موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جون كيندى الرئيس الخامس و الثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية

305

جون كيندى الرئيس الخامس و الثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية

بقلم المهندس طارق بدراوي

جون فيتزجيرالد كيندي ويشار إليه عادة بأحرفه الأولى JfK هو سياسي أميريكي تولى منصب الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة الأميريكية بداية من يوم 20 يناير عام 1961م حتى إغتياله في يوم 22 نوفمبر عام 1963م وكانت عائلة كيندي تعود جذورها إلي مقاطعة وكسفورد في أيرلندا وذلك قبل الهجرة إلي أمريكا وقد ولد كيندي في مدينة بروكلين التي تقع في مقاطعة نورفولك إحدى مقاطعات ولاية ماساتشوستس التي تقع شمال شرق الولايات المتحدة يوم 29 مايو عام 1917م وأبوه هو جوزيف كيندي والذى كان سياسيا طموحا غنيا وتزوج من إبنة عمدة بوسطن روز فيتزجيرالد كيندى ورزق منها بعدد ثلاثة أبناء توفي أكبرهم خلال الحرب العالمية الثانية وكان جون هو الإبن الأوسط في العائلة وكان روبرت هو الإبن الأصغر وتلقي جون تعليمه الجامعي بجامعة هارفارد وبعد تخرجه منها إنضم إلى قوات الإحتياط في بحرية الولايات المتحدة عام 1941م وأثناء خدمته بها قاد سلسلة من قوارب بي تي في جبهة المحيط الهادى خلال الحرب العالمية الثانية وقد تعرض أحد القوارب التي كان يقودها إلى هجوم سفينة حربية يابانية بتاريخ 2 أغسطس عام 1943م فتوفي بحاران من زملائه فورا في حين أصيب هو بجراح خطيرة في ظهره ولكنه تمكن من أن يقود بقية أفراد الطاقم الناجين إلى جزيرة قريبة حيث جرى إنقاذهم بعد مرور 6 أيام

ونتيجة للشجاعة الكبيرة التي أبداها كيندي في هذه الحادثة منحه المسؤولون العسكريون وسام سلاح البحرية عن فترة خدمته وبعد الحرب عمل كيندى بعد تسريحه من البحرية مراسلا لصحيفة هيرست وإنضم إلي الحزب الديموقراطي ومثل منطقة الكونجرس الحادية عشرة في ولاية ماساتشوستس في مجلس النواب من عام 1947م إلى عام 1953م وفي هذا العام قرر الترشح لعضوية مجلس الشيوخ عن الحزب الديموقراطي أمام الجمهوري هنري كابوت لودج وإستعان بشقيقه الأصغر روبرت كيندي مديرا لحملته الإنتخابية التي كرس لها أموالًا طائلة وقد وصف أحد الصحفيين طريقة روبرت في إدارة الحملة الإنتخابية بأنها الأكثر منهجية وعلمية ودقة وتعقيدا وإنضباطا في تاريخ ماساتشوستس وربما في أي ولاية أخرى

وإستطاع كيندى أن يفوز في تلك الانتخابات وعمل كسيناتور من ماساتشوستس من عام 1953م حتى عام 1960م قبل أن يصبح رئيسا للبلاد خلفا للرئيس الذى كانت قد إنتهت ولايته الثانية دوايت أيزنهاور مما أكسبه خبرة وحنكة سياسية أهلته لتولي منصب رئاسة الجمهورية حيث قضى كيندي جلّ وقته في مجلس الشيوخ في التصدي لقضايا ولايته ولكنه ضاق ذرعا بذلك فصوب أنظاره نحو التحديات الدولية المتزايدة ولاسيما الترسانة النووية للإتحاد السوفيتي السابق . وفي عام 1956م إختاره الحزب الديموقراطي هو وإستيس كيفوفر من ولاية تينيسي ليكون أحدهما مرشحا عن الحزب في الانتخابات الرئاسية لكنه خسر الترشيح في نهاية المطاف لصالح منافسه الذى خاض الانتخابات الرئاسية مع الرئيس الجمهورى دوايت أيزنهاور الذى تفوق عليه وفاز للمرة الثانية بمنصب رئيس الجمهورية وظل يشغله حتي عام 1960م وظل كيندى في هذه الفترة في موقعه في مجلس الشيوخ وفي خلال هذه الفترة أيضا نشر كتابه ملامح في الشجاعة والذي فاز بجائزة بوليتزر عن فئة السيرة الذاتية كما قام بتأليف كتاب آخر بعنوان لماذا نامت إنجلترا .

