جون آدمز … المهندس طارق بدراوي
جون آدمز هو محامي ودبلوماسي ورجل دولة وسياسي أميريكي يعد واحدا من أكبر وأهم زعماء حركة الإستقلال الأميريكية عن بريطانيا ومن الآباء الأوائل المؤسسين لدولة الولايات المتحدة الأميريكية وكان أول نائب لجورج واشنطن والذى كان أول رئيس للولايات المتحدة بعد إعلان إستقلالها عن بريطانيا وقد شغل هذا المنصب طوال الفترتين المتتاليتين للرئيس جورج واشنطن ما بين يوم 21 أبريل عام 1789م ويوم 4 مارس عام 1797م حين أصبح ثاني رئيس للولايات المتحدة بعد فوزه كمرشح للحزب الفيدرالي علي منافسه توماس جيفرسون مرشح الحزب الجمهورى الديموقراطي بفارق ضئيل ولفترة رئاسية واحدة لمدة 4 سنوات بداية من اليوم المذكور وحتي يوم 4 مارس عام 1801م حيث لم يوفق في الانتخابات التي أجريت في أواخر عام 1800م أمام منافسه توماس جيفرسون الذى أصبح الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأميريكية الذى كان أيضا يعد من أكبر وأهم زعماء حرب الإستقلال ومن الآباء المؤسسين للولايات المتحدة وبخسارته هذه الانتخابات أعلن تقاعده وظلت بين الرجلين علاقة صداقة متينة وظلا يتراسلان لمدة 14 عاما وعلاوة علي ذلك فقد كان جون آدامز أول من أقام في البيت الأبيض عند تخصيصه لإقامة من يشغل منصب الرئيس في عام 1800م ومما يذكر أيضا عن جون آدامز أنه كان عميدا لأسرة من السياسيين ورجال الدولة والدبلوماسيين والمؤرخين يشار إليهم بإسم عائلة آدمز السياسية وكان منهم إبنه جون كوينسي آدمز الرئيس السادس للولايات المتحدة مابين يوم 4 مارس عام 1825م ويوم 4 مارس عام 1829م وهو جد السياسي الأمريكي تشارلز فرانسيس آدمز وكانت هذه هي المرة الأولي التي يتولى أب وإبنه رئاسة الولايات المتحدة وقد تكرر ذلك عندما تولي جورج بوش الأب منصب الرئيس الحادى والأربعين للولايات المتحدة ما بين يوم 20 يناير عام 1988م ويوم 20 يناير عام 1993م ثم تولي جورج بوش الإبن منصب الرئيس الثالث والأربعين من يوم 20 يناير عام 2001م وحتي يوم 20 يناير عام 2009م وفي هذا الصدد كانت هناك مرة واحدة تولي فيها جد وحفيده منصب الرئيس حيث تولي وليم هنرى هاريسون منصب الرئيس التاسع للولايات المتحدة من يوم 9 فبراير عام 1773م وحتي يوم 4 أبريل عام 1841م ثم تولي حفيده بنيامين هاريسون منصب الرئيس الثالث والعشرين للولايات المتحدة من عام 1889م وحتي عام 1893م وعلاوة علي هذا فقد تولي إثنان من أولاد العمومة منصب الرئيس وهما الرئيس السادس والعشرين للولايات المتحدة تيودور روزفلت ما بين يوم 14 سبتمبر عام 1901م وحتي يوم 4 مارس عام 1909م وإبن عمه الرئيس الثاني والثلاثين للولايات المتحدة فرانكلين روزفلت ما بين يوم 4 مارس عام 1933م وحتي وفاته المفاجئة في يوم 12 أبريل عام 1945م بعد 82 يوم فقط من توليه منصبه للفترة الرابعة علي التوالي حيث لم يكن قد صدر بعد التعديل الدستورى الذى يحدد فترتين رئاسيتين لكل رئيس مدة كل منهما 4 سنوات .
