في جر عربات البضائع وخلال تلك الفترة قام بإبتكار أول مقياس للسكك الحديدية الذي أشرنا إليه في صدر هذا المقال والذي أصبح مقياسا عالميا معتمدا ونتيجةً لتلك الإنجازات المتتالية حاز جورج ستيفنسون شهرةً واسعة وتم إختياره رئيسًا لمهندسي السكك الحديدية في مدينتي ليفربول ومانشستر كما ربح وإبنه روبرت مسابقةً أقيمت لأفضل وأقوى قاطرة عام 1829م وعهد إليه بتشييد خط السكة الحديد بين مدينتي ليفربول ومانشستر وتم إفتتاح هذا الخط في يوم 15 سبتمبر عام 1830م وسط حضور العديد من الشخصيات الهامة بمن فيهم رؤساء وزراء واترلو وديوك وويلينجتون وقد تم إستخدام ثمان قاطراتٍ على هذه السكة الحديد وليكون هذا هو أول خط سكة حديد منتظم لنقل الركاب ولتنتشر خطوط السكك الحديد بعد ذلك في جميع أنحاء إنجلترا وكان يوم 13 يونيو عام 1842م يوما عظيما ومشهودا في تاريخ السكة الحديد حيث أصبح السفر بها محترما وآمنا وقد حدث ذلك فجأة حيث كانت الطبقة الوسطى قبل هذا اليوم تأنف إستخدام القطارات في التنقل حيث كان المسافر مجبرا على الإختلاط بكل أنواع البشر والجلوس مع الغرباء من الناس كما كان السفر يبدو شديد الخطورة لأن القطارات كانت تسير بسرعة 30 ميلاً في الساعة أو أكثر وهي سرعة كبيرة بمقاييس هذا العصر وكان يبدو لهؤلاء أنه من الأسلم لهم وأوجب لإحترامهم أن يتنقلوا في عرباتهم الخاصة التي يجرها جوادان ولكن في اليوم المشار إليه تلاشت كل هذه الشكوك لما سافرت الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا حينذاك في القطار عندما إنتقلت العائلة المالكة أولاً إلى محطة سلو وهناك عاينت جلالتها الخط والقاطرة والصالون الذي أعد خصيصاً لهذه المناسبة وعند الظهر تماماً قام القطار الملكي متوجهاً إلى محطة بادينجتون وكان الذي يقود القاطرة هو المشرف العام لشركة السكك الحديدية وكان معه في مركز القيادة المهندس البريطاني المشهور بردفل وفي تمام الساعة الواحدة إلا الربع ظهرا وصل القطار إلى محطة بادينجتون حيث كان عدد من الموظفين وجمع غفير ينتظرونه بشغف كما كان هنالك أيضاً ثلة من الحرس الأحمر وسجادة حمراء وزينة رائعة في إستقبال الملكة وقد شعر الجميع بالإرتياح لدى معرفتهم أن الملكة تمتعت بسفر مريح وأعلنت ذلك بنفسها ومن تلك اللحظة تلاشت شكوك الناس بما يتعلق بسلامتهم أو إحترامهم إذا هم إستعملوا القطار كوسيلة للسفر .