وقد ترشح كيندي في الإنتخابات الرئاسية عام 1960م عن الحزب الديموقراطي وكان عمره في ذلك الوقت 43 عاما وإنتصر بفارق ضئيل على نائب الرئيس وقتها ونظيره الجمهوري ريتشارد نيكسون الذى أصبح رئيسا للجمهورية بعد ذلك في الانتخابات الرئاسية عام 1968م وقد ربح في تلك الانتخابات بفارق ضئيل وكان هو أول أمريكي كاثوليكي روماني يصل لكرسي الرئاسة بينما كان جميع رؤساء الولايات المتحدة قبله من مذاهب بروتستانتية مختلفة كما انه كان أصغر رئيس أميريكي منتخب وقد إتسمت الفترة التي تقلد فيها جون كيندي منصب رئيس الولايات المتحدة بالتوترات المتتابعة مع دول الكتلة الشرقية الشيوعية في فترة الحرب الباردة بين القوتين العظميين الولايات المتحدة وحلفاءها والإتحاد السوفيتي وحلفاؤه وهو مصطلح يستخدم لوصف حالة الصراع والتوتر والتنافس التي كانت توجد بينهما من فترة منتصف فترة الأربعينيات بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى أوائل فترة التسعينيات من القرن العشرين الماضي وركز في معظم أيام فترة رئاسته على إدارة العلاقات مع القوة العظمي الثانية الإتحاد السوفيتي وكان صاحب مواقف قوية في مواجهة السوفييت في كافة المجالات سواء العسكرية منها بشكل غير مباشر أو السياسية من خلال مجلس الأمن أو الإعلام أو القنوات الدبلوماسية وهو الأمر الذي جعله أحد أكثر الرؤساء الأميريكيين شعبية وأحد أكثرهم أهمية. وفي عهد كيندى أيضا زاد عدد القوات العسكرية الأميريكية تدريجيا في فيتنام الجنوبية حيث كانت قد نشبت حرب كان طرفاها من الناحية الرسمية دولتا فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية وتلقى الجيش الفيتنامي الشمالي الدعم من الإتحاد السوفيتي والصين وحلفاء شيوعيين آخرين أما الجيش الفيتنامي الجنوبي فقد تلقى الدعم من الولايات المتحدة الأميريكية وكوريا الجنوبية وأستراليا وتايلاند وحلفاء آخرين مناهضون للشيوعية ويرى بعض الأميريكيين أن هذه الحرب كانت بمثابة حرب بالوكالة في حقبة الحرب الباردة وغالبية الأمريكيين يعتقدون أن هذه الحرب كانت غير اخلاقية وغير مبررة وتدريجيا بدأت الولايات المتحدة تتورط في هذه الحرب وتتصاعد وتيرة التدخل الأميريكي فيها بداية من أواخر عام 1960م في أواخر عهد الرئيس دوايت أيزنهاور ثم في أثناء عهد الرئيس جون كيندي حيث بدأت ترتفع أعداد القوات الأميريكية في فيتنام تدريجيا فمن أقل من ألف جندي عام 1959م إلى 16 ألف جندي عام 1963م وبعد إغتيال كيندى وبحلول عام 1964م كان عدد القوات الأميريكية المتدخلة في الصراع في فيتنام قد بلغ 23 ألف جندي ثم تصاعد العدد أكثر في أعقاب حادث خليج تونكين عام 1964م والتي زعم فيها أن مدمرة أميريكية قد إشتبكت مع سفينة حربية هجومية تابعة لشمال فيتنام وأعقب ذلك إتخاذ قرار تمت تسميته قرار خليج تونكين بواسطة الرئيس الأميريكي حينذاك ليندون جونسون بزيادة أعداد الجنود الأمريكيين وأصبح العدد 184 ألف جندي أميريكي وفي كل عام كانت تتزايد أعداد الجنود الأمريكيين على الرغم من التقدم القليل في الصراع وقد ظلت هذه المشكلة قائمة طوال فترة تولي الرئيس ليندون جونسون منصب رئيس الولايات المتحدة وأيضا خلال فترة الرئاسة الأولي للرئيس ريتشارد نيكسون ولم تتخلص الولايات المتحدة منها إلا في بداية الفترة الثانية للرئيس نيكسون في يوم الثالث والعشرين من شهر يناير عام 1973م حينما أعلن عن التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة والذى دخل حيز التنفيذ يوم الثامن والعشرين من الشهر ذاته وبحلول شهر أبريل عام 1973م كان آخر جندي أميريكي قد غادر فيتنام وذلك بعد الإتفاق بين مستشار الرئيس الأميريكي للأمن القومي حينذاك ووزير الخارجية فيما بعد هنرى كيسنجر ولي دك ثو المفاوض الرئيسي عن الجانب الفيتنامي الشمالي واللذان منحا جائزة نوبل للسلام لعام 1973م وبذلك إستطاعت الولايات المتحدة الأميريكية بواسطة كيسنجر الخروج من المستنقع الفيتنامي الذى تورطت فيه لمدة حوالي 14 سنة .

وفي أوائل عهد كيندى أيضا وبعد 3 أشهر من توليه السلطة في شهر أبريل عام 1961م فشلت القوات المكونة من الكوبيين المنفيين في عملية إستهدفت غزو جنوب كوبا وقلب النظام على الرئيس الكوبي آنذاك فيدل كاسترو وكانت هذه القوات قد تم تدريبها علي يد وكالة المخابرات المركزية الأميريكية وقد أطلق علي هذه العملية إسم عملية غزو خليج كوتشينوس والمعروف بإسم خليج الخنازير وهو أحد الخلجان التي تقع على الساحل الجنوبي لكوبا وكانت بداية التخطيط لتلك العملية في يوم 17 مارس عام 1960م عندما وافق الرئيس الأميركي آنذاك دوايت أيزنهاور علي إقتراح وكالة المخابرات المركزية بدعم المعارضة الكوبية ضد النظام الشيوعي الجديد في كوبا بزعامة كاسترو ويبدو أن الأميريكيين رفعوا من سقف توقعاتهم بخصوص نجاح المعارضة في ذلك نظرا لتجاربهم السابقة في ذلك وقامت وكالة المخابرات المركزية بتدريب قوات المعارضة الكوبية بجمهورية جواتيمالا بأمريكا الوسطي وتم تشكيل ما يسمي باللواء 2506 منهم وتم إعطاء إسم كودي للعملية هو زاباتا وكلف مدير وكالة المخابرات المركزية السيد ألان دالاس بتولي مسئولية العملية ولكن أنباء تلك الخطة وصلت إلي الكوبيين عن طريق شبكة عملائهم السرية وعن طريق المخابرات السوفيتية وكانت خطة هذه العملية تقوم على إنزال قوات اللواء 2506 في جزيرة ترينيداد التي تقع بالبحر الكاريبي في الصباح الباكر ولكن جرى تعديل على هذه الخطة ليتم الإنزال في خليج الخنازير غربي ترينيداد ليلا بسبب أن منطقة خليج كوتشينوس أقل تعداداً للسكان وأصغر مساحة من ترينيداد وأن المنطقة ملائمة أكثر لعمليات الإنزال وبحسب تصريحات قادة المخابرات المركزية الأميريكية فإن أعدادا كبيرة من المواطنين الكوبيين من المتوقع قيامها بتقديم الدعم لقوات اللواء 2506 وأن دعم العملية سيأتي من الداخل والخارج على حد سواء وكانت خطة العملية تقوم على البدء بضرب أهم القواعد الجوية الكوبية قبل يومين من عملية الإنزال بطائرات تحمل إشارة الطيران الحربي الكوبي ويقودها طيارون كوبيون ثم يتم توجيه ضربة أخرى لهذه القواعد الجوية في صبيحة يوم الإنزال بهدف شل حركة الطيران الكوبي وتمهيد الطريق للتدخل ومن ثم ضرب الجسور البرية والحديدية في العاصمة الكوبية هافانا والمناطق المجاورة وقد فضلت الولايات المتحدة في تلك الفترة البقاء بعيدة عن أضواء العملية والتظاهر بأن العملية منظمة من قبل القوات المسلحة الكوبية وليست بتوجيه من الخارج .