وقد ولِد جون آدمز في يوم 30 أكتوبر عام 1735م لوالدَيه جون آدامز وسوزانا بويلستون وكان لديه أخوان أصغر سنا بيتير وإيليهو وكانت ولادة آدمز في مزرعة العائلة في برينتري في ولاية ماساتشوستس وكانت أمه مِن عائلة مرموقةٍ من بروكلين المعاصرة في ماساتشوستس أما والده فقد كان شماسا في الكنيسة الأبرشانية ومزارعا وإسكافيا وملازما في حرس ماساتشوستس الوطني كما عمل جون آدامز الأب كمسير أمور محلية أي عضوًا في المجلس المحلي وأشرف على بناء المدارس وشق الطرقات وكثيرا ما إمتدح آدامز أباه وتذكر علاقتهما الوطيدة وكان في عام 1638م قد هاجر والد جد آدامز هنري آدمز إلى ماساتشوستس قادما مِن برينتري إيسيكس بإنجلترا وعلي الرغم من نشأته في بيئة متواضعة فقد كبر آدمز مع شعور ملح يدفعه للوفاء لإرثه إذ كان من عائلة بيوريتانية وهو الأمر الذي تركَ أعظم الأثر في ثقافة منطقتها وقوانينها وتقاليدها وهذا المصطلح يعبر عن مذهب مسيحي بروتستانتي يجمع خليطًا من الأفكار الاجتماعية والسياسية واللاهوتية والأخلاقية وقد ظهر هذا المذهب في إنجلترا في عهد الملكة اليزابيث الأولى التي حكمت بريطانيا من عام 1558م وحتي عام 1603م وإزدهر في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين ونادى بإلغاء اللباس والرتب الكهنوتية وتستند تعاليم هذا المذهب إلى الإيمان بالكتاب المقدس مصدرا وحيدا للعقيدة الدينية من دون الأخذ بأقوال القديسين ورجال الكنيسة ويقضي بأن من واجب الإنسان أن يكون سلوكه في الحياة مطابقا لما ورد في الكتاب المقدس وعليه أن يؤمن بعقيدة القضاء والقدر ولا يقتصر هذا المذهب على أداء العبادة في بعض المناسبات أو في أيام معينة بل يستوجب تطبيق العبادة في الحياة كلها فيبدأ المتطهر يومه بسلوك طاهر في علاقاته الأسرية وبإستقامة في تربية أولاده وبالمحافظة على صفاء روحه ونظرته إلى شئون الحياة بما فيها الناحية السياسية على هَديٍ من الله بعيدا عما ورثته المسيحية في القرون الطويلة من شعائر شكلية ومظاهر كهنوتية ويعتقد المتطهرون وهو اللقب الذى يلقب به اتباع هذا المذهب أن الله قد إختارهم وفضلهم على سائر العالمين وفي الوقت الذي ولد فيه جون آدمز كانت العديد من العقائد البيوريتانية المتشددة قد خبَت وطرأ الإعتدال على الكثير من ممارساتهم الدينية المتشددة ولكن آدمز داوم على الإعتقاد بأن اتباع هذا المذهب هم حملة شعلة الحرية وقضيتها المقدسة بالدرجة الأولى وقد ذكر آدمز أن والدَيه لم يكنا سوى الإزدراء لكل فردٍ يؤمن بالفلسفة الإباحية وأشار بالتفصيل إلى إعتبارهم تجسيدا للمهانة والوضاعة والبَوَار الناجم عن أي فجور وقد قال آدامز فيما بعد إن بالنسبة له كطفل فقد حظي بأعظم نعمة ممكنة لأي شخص ألا وهي وجود أم حريصةٍ وقادرةٍ على تهذيب شخصيات أطفالها ونظرا لكون آدمز الأكبر بين إخوته فقد كان مجبرا على تحصيل تعليم رسمي بدأه في سن السادسة في مدرسة إبتدائية للأولاد والبنات وكانت الدروس تعقد في منزل الأستاذ وتركزت على دراسة كتاب نيو إنجلاند التمهيدي وبعد ذلك بفترة وجيزة إلتحق آدمز بمدرسة برينتري اللاتينية حيث إشتمل المنهج على دراسة اللغة اللاتينية والبلاغة والمنطق والحساب وأدار المدرسة جوزيف كليفيرلي وشهدت فترة تعليمه المبكرة حوادث غياب غير مبررة نتيجة كرهه لمعلمه ورغبته في العمل مزارعا وإنتهت جميع المناقشات بهذا الخصوص بالأمر الذي أصدره والده بأن عليه متابعة تعليمه قائلا له عليك الإمتثال لأوامري ووظف والد آدمز معلما جديدا إسمه جوزيف مارش تجاوب إبنه جون معه بشكلٍ إيجابي .
وعندما بلغ الصبى جون آدمز السادسة عشرة إلتحق بجامعة هارفارد في عام 1751م والتي تعد من اقدم وأعرق الجامعات في الولايات المتحدة والعالم وتقع في مدينة كامبردج بولاية ماساتشوستس الأميريكية وكان في هذه المرحلة العمرية باحثا أكاديميا جادا وإهتم بدراسة أعمال الكتاب الأقدمين مِن أمثال ثوسيديديس وأفلاطون وشيشرون وتاسيتوس بلغاتهم التي كتبوا بها أعمالهم وعلي الرغم من أن أمل والده أن يصبح كاهنا إلا أنه في عام 1755م بعد حصوله علي درجة الإجازة في الآداب عمل بالتدريس مؤقتا في مدرسة ورستر وخلال تفكيره في طبيعة مهنته النهائية في السنوات الأربع التالية راح يسعى لتحقيق مكانة متميزة وكان مصمما على أن يصبح رجلا عظيما وهكذا قرر التحول إلى مهنة المحاماة لبلوغ مرامه ودرس القانون في مكتب المحامي جيمس بنتام وفي عام 1758 حصل على درجة الماجستير من جامعة هارفارد وكتب إلى والده أنه وجد لدى المحامين إنجازات نبيلة وشريفة بينما وجد في صفوف الكهنة القداسة المصطنعة التي توجد عند بعض أشد البلداء وهنا تعارضت طموحاته مع معتقداته البيوريتانية الأمر الذي نجم عنه بعض التحفظات بخصوص ما سماه هو بنفسه خواء المضمون وتقصيره في مشاركة السعادة مع إخوانه من الرجال ومع إندلاع الحرب الفرنسية والهندية في عام 1754م نشب صراع