جُزءُ عَمَّ
عبدالكافي فاروق عبد الكافي بدوي
اعتدت أن أقرأ وردا كل يوم من القرآن الكريم ؛ وغالبا يكون جزء أوزع قراءته بعد كل صلاة من الصلوات الأربع ابتداء من الظهر إلى العشاء؛ أقرأ ربعين بعد كل صلاة ؛ أما صلاة الفجر فأقرأ بعدها أذكار الصباح والأدعية المأثورة عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
اليوم انشغلت جدا طوال النهار ولم أقرأ وردي المقسم بعد الصلوات ؛ كان وردي هذا اليوم هو الجزء الخاتم للمصحف الشريف “حزء عم”.
صليت العشاء وانشغلت في بعض الأعمال حتى غلبني النعاس .
ماهذا التراب الذي يغطي رأسي ووجهي وكل جسدي؟! ياللهول !! أين ملابسي؟! من الذي جردني هكذا من ثيابي؟! لماذا أجرى هكذا وما كل هذه الرءوس من البشر العرايا؟!
إنهم يهرولون خائفين مثلي ؛ مالخطب؟!
يا إلهي لقد تبدلت الأرض والسماء ؛ الأرض مدت وألقت كل مافيها ؛ والسماء انشقت ؛ الشمس كورت ودنت من رءوسنا ؛ العرق يسيل من أجسادنا بغزارة أرى أناسا يكادون يغرقون في عرقهم ؛ سلم يارب؛ أرى الكواكب تنتثر والنجوم تتبعثر ؛ دخان كثيف رهيب نازل من السماء ؟! ياإلهي لقد تحولت البحار إلى نيران حمراء مسجرة ؛ أمواج عاتية من النيران الملتهبة من حولنا ؛ إذا كانت هذه هي البحار فكيف إذن تكون نار جهنم ؟!
مشهد رهيب ؛ الجبال تسير أمامنا ؛ سلم يارب ؛ أين أنا وما الذي يحدث؟! لقد نسفت الجبال؛ يالله ؛ يارب سلم سلم .
أَمِتُّ وبُعثت ؛ وتلك هي أهوال يوم القيامة ؟!
نحن إذن في أرض المحشر؛ نهرول فزعين ؛ ننتظر الحساب والعرض على ملك الملوك الخالق العظيم . حقا إنها القيامة العظمي ؛ أرى كتبا تتطاير يلتقطها الناس بأيمانهم وبشمائلهم؛ هاهو كتابي طائر تجاهي .
“قوم يابني اتعشى معانا ياحبيبي وبعدين ابقى كمل نوم” ؛ صوت أمى؛ نعم هو هو. فتحت عينيَّ ؛ نعم هي أمى ؛ إذن أنا كنت أحلم ؛ الحمد لله مازالت الفرصة مواتية لتدارك ما فات .
أخذتِني يا أمى من دار البقاء إلى دار الفناء قبل أن أعرف ، تعرف أيه يابني؟!!
هل ياترى كنت سألتقط كتابي بيميني أم الأخرى والعياذ بالله.
ربنا يجعلنا جميعا من أهل اليمين يابني .
انتفضت وأصابتني قشعريرة في جسدي من هول ما رأيت؛ فقمت وتوضأت ؛ وهرعت إلى كتاب الله أقرأ وردي من القرآن “جزء عم” حيث السور التي تصف مشاهد ذلك اليوم وأهواله .
أنهيت وردي ودعوت الله بعد ختم القرآن بعد الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم شفيعنا يوم الدين؛ دعوته بأن يرزقني حسن الخاتمة ويجعلني ممن يؤتى كتابه بيمينه .
عبد الكافي فاروق عبدالكافي بدوي.
التعليقات مغلقة.