وكان من المفترض أن تنطلق الطائرات التي ستنفذ الضربة الجوية المشار إليها من القاعدة الجوية الأميريكية في نيكاراجوا وأن يتم التمويه لإنطلاقها أمام وسائل الإعلام وبالفعل في يوم 15 أبريل عام 1961م بدأ الهجوم الجوى السابق للإنزال بالقاذفات الأميريكية ب 26 على مطارات كوبا وأحياء العاصمة هافانا والعديد من المناطق المجاورة وبدت الغارة الأولى وكأنها نجحت في تحقيق هدفها كما ظن قادة العملية ولكن في الحقيقة قبيل العملية كانت قيادة الجيش الثوري في كوبا قد غيرت مواقع العديد من الطائرات إلى مطارات أخرى إحتياطية وعلي الرغم من أن الطياريَن اللذَين قاما بالغارة الأولى قد نفذا الخطة كما رسمت لهما لكن بعد الغارة عادا إلى مطاري كي ويست وميامي والإدعاء بأنهما قد هربا من القوات الحربية الجوية الكوبية وإنضما إلى القوى المعادية للثورة وعلي الرغم من إخفاق العملية في أولى غاراتها إلا أن الرئيس الأمريكي جون كيندي لم يلغ خطة الإنزال بل أصدر قراراً بإلغاء الغارة الثانية التي كانت مقررة قبيل الإنزال والذى بدأ من السفن المتواجدة على شواطئ كوبا وهي هيوستون وليك تشارلز وريو إيسكونديدو كاريبه وأتلانتيكو وبدأ الإنزال ليلاً وإستمر حتى فجر يوم 17 أبريل عام 1961م وبعد إنجاز الإنزال إنتشر المئات من الجنودة على الشواطئ وإتجهوا إلى الداخل حيث كانت لهم بالمرصاد الميليشيات الشعبية التي قاومت بعنف في محاولة لمنع هذه المجموعات من التقدم وكسب الوقت لحين قدوم قوات الجيش الثوري الكوبي وفي هذا الوقت قامت 4 طائرات نقل جنود بنقل عدد 1511 من عناصر المعارضة الكوبية المدربين جيداً والذين كان يطلق عليهم اللواء 2506 وتم إنزالهم في خليج الخنازير علي الساحل الجنوبي لكوبا وكان بحوزتهم طائرتين بهما تجهيزات وتعيينات للعملية وبعد ساعتين من الإنزال قامت 6 طائرات بإبرار 177 مظلي من هذه العناصر من أجل السيطرة علي المواقع الهامة علي الجزيرة الكوبية وتمكنت بالفعل هذه المجموعات من التغلغل لعدة كيلومترات داخل الجزيرة وتمكنت بالفعل من السيطرة علي عدد من المواقع الهامة على الجزيرة ولكن سرعة ودقة القيادة الرئيسية للقوات المسلحة الثورية في كوبا كانت أقوى إذ استطاعت إيقاف مجموعات جنود اللواء 2506 عن التغلغل إلي داخل الجزيرة الكوبية والإستيلاء على المواقع المحتلة من قبل هذه المجموعات . وفي اليوم التالي 18 أبريل عام 1961م تم شن غارات جوية من 6 طائرات ضد مواقع الميليشيا الكوبية وإستخدمت خلالها القنابل والصواريخ والنابالم وأحدثت إصابات عديدة تقترب من 1800 إصابة وبداية من الساعة الثامنة صباحا كانت قدرات الميليشيا الكوبية تتزايد وتتدفق عليهم المدفعية والدبابات وعانت قوات اللواء 2506 من إصابات جسيمة خاصة في المعدات وذلك أثناء محاولات الميليشيا الكوبية زحزحتها نحو الشاطئ وفي اليوم التالي 19 أبريل عام 1961م تم القيام بأخر الغارات الجوية بواسطة 4 طائرات ولكن الكوبيون أسقطوا طائرتين منها وقتل 4 أميريكيين بسبب ذلك كما تم إسقاط طائرة أخرى في منطقة جيرون وأخلت إحدى الطائرات طيار تلك الطائرة المحطمة ومع ظروف غياب الدعم الجوي ونفاذ الذخيرة إنسحبت قوات اللواء 2506 إلي الشاطئ وقامت سفن الدعم القريبة من الشاطئ بمحاولة إخلاء تلك القوات إلا انها لم تتمكن من ذلك وإنتهت بذلك عملية خليج الخنازير بالفشل الذريع وكان من نتيجة هذه العملية أن الجيش الثوري الكوبي قد تمكن من أسر 1179 شخصا من مجموعات الإنزال وإستولى على خمس دبابات ثقيلة من طراز شيرمان وعشرات من الأسلحة الفردية وثمانية رشاشات ثقيلة والكثير من الرشاشات والأسلحة المضادة للطائرات وعشر سيارات نقل عسكرية وتم إغراق أربع سفن وإسقاط 12 طائرة قاذفة وبالتحقيق مع الأسرى تبين أنهم جميعا من مؤيدى وأنصار الرئيس الكوبي السابق فولجيسنيو باتيستا الذى أطاحت به الثورة الكوبية بقيادة فيدل كاسترو والذى كان مواليا للولايات المتحدة وخاضعا لها تماما وإعترفوا أيضا بأن وكالة المخابرات المركزية الأميريكية قد دربتهم