داخل آدامز ذي التسعة عشرة ربيعا بخصوص مسؤوليته في القتال بعد أن شهِد إنخراط العديد من أقرانه في الحرب لقاءَ المال وقد قال آدمز لاحقا عن هذا الموقف ما نصه لطالما تقت أن أكون جنديا أكثر مِن رغبتي بالمحاماة وكان مصطلح الحرب الفرنسية والهندية هو الإسم الأميريكي الذي اطلق على المواجهة بين الفرنسيين وحلفائهم الهنود الأميريكيين الذين كانوا يعيشون في كندا الحالية من جهة وبين البريطانيين وحلفاؤهم من الأميريكيين من الثلاثة عشر مستعمرة وحلفائهم أيضا من ميليشيات قبائل الهنود الأميريكيين المعروفين بإسم الإيروكوا من جهة أخرى وذلك بهدف السيطرة على قارة أمريكا الشمالية وقد بدأت الإشتباكات بين الطرفين في عام 1754م بهدف السيطرة على منطقة إلتقاء نهري ألجني ومونوكاهلا المعروفين بشوكتي نهر أوهايو أحد أكبر روافد نهر المسيسيبي شرقي الولايات المتحدة حققت فيها القوات الفرنسية إنتصارات عديدة وفي العام التالي 1755م كان يقود القوات البريطانية الجنرال إدوارد برادوك الذي كان قد وصل مؤخرا وخطط لعدة هجمات على الفرنسيين لكن لم تنجح أي من هذه الهجمات حيث هزم في معركة مونوكاهلا في يوم 9 يوليو عام 1755م وتوفي بعد أيام قليلة وبعد ذلك فشلت أيضا العمليات البريطانية خلال المتبقي من عام 1755م وخلال عام 1756م وعام 1757م في المناطق الحدودية لمقاطعتي بنسلفانيا ونيويورك بسبب الإدارة الضعيفة والإنقسامات الداخلية بين القوات البريطانية وفي بريطانيا نفسها إلي جانب حسن تنظيم القوات النظامية الفرنسية وحلفائها وقد أدى ذلك كله إلي إنزعاج البريطانيين وفي البداية ومع توالي الإنتصارات الفرنسية كان قد تحدث قائد القوات البريطانية تشارلز لورنس إلى شيرلي وليم محافظ ماساتشوستس عن إمكانية إستبدال الأكاديين وهم سكان أمريكا الناطقين باللغة الفرنسية من قبل المستوطنين الأنجلو أميريكيين والذين إجتمعوا مع مندوبي الأكاديين ودعوهم لأداء يمين الولاء غير المشروط لملك بريطانيا لكن الأكاديين رفضوا ذلك ثم حدث في شهر يونيو عام 1755م أن أمر لورانس بالقبض علي أكبر عدد من الأكاديين وإحتجازهم ثم تقسيمهم إلى مجموعات وتحميلها على سفن لكي يتم ترحيلها ومن ثم تم ترحيل عدد منهم يتراوح بين عدد 10 آلاف وعدد 15 الف بينما تمكن حوالي 20٪ منهم من الفرار إلى كيبيك بكندا حاليا .
وكنتيجة لتمكن هذه النسبة من السكان الأكاديين من الفرار إلي مدينة كيبيك فقد تم حصارها في عام 1759م حصارا محكما من جانب القوات البريطانية ومن ثم أصبحت الحياة فيها صعبة للغاية حيث أُنهكَ الكيبيكيون بسبب الحرب التي إستمرت لمدة طويلة وأصبح سكان كيبيك يعيشون في خوف وجوع ورأوا أن مدينتهم قد دمرت بسبب القصف الإنجليزي المستمر وتساءلوا فيما بينهم لماذا لا ترد السلطات الفرنسية على الهجمات البريطانية ولماذا تحافظ على الذخيرة أمام هذا القصف المستمر مما أدى إلي تدمير جزء كبير من المدينة والذى أفزع سكانها وخاصة الأطفال والنساء الذين لم يبقَ لهم سوى الصلاة وخلال الحصار أرسل البريطانيون قوات في المناطق المحيطة بكيبيك وأمرها بحرق مزارع القمح والقرى المطلة عليها كما إستغل الجنود البريطانيون تفوقهم العسكري وقاموا بسبي النساء والأطفال والمواشي الذين لم يتمكنوا من الفرار في الوقت المناسب من المدينة ومورست أيضا مذابح دامية للسكان من قبل هذه القوات وفي العام التالي 1760م زادت الموارد العسكرية البريطانية بشكل كبير في أمريكا الشمالية في الوقت الذي كانت فيه فرنسا غير راغبة في المخاطرة بإرسال قوافل كبيرة لمساعدة قواتها المحدودة هناك حيث إنشغلت فرنسا بحشد قواتها ضد بروسيا وحلفائها على مسرح العمليات الأوروبي بين عام 1758م وعام 1760م ومن ثم نجح الجيش البريطاني في إستعادة زمام الأمور في أمريكا الشمالية وتمكن من إحتلال مدينة مونتريال الكندية حاليا في شهر سبتمبر عام 1760م وكانت النتيجة المترتبة على هذه الإنتصارات من أهم التطورات التي وقعت خلال قرن من النزاع البريطاني الفرنسي في أمريكا الشمالية حيث تنازلت فرنسا لبريطانيا العظمى عن أراضيها في شرق نهر المسيسيبي وعن منطقة البحيرات العظمى وبعض جزر الأنتيل التي تقع بالبحر الكاريبي وهي سانت فنسنت ودومينيكا وجرينادا وتوباجو كما تنازلت فرنسا أيضا عن منطقة لويزيانا جنوبي الولايات المتحدة والتي تقع غرب نهر المسيسيبي إلى حليفتها أسبانيا في مقابل تنازل أسبانيا لبريطانيا عن منطقة فلوريدا كما نصت المعاهدة علي السماح لفرنسا بحرية الصيد في خليج سانت لورانس مع إقتصار التواجد الإستعماري الفرنسي شمال البحر الكاريبي على مجموعة جزر سان پيير وميكلون التي تقع جنوبي جزيرة نيوفوندلاند التي تقع شرق الساحل الكندى وذلك بموجب معاهدة باريس التي تم توقيعها في يوم 10 فبراير عام 1763م وبذلك تأكد موقف بريطانيا العظمي كقوة إستعمارية مهيمنة ومسيطرة ولها السيادة في شرق قارة أمريكا الشمالية .