وكنتيجةً للنجاحات العديدة التي حصدتها مشاريع ستيفنسون زادت شهرته وما بين عام 1828م وعام 1848م غمرته الطلبات لبناء العديد من السكك الحديدية في جميع أنحاء العالم ولذا فقد كانت هذه الفترة من أكثر الفترات إزدهارا في حياته المهنية كما عمل كخبيرٍ إستشاري في عدة مشاريع للسكك الحديدية في داخل وخارج بلاده وعلاوة علي ذلك فقد أدت الحفريات التي أجريت لبناء السكك الحديدية الى إكتشاف إحتياطيات الفحم مما زاد من غناه وثرائه بشكل كبير وجدير بالذكر أنه بعد وفاة جورج ستيفنسون بسنتين وفي عام 1850م تم تطوير قاطرات نقل البضائع التي تعمل بالفحم لتجر أيضاً عربات خزانات للمياه والوقود وعربات ثلاجات وكانت تلك القاطرات تؤجر للمصانع التي تحتاجها لنقل منتجاتها عبر المدن وجدير بالذكر أن محمد علي باشا كان قد فكر في إنشاء خطوط للسكك الحديدية في مصر عام 1843م ولكن لم تسمح الظروف وقتها بتنفيذ هذا المشروع ولكن في عهد حفيده عباس باشا الأول ثالث من حكم مصر من أسرة محمد علي مابين عام 1848م وعام 1854م كانت مصر هي ثاني دولة في العالم وأول دولة في قارة أفريقيا تدخل إليها السكك الحديدية علي يد روبرت ستيفنسون إبن جورج ستيفنسون عندما عهد إليه عباس باشا الأول إنشاء خط السكة الحديد بين القاهرة والإسكندرية وكانت قيمة العقد حينذاك 56 ألف جنيه إنجليزي وكان هذا الخط بطول 209 كيلو متر وبدأ العمل فيه عام 1852م وإستعان روبرت ستيفنسون بعدد من المهندسين المصريين المرموقين الذين كانوا قد تعلموا ودرسوا في فرنسا في عهد محمد علي باشا أمثال سلامة إبراهيم باشا ومحمد مظهر باشا وبهجت علي باشا وثاقب باشا وكون منهم فريق عمل متميز وإستعان هذا الفريق بالجنود والبحارة المصريين في تجهيز مسار خط السكة الحديد بين القاهرة والإسكندرية وتركيب الفلنكات والقضبان وتم الإنتهاء من الجزء المحصور مابين الإسكندرية وكفر الزيات في عهد عباس باشا الأول في عام 1854م ثم تم إستكمال باقي الخط حتي القاهرة في عهد خليفته محمد سعيد باشا وتم تشغيله عام 1856م وقد تبع ذلك إنشاء خط السكة الحديد بين القاهرة والسويس وبين القاهرة والإسماعيلية ولتقديم خدمة غير عادية لحاكم مصر آنذاك تم تجهيز ما عرف بقاطرة روبرت والتي تعد أول قاطرة تدخل البلاد عام 1852م ثم القاطرة المزخرفة والتي تم تصنيعها في مدينة مانشستر الإنجليزية عام 1858م وخصصت لتنقلات الوالي حينذاك محمد سعيد باشا ثم تم تصميم قاطرة أخرى له عام 1862م سميت القاطرة السعيدية نسبة إليه والتي أهدته إياها فرنسا في العام المذكور والمعروضة حاليا في متحف سكك حديد مصر وهذا القطار تم تصنيعه في خمسينيات القرن التاسع عشر الميلادى وهو يتكون من 6 عربات صنعت في دول مختلفة ويبدأ بالقاطرة ثم عربة الحراسة تليها عربة الأميرات ثم العربة الخاصة بمحمد سعيد باشا والتي تحتوي علي مقصورة لتحية الجماهير ثم عربة العائلة المالكة وأخيرا عربة الوزراء وفي عهد الخديوى إسماعيل خليفة محمد سعيد باشا والذى حكم مصر من عام 1863م وحتي عام 1879م تم تصنيع قطار خاص له في مصانع رايت بمدينة نيو كاسل بإنجلترا وتم تزيينه بنقوش كثيرة ويتكون من أربع عربات فقط الأولى للضباط والثانية للأميرات وهي مؤثثة بالحرير الأحمر والأخضر والثالثة مخصصة لعائلة الخديوي وجسمها بالكامل من الخشب والأثاث من الحرير القرمزي أما العربة الرابعة فهي صالون الخديوي الذي يوجد به عدد 24 نافذة وعدد 4 أبواب كبيرة من الزجاج العادي وبلا شك أن دخول السكك الحديدية إلي مصر كان له أثر إيجابي ممتاز فيما بعد وخصوصا بعد مد خطوط السكك الحديدية في دلتا مصر وفي الصعيد في تنمية ونهضة البلاد ومد حركة التنمية والعمران في جميع أنحائها وربوعها سواء في الوجه البحرى والدلتا وفي منطقة القناة وفي الصعيد ومما يذكر أيضا أنه عندما زار السلطان العثماني عبد العزيز الأول مصر في شهر أبريل عام 1863م تلبية لدعوة الخديوى إسماعيل والذى إستقبل السلطان في قصر رأس التين في الإسكندرية قام الخديوى بإصطحابه والوفد المرافق له في رحلة بالقطار من الإسكندرية إلي القاهرة ودهش السلطان وتعجب وإنبهر إنبهارا شديدا بهذه الوسيلة الحديثة في الإنتقال فلم يكن قد رأى قطارا قبل ذلك حيث سبقت مصر وهي في هذا العصر تعد ولاية عثمانية عاصمة ودولة الخلافة في دخول السكك الحديدية إليها .