وقد تسبب فشل هذه العملية في صدمة حقيقية للقيادة الأميريكية وللرئيس الأمريكي جون كيندي ذاته ولم تنجح وكالة المخابرات المركزية الأميريكية في التستر على إشتراكها في العملية أو نفي صلتها بها وصرح وزير الخارجية الكوبي راؤول روا في الجلسة السياسية الخاصة للأمم المتحدة التي تم عقدها لبحث عملية خليج الخنازير إنني اتهم حكومة الولايات المتحدة الأميريكية أمام الرأي العام العالمي بأنها شنت حربا ضد كوبا من أجل أن تمتلك من جديد ثرواتها ومن أجل أن تحول كوبا مرة ثانية إلى تابع لها وقد رفض الرئيس كيندى بعد ذلك الخطط التي أشار بها رؤساء الأركان المشتركة لتنظيم هجمات كاذبة على الأرض الأميريكية لنيل موافقة الشعب الأميريكي على شن حرب على كوبا . وكان أيضا من الأحداث الهامة التي وقعت في عهد الرئيس جون كيندى أنه في يوم 14 أكتوبر عام 1962م إلتقطت طائرات U2 للتجسس التابعة لوكالة المخابرات المركزية صورا لصواريخ يتم تركيبها في كوبا من قبل الإتحاد السوفيتي وبعد يومين وبتاريخ 16 أكتوبر عام 1962م بدأت ما يعرف بأزمة الصواريخ الكوبية حيث أنها كانت موجهة بإتجاه الولايات المتحدة الأميريكية وقادرة على حمل رأس نووي مما يشكل خطرا جسيما على الولايات المتحدة الأمريكية مما أدى إلي خلق حالة من التوتر بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي وهنا واجه الرئيس جون كيندي أصعب قرارات حياته وهو الخيار بين مهاجمة الصواريخ أو عدم الهجوم ففي حالة الهجوم على الصواريخ ربما يكون لهذا الإجراء عواقب كارثية وتندلع حرب عالمية نووية بين الولايات المتحدة الأميريكية والإتحاد السوفيتي قد تنهي العالم أو دول كثيرة منه وتتعرض حياة الملايين للخطر والأمراض السرطانية وفي حالة عدم فعل أي شي فإن ذلك قد يكون من شأنه تعريض الولايات المتحدة للخطر وأيضاً قد يظهر ذلك الولايات المتحدة بمكانة أقل للعالم إذا غضت الطرف علي وجود هذه الصواريخ علي مقربة من أراضيها وفي يوم 22 أكتوبر عام 1962م قرر جون كيندي وعلى الهواء مباشرة إرسال قوات البحرية الأميريكية لمنع السوفييت من إستكمال المشروع لبناء الصواريخ وبعدها طلب من الرئيس السوفيتي نيكيتا خروتشوف رفع الصواريخ السوفيتية من كوبا والذى وافق علي ذلك في مقابل وعد أميريكي بعدم غزو كوبا فضلا عن إزالة الصواريخ الأميريكية من تركيا وبعد مرور 8 أشهر على أزمة كوبا وقع كيندي معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية مع بريطانيا والإتحاد السوفيتي مما ساهم في خفض حدة التوترات الناجمة عن الحرب الباردة . وبعد هذه الأزمة وجه البعض إتهاما إلي كيندي بإنعدام المسؤولية ولما قام بتطوير العلاقات السياسية مع الإتحاد السوفيتي تحقيقا لمبدا نشر السلام ومبدأ التعايش السلمي بين الشعوب نظر السياسيون اليمينيون إلى ذلك التصرف كنوع من التعاطف مع الشيوعية وذلك علي الرغم من أنه كان معروفا عنه أنه كان معارضا لإنتشار الشيوعية وقد إعتبر المراقبون والمؤرخون هذا الحادث أقرب ما وصلت إليه البشرية من قيام حرب عالمية نووية قاتلة علاوة علي أنه قد أظهر قوة الإرادة الأميريكية أمام المجتمع الدولي وعلى الصعيد الداخلي أدت هذه الأزمة إلي ارتفاع شعبية ومؤيدي الرئيس جون كيندي وحظى بمرتبة متقدمة في إستطلاعات المؤرخين وعامة الناس حول الرؤساء الأميركيين حيث إرتفع متوسط الإستطلاعات الإيجابية له على مؤشرات جالوب من نسبة 66% إلي أكثر من 70٪ وكانت هذه النسبة هي الأعلى بين جميع الرؤساء في تاريخ مؤسسة الإستطلاعات كما انه بعد هذا الحادث قدمت وسائل الإعلام صورة جذابة عنه وعن زوجته وذلك علي الرغم من الأصوات المعارضة التي وجهت له النقد وأخيرا فقد كانت أعظم إنجازات كيندي في مجال الشئون الخارجية إصداره أمر تنفيذى بإنشاء فرق حفظ السلام في عام 1961م وفي نفس العام أعلن عن قيام تحالف بين الولايات المتحدة الأميريكية ودول قارة أمريكا الجنوبية لتعزيز العلاقات الإقتصادية بينها وخفض نسبة الفقر والحد من المد الشيوعي في المنطقة .