وبحلول عام 1765م كان آدمز قد نال شهرة واسعة بسبب معارضته الصريحة لقانون الستامب أو الطابع الذي أقره البرلمان البريطاني في شهر مارس عام 1765م وكان هدفه رفع الموارد المالية لدعم الجيش الإنجليزي المتمركز في قارة أمريكا الشمالية وقد نص هذا القانون على ضرورة شراء الأميريكيين للطوابع حيث فرض شراءها للصكوك والرهونات العقارية وتراخيص المشروبات الكحولية وتراخيص التقاضي وورق اللعب والتقاويم كما فُرض على أصحاب دور الصحف والنشر أيضا شراء طوابع لمطبوعاتهم وقد أدى ذلك إلي أن الجماعات المسماة أبناء الحرية نظمت إحتجاجا ضد مبيعات الطوابع مستخدمين شعار لا ضرائب بدون تمثيل ومن ثم تم عقد إجتماع لممثلين من عدة مستعمرات أميريكية في نيويورك في شهر أكتوبر عام 1765م وأعلن من خلاله أنه لايمكن جمع ضرائب طوابع دون موافقة الشعب الأميريكي وكتب آدمز حينذاك أربعة مقالات في صحيفة بوسطن جازيت ردا على هذا القانون إحتج فيها عليه وموضحا أن هذا القانون يحرم الأميريكيين من حقوقهم الأساسية بأن تؤخذ منهم الضرائب بعد موافقتهم وأن يحاكموا أمام محكمة من أقرانهم وبعدها بشهرين أعلن آدمز في خطبة عامة أن هذا القانون باطل وفي نهاية المطاف أجبرت المقاومة الأميريكية البرلمان البريطاني على أن يسحب رسميا قانون الطابع في العام التالي 1766م ثم تصاعدت الأوضاع بعد ذلك تدريجيا وإزداد السخط علي البريطانيين وذلك بعدما صوت البرلمان البريطاني على وجود جيش مرابط في قارة أمريكا الشمالية وتم إصدار قانون يلزم المستعمرات بأن تؤمن لذلك الجيش الثكنات والتجهيزات كما صدر قرار بتخصيص أراض واقعة غرب جبال الأبلاش لإسكان الهنود ومنع البيض من إنشاء مستوطنات لهم في تلك الأراضي وتعيين الحراس لإبعاد المستوطنين عنها ومن ثم إغتاظ المستوطنون من هذا القرار قائلين بأنه لا يحق لبريطانيا أن تمنعهم من الإستيطان كما أن الكثيرين منهم كانوا يطمعون في تحقيق أرباح لهم في شراء الأراضي في الغرب الأميريكي وعلاوة علي ذلك أصدر البرلمان البريطاني بعد ذلك قانوني تاونزهند نسبة إلى وزير الخزانة آنذاك فَرض أحدهما ضريبة على الرصاص والأصباغ والورق والشاي كما فرض الآخر إنشاء مكتب للجمارك لجمع الضرائب في ميناء بوسطن وتسبب هذان القانونان في تجدد الإحتجاجات التي ألغيت على إثرها تلك الضرائب بإستثناء الضريبة المفروضة على الشاي وخرجت المظاهرات ضد الضريبة مرة أخرى ولاسيما في مدينة بوسطن في عام 1770م فتصدى الجنود البريطانيون للمتظاهرين وقتلوا منهم خمسة أشخاص وقد سمى الأميريكيون هذا الهجوم مذبحة بوسطن وقد وافق آدمز في هذا الوقت على أن يكون محاميا عن الجنود البريطانيين أمام المحكمة الذين إتهموا بقتل المدنيين الخمسة في هذه المجزرة مما أدى إلي إغضاب الكثيرين عليه وبرر ذلك بأن حقائق الواقعة أهم بالنسبة له من إكتساب تعاطف الناس وتأييدهم حيث كان يؤمن بأن كل شخص من حقه أن يتمتع بتمثيل دفاعي عنه وإعتمد دفاعه عن الجندي الذي أطلق النار أولًا بأنه التصرف المتوقع من أي شخص في موقف مهدد للحياة وقد برأت المحكمة ستة من المتهمين بينما حكمت بإدانة إثنين منهم بتهمة إرتكاب مجزرة وكان رد الفعل على دفاعه عن الجنود عنيف جدا مما أثر على ممارسته لمهنته كمحامي ولكنه فيما بعد تسبب في شهرته كرجل عادل وكريم وشجاع وفي نفس العام 1770م إنتخب آدمز في مجلس المدينة . وفي هذا الوقت تصاعدت الأمور ووصلت إلي حد تنظيم حملة مقاطعة إقتصادية برفض إستهلاك البضائع الإنجليزية وبدأ الأميريكيون يهربون الشاي من هولندا لتلافي دفع ضريبته وكانت شركة الهند الشرقية البريطانية التي تقوم بتوريد الشاي إلى