موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جُمعة كورونا…محمــد عبــد المعــز

161

جُمعة كورونا…محمــد عبــد المعــز

…………….

بين جُمعةِ كورونا وجَمعتها، يَحارُ المرء، خصوصاً وقت صلاة الجُمعة، ويتساءل: أهي الجُمعة الأولى من غير صلاة، أم تكون الأخيرة، بإذن الله؟

ولئن كانت الصلاةُ في البيت، صعبةً على النفس، فإنها يوم الجمعة أصعب، لأن من الذين يُظلِّهم اللهُ في ظِله، يومَ لا ظِلَ إلا ظِله، رجل قلبه مُعلَّقٌ بالمساجِد.

ورغم الفتاوى الشرعية، التي ترفعُ عن المسلمِ أي حرج، فإن النفسَ تتألم، والعين تدمع، والقلب يئن، بين رغبتهِ في رحمةِ الله، ورهبتهِ من عذابِه.

يقول الله عز وجل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون”… لكن ما قبل كورنا، ليس كما بعده…!

وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: “خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة”… رواه مسلم، لكن درءَ المفاسِد مُقدَّمٌ على جلبِ المصالِح.

ولأن البيوتَ بحاجةٍ إلى هذا الوقت، على مَنْ وما فيها، أن يكونَ في طاعةِ الله، من سكنٍ ومودةٍ ورحمة، وتعاون، وتدبُّر حِكمةِ اللهِ من البقاءِ في البيوت، والعودة إليه بقلوبٍ خاشعة ضارِعة، تسأله رفعَ البلاء، وكشفَ الغُمة، والشفاء من الأمراضِ الظاهرةِ والباطِنة.

البيوت، ليست للتشاحُن والتباغُض، لابُد من التغافُل أحياناً، والتغاضي كثيراً، فكلنا عُيوب، وعلينا البدء بأنفسنا، والتماس الأعذار لغيرنا، وكفانا سخريةً واستهزاءً، مرة بإغلاقِ المدارس، واعتبار بقاء الأبناء في البيوت جريمة، وأخرى بكيفية التخلُّص من الزوج، أو الزوجة…!

ولا يعني ذلك، الغرقَ في كورونا، ولا الاستِغراقَ في الإحصائيات، التي تأتينا من كل حدب وصوب، بل بتخفيفٍ مطلوب، بعيداً عن الاستِخفافِ والاستِظراف، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، كي نقيَ أنفسنا ومَنْ حولنا شراً مستطيراً، لا حُدود له ولا قُـيود…!

“الزموا بيوتكم”… ليس شِعاراً، بل نِداء استغاثة، علينا الاستجابة له، فالعلاجُ بتعاونِ الجميع، والخلاصُ بتكاتُـفِهم، والنجاةُ بتقديم كُـلٍّ منا ما يستطيع، خصوصاً أثرياءنا ومشاهيرنا وكبارنا وعلماءنا، بل فنانينا ولاعبينا، جزى الله الجميع خيرا.

التعليقات مغلقة.