وبخصوص السياسات الداخلية لكيندى ففي المجال المالي إقترح كيندي فرض ضرائب تصاعدية على أصحاب الثروات الخيالية والذين أغضبهم هذا الإقتراح كما إقترح عمل تخفيضات على ضريبة الدخل بالنسبة لأصحاب الدخل المنخفض مع رفع الحد الأدنى لأجورهم ووضع برامج إجتماعية جديدة لتحسين التعليم والرعاية الصحية والنقل الجماعي لكن هذه المساعي للأسف الشديد إصطدمت بعلاقاته المتوترة مع أعضاء الكونجرس فلم يستطع تحقيق سوى جزء صغير من إصلاحاته تمثل في زيادة متواضعة في الحد الأدنى للأجور وخفض الضرائب لمحدودى الدخل وفي المجال الإجتماعي ساند كيندى حركة الحقوق المدنية مما اغضب الولايات الجنوبية التي كانت تناصر المواطنين البيض وتضطهد المواطنين السود وهكذا لم يكن بوسعه سوى تقديم دعم بسيط لإصلاحات الحقوق المدنية إبان مطلع ولايته ولكنه في عام 1962م أرسل شقيقه النائب العام روبرت كيندي إلى ولاية ميسيسيبي وسمح بإستخدام الحرس الوطني لمرافقة الناشط الحقوقي المدني جيمس ميريديث الذي أصبح أول طالب أسود في جامعة ميسيسيبي وبهذه التوجهات مثل كيندى أمل الشباب والشابات وطموحاتهم وكانت شهرته بين الشباب أكثر من غيرها كما مثل الملونين الذين كانوا يتطلعون إليه من أجل بناء عالم جديد ولذلك فقد سعد معظم الأميريكيين مع دخول كيندي البيت الأبيض فقد تبنى برامج الجبهة الجديدة التي ترمي إلى تقليص العوز والفقر والتمييز العنصري وإلى خلق المزيد من فرص العمل لأصحاب الأفكار الخلاقة وعلاوة علي ذلك فقد مثل كيندى أيضا إمكانية إنتشار الإحساس بالفنون في أوساط أصحاب المناصب الرفيعة وقيام القوانين والدساتير بحماية حقوق الإنسان والأفراد مهما كان مستوى الدخل السنوي أو المركز الإجتماعي أو العرق أو التطلعات ومن هذا المنطلق عمل كيندي في الصعيد المحلي على دعم حركة الحقوق المدنية وهذا كان يتوافق تماماً مع ما إستهدفه واضعو الدستور الأميريكي عام 1787م وبعد إغتيال كيندي عام 1963م وفي العام التالي مباشرة 1964م تم إصدار قوانين بالعديد من مقترحاته بما في ذلك قانون الحقوق المدنية وقانون الإيرادات وبالإضافة إلي ما سبق كان كيندى هو صاحب الإرهاصات الأولى في سباق غزو الفضاء وكان صاحب الوعد الشهير بإنزال إنسان على سطح القمر وإرجاعه بسلامة الله إلى الأرض وأصر كيندي على هذا المسار بعد أن إلتقى مع رئيس وكالة الفضاء الأميريكية المعروفة بإسم ناسا جيمس ويب حيث أطلعه ويب على أن تكلفة مشروع مركبات الفضاء التي عرفت بإسم أبوللو إلى القمر قد تصل إلى 40 مليون دولار أميريكي وفي شهر سبتمبر عام 1963م دعا جون كيندي السوفييت إلى مشروع مشترك للوصول إلى القمر ولكن السوفييت رفضوا ذلكوفضلوا أن تعمل كل دولة في هذا المجال بمفردها . وقد عاصر كيندى بناء سور برلين الشهير حيث أنه بعد الحرب العالمية الثانية تم تقسيم المانيا إلي دولتين هما المانيا الشرقية أو الديموقراطية وتحتلها القوات السوفيتية والمانيا الغربية أو الإتحادية وتحتلها القوات الأميريكية ومن ثم تم تقسيم مدينة برلين إلي جزئين جزء شرقي يتبع المانيا الشرقية والتي إتخذته عاصمة لها وقسم غربي يتبع المانيا الغربية والتي إتخذت مدينة بون كعاصمة إدارية لها وفي يوم 13 أغسطس عام 1961م قررت حكومة المانيا الشرقية تشييد سور حول المدينة لمنع المقيمين في المناطق الخاضعة لها من الإنتقال إلى المناطق الألمانية الأخرى وقد أطلق على ذلك السور تسمية جدار أو سور برلين ومنذ ذلك الحين أصبح مستحيلا على المقيمين في برلين الشرقية زيارة أقربائهم أو أصدقائهم القاطنين في برلين الغربية وبعد ذلك بوقت قصير قرر الرئيس الأميريكي جون كيندي أنه من الضروري أن تنشئ القوات الأميريكية في برلين ثلاثة نقاط تفتيش في الجدار الفاصل بين الألمانيتين وكان الغرض من هذه الحواجز السماح بدخول وخروج أعضاء السلك الدبلوماسي والقوات المتحالفة معها وقد سميت هذه النقاط بنقطة تفتيش الفا ونقطة تفتيش برافو ونقطة تفتيش تشارلي كما كانت تسمى بالنقاط ألف وباء وجيم وكان أشهر هذه الحواجز نقطة تفتيش تشارلي وكانت تعد حينذاك رمزا لإنقسام المانيا وتعالت حينذاك الكثير من الأصوات المناهضة لإنشاء هذا الجدار وبعد زيارة قام بها الرئيس الأمريكي جون كيندي لبرلين في عام 1963م سمحت حكومة المانيا الشرقية بإدخال برنامج محدود لمنح الإذن بالسفر بين شطرى المدينة وقد بقي الحال في برلين على هذا النحو إلى