المستعمرات قد أصيبت بأضرار بالغة بسبب المقاطعة وإلتمست المساعدة من البرلمان البريطاني فقرر تخفيض الرسوم فإستطاعت الشركة أن تخفض سعر الشاي إلى مستوى أدنى من سعر الشاي المهَرب غير أن المستوطنين إستمروا في المقاطعة ورفض التجار بيعه وفي عام 1773م بلغت حملة المقاطعة ذروتها وقام عدد من أهالي بوسطن متنكرين في أزياء هندية بالهجوم على السفن المحملة بالشاي في ميناء بوسطن وألقوا بشحناتها في الماء وعرفت هذه العملية ببوسطن تي بارتي وردت بريطانيا علي هذا الفعل بإغلاق ميناء بوسطن وإتخاذ سلسلة من الإجراءات العقابية والقمعية ضد مستعمرة خليج ماساتشوستس مما أدى إلي رد مضاد من جانب سكان هذه المستعمرة ضد هذه العقوبات بإعلان سمي إعلان سوفولك بإنشاء حكومة ظل إنتزعت السيطرة على الريف من التاج البريطاني وتم الإستيلاء فعليا على السلطة كما نظمت المستعمرات البريطانية مؤتمر قاري لتنسيق مقاومتها للبريطانيين ووضع نظام للتعاون فيما بينها وفي هذا المؤتمر إختير جون آدمز ليكون واحدا من الخمسة الذين يمثلون مقاطعة ماساتشوستس في البرلمان القاري الذى تأسس في عام 1774م وظل عضوا به حتي عام 1778م وقد أدت المحاولات البريطانية لنزع سلاح ميليشيا ماساتشوستس إلى قتال مفتوح بين الطرفين بدأ في يوم 19 أبريل عام 1775م وبعد حوالي 3 شهور وفي شهر يوليو عام 1775م تم إختيار جورج واشنطن لقيادة الجيش القاري الأميريكي وقام آدمز بدعم ومساندة هذا الترشيح وإستطاع الجيش القارى أن يحاصر بقواته بوسطن مما أجبر البريطانيين في نهاية المطاف على الإجلاء منها في شهر مارس عام 1776م وفي شهر مايو عام 1776م كان آدمز من أشد المؤيدين لإنفصال المقاطعات الأميريكية التي كانت تحكمها بريطانيا كمستعمرات لها خارج أوروبا عنها وأن تحصل علي إستقلالها عن بريطانيا العظمى ولذا ففي يوم 7 يونيو عام 1776م ساند الرأي المشهور المقدم من قبل ريتشارد هنري لي بأن هذه المستعمرات لها الحق بأن تكون حرة ومستقلة ووافق الكونجرس على هذا المقترح كما وافق أيضا على مقترح آدمز بأن تنشئ كل مقاطعة حكومة مستقلة وهو الذي كتب نص هذا الحل الذي هيأ الوضع لإعلان الإستقلال عن بريطانيا فيما بعد وفي يوم 2 يوليو عام 1776م عين الكونجرس آدمز بالإضافة إلى توماس جيفرسون وبينجامين فرانكلين وروبرت ليفنجستون وروجز شيرمان لصياغة إعلان الإستقلال ومن ثم تم في يوم 4 يوليو عام 1776م إعلان إستقلال الولايات المتحدة الأميريكية من قبل ممثلي الولايات خلال مؤتمر فيلادلفيا الثالث وبعد ذلك خدم آدامز في أكثر من 90 لجنة من لجان الحكومة وبذلك كان أكثر الأعضاء مساهمة في هذه اللجان من أي عضو برلماني آخر وفي عام 1777م أصبح رئيس لجنة الحرب التي أشرفت على الجيش القاري وفي عام 1779م كان آدمز واحدا من الدبلوماسيين الأميريكيين المبعوثين للتفاوض بشأن معاهدة باريس التي أنهت الحرب الثورية الأميريكية وبمقتضى هذه المعاهدة التي تم توقيعها في يوم 3 سبتمبر عام 1783م تم الإعلان رسميا عن إستقلال الولايات المتحدة الأميريكية من قبل بريطانيا وبقي آدمز في أوروبا بعد ذلك وفي الفترة بين عام 1784م إلى عام 1785م قام آدمز بترتيب عدد من المعاهدات التجارية بين الولايات المتحدة الأميريكية وعدد من الدول الأوروبية وأصبح سفيرا للولايات المتحدة لدى هولندا من يوم 19 أبريل عام 1882م وحتي يوم 30 مارس عام 1788م وفي يوم 1 أبريل عام 1785م أصبح أيضا أول سفير أميريكي في بريطانيا إلي جانب عمله كسفير في هولندا وإستمر في هذا المنصب حتي يوم 30 مارس عام 1888م كما شغل أيضا خلال عام 1888م منصب السفير الأميريكي في فرنسا لمدة قصيرة .