وعن الحياة الشخصية لجورج ستيفنسون فبعد وفاة زوجته الأولي التي أنجبت له إبنه روبرت تزوج بعدها بيتي هيندامارش في يوم 29 مارس عام 1820م إلا أنهما لم يرزقا بأطفال وقد توفيت بيتي عام 1845م فتزوج للمرة للمرة الثالثة من إلين جريجوري في يوم 11 يناير عام 1848م في كنيسة سانت جون وبعد حوالي 7 شهور كانت وفاته في يوم 12 أغسطس عام 1848م عن عمر يناهز 67 عاما نتيجة إصابته بإلتهابٍ رئوي حاد ودفن في كنيسة هولي ترينيتي في مدينة تشيسترفيلد وتكريما له ولمساهماته المتميزة في مجال السكك الحديدية فقد تم تحويل مسقط رأسه في نورثمبرلاند إلى متحف كما سميت العديد من الشوارع والمدارس والكليات والمؤسسات والجمعيات الخيرية بإسمه كما حملت القطعة النقدية الصادرة عن بنك إنجلترا من فئة 5 جنيهات إسترلينية صورته بين عام 1990م وعام 2003م وفي عام 2002م ظهر إسمه في قائمة بي بي سي لأعظم 100 شخصيةٍ بريطانية وبلا شك أنه يستحق ذلك عن جدارة فقد أنتج للبشرية كلها إختراعا كان له الفضل الأكبر فيما وصلت إليه من تقدم في جميع المجالات وفي العقود الأخيرة تطورت السكك الحديدية وأصبحت تسير بالكهرباء كما تزايدت سرعاتها والتي وصلت إلى ما يفوق 500 كيلو متر في الساعة ومن ضمن تلك القطارات فائقة السرعة قطار طوكيو أوزاكا في اليابان ويسمى شينكانسن وقطار تي جي في في فرنسا بين مدينتي باريس وليون وقطارات خطوط السكك الحديدية الألمانية وغيرها كما كان من ضمن التطوير والتحديث الذى دخل إلي مجال السكك الحديدية أنه ليس بالضرورة أن يسير القطار فوق قضبان فعلي سبيل المثال قد أنتجت المانيا أقدم قطار معلق في العالم ليقوم بنقل الركاب في داخل مدينة فوبرتال إحدى مدن ولاية نورد راين فستفالين في شمال غرب المانيا وهو يعمل بالكهرباء منذ يوم 1 مارس عام 1910م وقد إبتكر هذا النوع من القطارات لتوفير المكان حيث يسير هذا القطار معلقا فوق مجرى نهر الفوبر في المدينة وتتدلى عرباته أسفل قضيب مصنوع من الفولاذ القوي المتين والذى يستند على دعامات مائلة من الحديد علي شكل حرف V المقلوب متكئة على ضفتي النهر هذا ويعتبر هذا القطار رمزا لمدينة فوبرتال التي سمي القطار بإسمها .

التعليقات مغلقة.