حين سقوط هذا الجدار في ليلة 9 نوفمبر عام 1989م بعد عدة أشهر من تسلل بعض مواطني جمهورية المانيا الشرقية إلى الغرب عبر المجر والإتحاد السوفيتي السابق وليلتها إحتفلت برلين وباقي المدن الألمانية بهذا الحدث الهام ومنذ تلك اللحظة أصبح بإمكان مواطني ما كانت تعرف بجمهورية المانيا الشرقية التنقل بين شطرى المدينة من جديد عقب التوحيد الرسمي لالمانيا في الثالث من شهر أكتوبر عام 1990م ومن ثم أصبحت برلين مجددا عاصمة جمهورية المانيا الإتحادية الموحدة ومقرا لحكومتها الإتحادية والبرلمان الألماني المعروف بإسم البوندستاج والبوندسرات ورئيس البلاد ودار المستشارية والمستشار الألماني والوزارات الإتحادية وسفارات الدول الأجنبية ومن ثم أصبحت نقطة تفتيش تشارلي التي كانت تمثل رمزا لإنقسام المانيا تمثل اليوم شاهدا تذكاريا على هذا الإنقسام وفي هذا المكان يمكن للمرء أن يستشعر أجواء الحرب الباردة أكثر من أي مكان آخر في العالم وإن كانت الحواجز والمضايقات وأبراج الحراسة لم تعد موجودة اليوم وهناك فقط نسخة طبق الأصل من أماكن المراقبة التي كانت سائدة قديما والتي تعد حاليا واحدة من المعالم السياحية الشهيرة في العاصمة الألمانية برلين . وفي شهر نوفمبر عام 1963م وكان قد مر حوالي 3 سنوات من رئاسته قرر كيندي زيارة ولاية تكساس ثاني أكبر الولايات الأميريكية والتي تقع في وسط جنوب البلاد وكانت هذه الولاية تتزعم روح الثورة ضده في نفوس أكثر مواطنيها لكن كيندي يحتاج إلى أصوات مواطنيها ليفوز في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى بعد عام واحد فقط في شهر نوفمبر عام 1964م فخطّط للقيام بزيارة لهذه الولاية تستمر يومين بحيث يتوقف في مدن سان أنطونيو وفورتاليزا وهيوستن التي تعد أكبر مدن الولاية ثم مدينة دالاس والتي تعد ثاني مدن الولاية ووصلته الكثير من رسائل التهديد قبل أن يغادر البيت الأبيض في واشنطن وألح بعض المستشارين عليه كي لا يذهب إلى ولاية تكساس لكنه لم يستمع لهم وقرر تنفيذ الزيارة وفي اليوم المحدد لها 22 نوفمبر عام 1963م تحول المناخ فجأة من الجو المطير إلى الجو المشمس مما جعل كيندى يرفع غطاء السيارة المضادة للرصاص وهكذا سار الموكب الرئاسي عبر شوارع مدينة دالاس بسيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين كيندي كما كان يرافقه في نفس السيارة جون كونالي حاكم ولاية تكساس وكان هناك شحص إسمه لي هارفي اوزوالد عمره 24 سنة يقبع في مستودع كتب مدرسة تكساس ويحضر بندقيته ليستخدمها في إغتيال كيندي وكان هذا الشخص قد عمل فنيا للرادار في المارينز ثم تنقل من عمل إلى عمل ومن مكان إلى مكان آخر خاصة بعد فشل زواجه وإنطلق الموكب الرئاسي من المطار وشق الموكب طريقه وراح الرئيس يلوح للجمهور من سيارته المكشوفة وفي الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا إنطلقت الرصاصة الأولى لتخترق عنق الرئيس كيندى من الخلف وتمر عبر حنجرته وتصيب جون كونالي حاكم ولاية تكساس ثم إنطلقت الرصاصة الثانية لتصيب جمجمة الرئيس وتلطخ جاكلين بالدماء وهنا إنطلقت الرصاصة الثالثة ثم إندفع رجل الأمن المرافق ودفع زوجة كيندي إلى مقعدها ورمى نفسه فوقها كي لا تصاب بالرصاص وتوقفت سيارة الرئيس للحظات ثم إندفعت بإتجاه مستشفى باركلاند وتم نقل الرئيس إلى غرفة العمليات وظلت زوجته جاكلين لبعض الوقت في غرفة خارجية مخصصة لإنتظار أقارب المرضي ولم تمض سوى بضع دقائق على محاولة إسعاف زوجها وبصحبتها طبيب الرئيس دكتور مالكولم بيري حتى هبت واقفةً عن مقعدها وحاولت أن تصل إلى غرفة العمليات فأوقفتها الممرضة دوريس نيلسون وحاولت أن تصفد الباب لتمنعها من الدخول لكنها لم تتراجع وعرض عليها طبيب الرئيس أن تتناول مهدئًا الأمر الذي رفضته جاكلين وقالت أريد أن أكون بجانب زوجي وهو يحتضر وفي النهاية إستطاع طبيب الرئيس إقناع الممرضة أن تسمح لها بالدخول إلى حجرة العمليات قائلا هذا حقها ولها الصلاحية أن تفعل ذلك وداخل غرفة العمليات كان الأطباء قد بذلوا كل ما في وسعهم من أجل إنقاذ حياة الرئيس وقاموا بإجراء نقل دم له إلا أنه عند الساعة الواحدة ظهرا توفي الرئيس كيندي ليكون رابع رئيس أميريكي يتم إغتياله وثامن من توفاهم الله وهم في الحكم وكان آخر من توفوا قبله وهم في الحكم الرئيس الثاني والثلاثين للولايات المتحدة فرانكلين روزفلت في يوم 12 أبريل عام 1945م .