وفي هذا العام 1788م عاد جون آدمز إلي بلاده بعد حوالي 10 سنين من البقاء في أوروبا وفي عام 1789م تم وضع إسمه في قائمة المرشحين لمنصب أول رئيس أميريكي بعد إعلان الإستقلال ولكن كما كان متوقعا حصل جورج واشنطن على أعلى نسبة تصويت وبناءا على الدستور في هذا الوقت تم تعيينه نائب رئيس وتكررت نفس النتيجة عام 1792م وأثناء هاتين الفترتين الرئاسيتين أصبح آدامز ناقم بشدة على مركزه خصوصا أنه لم يكن يتفق مع واشنطن كثيرا بخصوص العديد من القضايا السياسية والقانونية وكنتيجة لهذا الخلاف في الرأي تشكلت مجموعتان سياسيتان واضحتي المعالم وهما الفيدراليون والجمهوريون الديمقراطيون وأصبح آدمز معترفا به كأحد زعماء الفيدراليين وفي عام 1796م رفض جورج واشنطن أن يترشح لفترة ثالثة وتم إنتخاب جون آدامز ليكون الرئيس الثاني للولايات المتحدة بعد أن تخطي منافسه توماس جيفرسون بفارق ضئيل كما ذكرنا في صدر هذا المقال وإختير جيفرسون ليكون نائبا له وقد تميزت سنوات أدامز الأربع كرئيس ما بين عام 1797م وعام 1801م بتعاقب الدسائس التي نغصت حياته لاحقا وتميزت أيضا بأحداث أثارت كثيرا من الجدل مثل إقرار قوانين العصيان والأجانب اللذان لطخا سمعة الحزب الفيدرالي وأثرت سلبا علي شعبيته وعلاوة على ذلك ففد قام النزاع الفئوي داخل الحزب نفسه حيث إستغل الفيدراليون فرصة إحتمال قيام الحرب مع فرنسا لمحاولة تقوية حزبهم على حساب الحزب المعارض وهو الحزب الجمهورى الديموقراطي حيث قام بسن قوانين تعرف بقوانين الهجرة والتمرد حيث كانوا يعرفون أن كثيرا من المؤيدين للحزب المعارض من الفئات المهاجرة الجديدة إلى أمريكا وخصوصا الفرنسيون والأيرلنديون وكذلك بعض الأحرار من بلاد أخرى ولذلك قاموا في الكونجرس الذي كانت لهم فيه الغالبية العظمى بسن قانون الهجرة والذي كان من مضمونه زيادة فترة حق التجنس من خمس سنوات إلى أربع عشرة سنة مع منح الرئيس السلطة في إبعاد أي مهاجرين يرى فيهم خطرا على الأمن العام في البلاد أما قانون التمرد فكان يتضمن منع إنتقاد الفيدراليين ومنع أي محاولات للتدخل في تنفيذ القوانين التي تعهد إلى الحكومة المركزية وفرض عقوبات بالسجن والغرامة المالية على كل من يتهم بذلك كما أنه منع نشر أي إنتقادات لرئيس الجمهورية أو الكونجرس ومن الملاحظ أن الحكومة لم تقم بترحيل أي من المهاجرين نتيجة سن هذا القانون ولكن الكثير منهم ترك البلاد تخوفا من تطبيقه كما أن كثيرا من الجمهوريين من أتباع جيفرسون كانوا قد قدموا للمحاكمة نتيجة إصرارهم على حرية الكلام وبالتالي أصبح ينظر إليهم كضحايا وكان الأثر الفعلي لسن هذه القوانين أنها جلبت نتيجة عكسية وقللت الثقة في حزب الفيدراليين وزيادة شعبية جيفرسون وأتباعه الجمهوريين كما إستغل الجمهوريون عدم شعبية هذه القوانين وأكد كل من جيفرسون وماديسون بأنها غير دستورية وهكذا قام الأخير بإقناع المجلس التشريعي في ولاية فرجينيا الذي كان هو عضوا فيه بسن قانون يقضي بأن قوانين الهجرة والتجنس الجديدة إنما تخالف الدستور الفيدرالي وأن مثل هذه السلطات هي من حق حكومات الولايات أما المجلس التشريعي في كنتاكي فقد إتخذ قرارا مشابها لقرار فرجينيا نتيجة لتأثير جيفرسون وزاد على قرار فرجينيا بالقول بان قوانين التمرد والهجرة باطلة وليس لها مفعول مع التأكيد بأن لحكومات الولايات حق القرار في دستورية القوانين التي يسنها الكونجرس الفيدرالي وأن لها الحق في رفض هذه القوانين إذا رأت أنها غير دستورية وكانت هذه هي أول سابقة لما سمي فيما بعد بحق النقض الذي إستعملته حكومات الولايات ضد الحكومة الفيدرالية وإستخدمت هذا المبدأ الولايات الجنوبية فيما بعد قبيل الحرب الأهلية الأميريكية التي إندلعت من عام 1861م وحتي عام 1865م في عهد الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة إبراهام لنكولن عند تأزم مشكلة الرقيق في أمريكا كذريعة للإنفصال عن الإتحاد الفيدرالي وواجهت فيها الحكومة الفيدرالية الإنفصاليين في إحدى عشر ولاية جنوبية مجتمعة معا وفي النهاية إنتصرت الحكومة الفيدرالية في هذه الحرب والتي ما زالت تعد الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة كما تسببت هذه الحرب في إغتيال الرئيس إبراهام لنكولن في يوم 15 أبريل عام 1865م علي يد شخص يعمل ممثلا مسرحيا يدعي جون ويلكس بوث إنتقاما لشرف المواطنين الجنوبيين بعد فشل حركة الإنقصال عن الشمال بعد حوالي 42 يوم من إنتخابه رئيسا لفترة رئاسية ثانية علما بأنه قد كان اصدر إعلانا بتحرير العبيد الذين كانوا يقيمون بالولايات الجنوبية في يوم 1 سبتمبر عام 1863م .