ولما رأت جاكلين زوجها وقد أصبح في عداد الأموات خلعت خاتم زواجها وألبسته إصبع الرئيس وحينها قالت الآن فقدت كل شيء وبعد وفاة الرئيس رفضت جاكلين أن تزيل ملابسها الملطّخة بدماء زوجها من دولابها بل ندمت علي أن غسلت يديها ووجهها من تلك الدماء وظلت جاكلين ترتدي حلتها الوردية الملطخة بالدماء عندما إستقلت الطائرة الرئاسية للعودة إلي واشنطن وإرتدتها وهي واقفة بجوار نائب الرئيس ليندون جونسون وهو يحلف اليمين الرئاسية في نفس يوم إغتيال كيندى كرئيس جديد للولايات المتحدة الأميريكية خلفا للرئيس جون كيندى وليستكمل فترة رئاسته كما ينص الدستور الأميريكي في حالة خلو منصب الرئيس أثناء فترة رئاسته لأى سبب من الأسباب مثل الإستقالة أو الوفاة ثم يترشح عن الحزب الديموقراطي في الإنتخابات التي أجريت في شهر نوفمبر عام 1964م ويفوز في تلك الإنتخابات ويحقق نصرا ساحقا على مرشح الحزب الجمهورى السيناتور باري جولد ووتر من ولاية أريزونا ويظل رئيسا للولايات المتحدة الأميريكية حتي عام 1968م وقالت جاكلين يومها وهي ترتدى الملابس الملطخة بدماء زوجها الراحل لزوجته الليدي بيرد جونسون أريدهم أن يدركوا ما فعلوه بجاك وقد تم التبرع بهذه الحلة في عام 1964م إلى إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية وأُبرمت اتفاقية مع إبنتها كارولين كيندي نصت على ألا تعرض الحلة في العروض العامة حتى عام 2013م وبإعلان وفاة الرئيس كيندى أتي رجال المباحث السرية لإخراج الجثة من المستشفى لكن سلطات الإدارة بها رفضت تسليمها وهنا إستعمل رجال المباحث أسلحتهم وأخرجوا الجثة بقوة السلاح وبعد ربع ساعة شاهد أحد رجال الشرطة رجلا تنطبق عليه أوصاف اوسولد وحاول إيقافه ولكن هذا الشخص حاول إطلاق النار من مسدسه وقتل شرطي وهنا تبعه رجال شرطة آخرون وتمكنوا من القبض عليه وتبين بالفعل أنه القاتل أوزوالد وأصيبت البلاد بالصدمة لدى سماع النبأ بل أن العالم كله أصيب بالصدمة وقد أدين القاتل لي هارفي اوسولد بإرتكاب الجريمة والذى قتل بعد يومين على يد اليهودي جاك روبي أمام مرأى من الملايين الذين كانوا يشاهدون التليفزيون وذلك قبل إنعقاد جلسة محاكمته وقد توفي روبي فيما بعد عقب إصابته بسرطان الرئة بشكل إعتبره البعض مريبا وذلك قبل إعادة محاكمته هو الآخر وقد توصلت التحقيق في هذه القضية إلى أن أوزوالد قام بعملية الإغتيال منفردا بينما توصلت لجنة تحقيق أخرى إلى أن هناك إحتمال وجود مؤامرة وعموما فقد بقيت عملية إغتيال كنيدى مثار جدل عام على الدوام وما تزال تثار شكوك بأن لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية أو لجهاز المخابرات السوفيتية السابق يد في مقتله كما أن رفضه للجماعات السرية مثل الماسونية والمتنورين أثار الشبهات بأنه قد يكون لأحد أفرادها يد في ذلك وتثار شكوك أيضا أن إغتياله كان بإيعاز إسرائيلي خاصة بعد إصراره على ضرورة تفتيش مفاعل ديمونة الإسرائيلي الذى أقامته في منطقة النقب والتأكد ما إذا كان يحتوى على قنابل ذرية أم لا كما ثارت شكوك نحو سائق سيارته بأن يكون هو القاتل وعموما يبقي مقتل كيندي لغزا غامضا ومحيرا تختلف حوله الحقائق والإثباتات وقد إستمرت التحقيقات في عملية الإغتيال تسعة شهور وشملت 25 ألف مقابلة قام بها رجال مكتب التحقيقات الفيدرالية وملأت 26 مجلدا . وكانت جنازة كيندى جنازة رسمية مهيبة وكانت بحق حدثا إعلاميا عالميا وحضرها معظم زعماء دول الغرب كما شاهدها الملايين على شاشات التليفزيون في شتي أنحاء العالم ووقف حوالي مليون شخص علي جانبي الطريق الذى سارت قيه الجنازة ليودعوا رئيسهم المحبوب وقد قامت جاكلين كيندى زوجة الرئيس الراحل بدور فعال في وضع تفاصيل هذه الجنازة والتي شابهت جنازة الرئيس إبراهام لينكلون وقد أُقيمت مراسم الجنازة في كاتدرائية القديس ماثيو الرسول بالعاصمة الأميريكية واشنطن بعد 3 أيام من وفاة الرئيس كيندى في يوم 25 نوفمبر عام 1963م وتم دفنه في مقبرة أرلينجتون الوطنية التي تقع في مقاطعة أرلينجتون بولاية فرجينيا التي تقع في جنوب البلاد وتقدمت أرملته جاكلين كيندى الجنازة مشيا على الأقدام ثم أضاءت الشعلة الأبدية والتي صنِعت بناءا على طلبها وصحبها شقيقه الأصغر روبرت كيندي ولم يكن أحد يعلم حينها أن روبرت كيندي سيلقى المصير نفسه بعد خمس سنوات من إغتيال شقيقه في عام 1968م علي يد شاب أميريكي الجنسية فلسطيني الأصل يدعي سرحان بشارة سرحان وقد رفعت ليدي جيان كامبل تقريرا لجريدة ذا لندن إيفننج ستاندارد ذكرت فيه لقد منحت جاكلين كيندي الشعب الأميريكي شيئا لطالما فقدوه ألا وهو الفخامة وعقب حادثة الإغتيال والتغطية الصحفية التي أولت إهتماما كبيرا بعملية الدفن إبتعدت جاكلين كيندي عن الظهور في المناسبات العامة الرسمية إلا أنها قد ظهرت ظهورا خاطفا في العاصمة واشنطن لتكرم كلينت هيل العميل السري في المخابرات المركزية الأميريكية الذي صعد على متن سيارة الرئيس كيندى في دالاس في محاولة منه لحمايتها هي وزوجها . وعن الحياة الشخصية لجون كيندى فبعد فترة وجيزة من إنتخابه عضوا في مجلس الشيوخ إلتقى بشابة جميلة تدعى جاكلين بوفييه المولودة في يوم 28 يوليو عام 1929م في حفل عشاء ثم طلب منها تحديد موعد لقاء وتوطدت العلاقات فيما بينهما لتنتهي بخطوبتهما والتي أُعلن عنها رسميا في يوم 25 يونيو عام 1953م ثم تزوجا في يوم 12 سبتمبر عام 1953 في كنيسة سانت ماري في نيوبورت في قداس أقامه كبير أساقفة بوسطن ريتشارد كوشينج وكان زواجهما حينئذٍ يمثل الحدث الإجتماعي للموسم إذ حضر الحفل حوالي 700 شخص فضلا عن 1200 شخص آخرين حضروا الإستقبال الذي أعقب الحفل في قصر هامرسميث فارم وكان بلودرز بيكري قد أعد كعكة الزفاف بمدينة فول ريفر بولاية ماساتشوستس كما صمم آن لو مصمم الأزياء الذي ينتمي إلى مدينة نيويورك فستان زفاف جاكلين والموجود حاليًا بمكتبة كيندي في بوسطن بولاية ماساتشوستس كما صمم فساتين رفيقاتها وقضى العروسان شهر العسل في فندق سان ياسيدرو رانش بولاية كاليفورنيا قبل أن ينتقلا إلى منزلهما الجديد منزل هيكوري هيل في ماكلين بولاية فرجينيا وكانت ثمرة هذا الزواج ثلاثة أطفال هم كارولين كيندي وجون كيندي الإبن وباتريك كيندي الذى توفي بعد يومين من ولادته في شهر أغسطس عام 1963م ومما يذكر انه قد انتشرت شائعات كثيرة عن وجود علاقة غرامية بين كيندى وبين الممثلة الأميريكية الشهيرة مارلين مونرو وخصوصا عندما غنت له بمناسبة عيد ميلادهومما يذكر أيضا أنه بعد وفاة كيندى بحوالي 5 سنوات تزوجت جاكلين من المليونير اليوناني أوناسيس وكانت وفاتها في يوم 19 مايو عام 1994م ولا يفوتنا ونحن ننهي هذا المقال أن نذكر بعض الأقوال المأثورة عن جون كيندى ومنها :- — طريق الحرية أفضل طريق للتقدم — العقل البشري هو موردنا الأساسي — علينا إستخدام الوقت كأداة وليس كعكاز — سامح أعداءك لكن لا تنس أبدا أسماءهم — لا تحدث الأشياء من تلقاء نفسها بل يتم إحداثها — لا غنى لكل من الزعامة والتعلم عن بعضهما البعض — بإمكان فرد واحد أن يحدِث فارقا وعلى الجميع أن يحاولوا — الحقيقة الوحيدة الثابتة هو أنه لا شيء أكيد أو غير قابل للتغيير — لا تدعوا الله أن يهبكم حياة سهلة بل إدعوه أن يبث فيكم القوة — من يجرؤون على الفشل الذريع بإمكانهم تحقيق كل ما هو عظيم — من يجعلون الثورة السلمية مستحيلة يجعلون الثورة العنيفة حتمية — من الحقائق المؤسفة أن بإمكاننا تأمين السلام فقط بالتحضير للحرب — نحن مع الحرية فهذا إيماننا الراسخ وإلتزامنا الوحيد تجاه الآخرين — جهل ناخب واحد في نظام ديموقراطي يمكن أن يضر بأمن المجتمع كله — على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية — الأطفال أهم موارد العالم وأفضل أمل في المستقبل وطفل لم يتعلم هو طفل مفقود — التغيير سنة الحياة ومن يقصرون نظرهم على الماضي أو الحاضر سوف يخسرون المستقبل — إن لم يستطع المجتمع الحر مساعدة الفقراء الكثيرين فلن يتمكن من إنقاذ الأغنياء القليلين — ليس لجميعنا نفس درجات الموهبة لكن يجب أن يتاح لنا جميعا فرص متساوية لتطوير مواهبنا — يجب ألا ننسى أن الفن ليس صورة من صور الدعاية السياسية بل هو صورة من صور الحقيقة — السياسة الداخلية قد تخذلنا ليس إلا أما السياسة الخارجية فبإمكانها تدميرنا وقتلنا والقضاء علينا — إن لم نستطع أن ننهي خلافاتنا فيمكننا على الأقل المساعدة على أن يكون العالم مكانا آمنا للاختلاف — لكل برنامج عمل مخاطر وتكاليف لكنها أقل كثيرا من المخاطر والتكاليف واسعة النطاق للكسل المريح

التعليقات مغلقة.