ونظرا لأنباء التقارب بين الولايات المتحدة وبريطانيا والذى تحقق بموجب معاهدة جاي والتي وقعت في عام 1794م والتي أنهت النزاعات والخلافات بين الولايات المتحدة وبريطانيا بعد نهاية الثورة الأمريكية وكان جون جاي رئيس القضاء الأميريكي قد رتب لهذه الإتفاقية في لندن ولذلك سميت بإسمه إعتبرت فرنسا ذلك محالفا لشروط إتفاقية عام 1778م بين الدولتين وخشيت أن تكون أمريكا قد تحالفت سرا مع بريطانيا ومن ثم ردت فرنسا على ذلك بإعطاء الأوامر لقادتها البحريين بوضع قيود على الملاحة الأميريكية كتلك التي إستعملتها بريطانيا ضد سفن الولايات المتحدة وكان نجاح الحزب الفيدرالي في إنتخابات عام 1796م قد زاد الطين بلة مما جعل فرنسا تتمادى في تضييق الخناق على سفن النقل الأميريكية وبناءا عليه فإن الرئيس آدمز قام بإرسال ممثلين عنه إلي باريس عام 1797م بغرض الإتفاق مع الحكومة الفرنسية حول تسوية مرضية للسفن الأميريكية المصادرة ونظرا لأن الأمور لم تكن مستتبة في فرنسا في ذلك الوقت ووجود الفساد السياسي والمالي في عهد ما بعد الثورة الفرنسية يقال بأن تاليران وزير الخارجية الفرنسية طلب رشوة مالية من الوفد الأميريكي قبل أن يسمح لهم بالنقاش في أي أمور سياسية وإعتبر أعضاء الوفد بأن هذا مهين لحقوقهم الدبلوماسية ومن ثم رفضوا الدخول في مفاوضات مع الحكومة الفرنسية وعادوا إلى أمريكا ليقدموا تقريرا بذلك إلى الرئيس آدمز وفي الكتابة عن هذا الأمر في الصحف الأميريكية كانت الإدارة الأميريكية تشير إلى عملاء تاليران بإكس واي زد وهكذا بدا أن إدارة آدمز ربما تضطر إلى إعلان الحرب على فرنسا وكرد فعل لما سبق فقد بدا الكونجرس الأميريكي في الإستعداد للتحضير لحرب مع فرنسا وقام بالموافقة على زيادة ميزانية الجيش والبحرية وألغي كل المعاهدات مع فرنسا وأكملت البحرية الأميريكية بناء 23 سفينة جديدة وسمحت للسفن التجارية بإعتراض ومضايقة السفن التجارية الفرنسية بعد مدها بالسلاح والرجال كما عين هاملتون الذي كان يتوق إلى حرب مع فرنسا قائدا للجيش وقد إستمرت هذه الحرب غير المعلنة لمدة سنتين مابين عام 1798م وعام 1800م وكانت نتيجتها أن خسر كل من الطرفين ما يقارب الثمانين سفينة ولكن الرئيس آدمز لم يستمع إلى أصوات حزبه الداعية إلى إعلان الحرب مؤمنا بأن المصلحة الوطنية العليا للبلاد تتطلب تجنب مثل هذا الأمر وكان موقف الحكومة الفرنسية يشبه موقف مثيلتها الأميريكية حيث رفضت هي الأخرى الإتجاه نحو الحرب وأظهرت الرغبة في تسوية الأمور سلميا بين الطرفين ولهذا فقد أوفد آدمز لجنة إلى فرنسا للتوصل إلى إتفاقية بين الدولتين في عام 1800م وفي هذا الوقت كان نابليون بونابرت قد وصل إلى الحكم وكان متلهفا على تسوية الأمور الخارجية حتى يتفرغ لشئون فرنسا الداخلية وبناءا عليه فقد أبرمت إتفاقية في عام 1800م بين الدولتين كان من مقتضاها أن فرنسا إعترفت بإلغاء كل معاهداتها السابقة مع الولايات المتحدة كما وافقت الحكومة الفرنسية على تعويض أصحاب السفن الأميريكية المصادرة مع إعتراف الطرفين بمبدأ التجارة المحايدة للسفن المحايدة . وبحلول موعد الإنتخابات الرئاسية في أواخر عام 1800م كانت شعبية آدمز قد إنخفضت بشكل ملحوظ وفي الوقت نفسه كانت شعبية منافسه توماس جيفرسون قد إرتفعت ومن ثم خسر الإنتخابات لصالح توماس جيفرسون الذي أصبح ثالث رئيس للولايات المتحدة وليستمر رئيسا لفترتين متتاليتين من عام 1801م وحتي عام 1809م وبخسارته الإنتخابات الرئاسية تقاعد آدمز وتفرغ لحياته الخاصة التي طغت عليها مسؤولياته وواجباته قبل ذلك وكثيرا ما كان يجد نفسه بعيدا عن عائلته وهي تضحية أدرك آدمز وعائلته أنها كانت ضرورية من أجل الهدف الأسمى ومن أجل خدمة بلاده وعن الحياة الشخصية للرئيس جون آدمز فقد تزوج من إبنة عمه أبيجال في يوم 15 أكتوبر عام 1764م قبل عيد ميلاده التاسع والعشرين وكانت إمرأة ذات مهارة كبيرة وكانت رسائلها المكتوبة المتبادلة بينها وبين زوجها بأسلوب إنجليزي ممتاز ذات قيمة أدبية عظيمة وأنجبا ستة أطفال هم أبيجال في عام 1765م وجون كوينسي في عام 1767م وسوزانا في عام 1768م وتشارلز في عام 1770م وتوماس بويلستون في عام 1772م وإليزابيث في عام 1777م وكانت وفاته في يوم 4 يوليو عام 1826م عن عمر يناهز 91 عاما في الذكرى الخمسين لإعلان الإستقلال في بلدة كوينسي بولاية ماساتشوستس وهو نفس اليوم الذى مات فيه الرئيس الثالث توماس جيفرسون وكانت زوجته قد رحلت قبله بحوالي 8 سنوات في عام 1818م وقد مكنه عمره الطويل نسبيا من تحقيق بعض الأرقام القياسية التي إستمر بعضها مدة طويلة دون تحطيم حيث كان جون آدمز هو أطول رؤساء الولايات المتحدة الأميريكية عمرا على الإطلاق فبعد أن حطم رقم الرئيس الأول جورج واشنطون في يوم 22 أغسطس عام 1803م لم يعمر أحد مثل آدامز حتى تجاوزه رونالد ريجان الرئيس الأربعين للولايات المتحدة في يوم 12 أكتوبر عام 2001م والذى توفي عن عمر يناهز 93 عاما ثم عاش عدد آخر من الرؤساء أكثر من آدامز وهم الرئيس الثامن والثلاثين للولايات المتحدة جيرالد فورد والرئيس التاسع والثلاثين جيمي كارتر والرئيس الحادى والأربعين جورج بوش الأب وعلاوة علي ذلك كان جون آدمز أطول الرؤساء السابقين الموجودين على قيد الحياة عمرا وهو اللقب الذي حمله منذ وفاة جورج واشنطن في يوم 14 ديسمبر عام 1799م وحتى وفاته في يوم 4 يوليو عام 1826م أي أنه عاش بعد تركه المنصب الرئاسي لمدة 26 سنة وستة أشهر وعشرين يوما وقد نجح الرئيس الحادى والثلاثين هربرت هوفر في تحطيم رقم آدامز في 27 يوليو عام 1959م وأيضا كان هو صاحب أطول فترة تقاعد بين الرؤساء الممتدة من نهاية فترته في يوم 4 مارس عام 1801م وحتى وفاته ولفترة إمتدت لخمس وعشرين سنة وأربعة أشهر ويومين وقد قام هوفر أيضا بتحطيم هذا الرقم في يوم 5 يوليو عام 1958م وبالإضافة إلي كل ماسبق كان آدمز أطول نواب الرؤساء الموجودين على قيد الحياة عمرا وهو اللقب الذي حمله منذ تنصبيه نائبا للرئيس الأول للولايات المتحدة جورج واشنطن في يوم 21 أبريل عام 1789م وحتى وفاته لمدة 37 سنة وشهرين ونصف الشهر ولم يتمكن أحد حتى الآن من حمل هذا اللقب لمدة أطول وأيضا كان أطول نواب الرؤساء عمرا على الإطلاق إلي أن نجح ليفي بي مورتون في تجاوزه في يوم 20 يناير عام 1915م والذى كان نائبا للرئيس الثالث والعشرين للولايات المتحدة بنيامين هاريسون في الفترة من يوم 4 مارس عام 1889م وحتي يوم 4 مارس عام 1893م كما عاش بعد ذلك أيضا عدد آخر من نواب الرؤساء أكثر من آدامز وهم جون نانس جارنر نائب الرئيس الثاني والثلاثين فرانكلين روزفلت في الفترة من يوم 4 مارس عام 1933م وحتي يوم 20 يناير عام 1941م وجيرالد فورد نائب الرئيس السابع والثلاثين ريتشارد نيكسون من يوم 6 ديسمبر عام 1973م وحتي إستقالة الرئيس نيكسون في يوم 9 أغسطس عام 1974م وجورج بوش الأب نائب الرئيس الأربعين رونالد ريجان في الفترة من يوم 20 يناير عام 1981م وحتي يوم 20 يناير عام 1989م .
التعليقات مغلقة.