“حابس حابس عفريت كابس .. ينزل قالع يطلع لابس” من كتاب : عرق الحارة المصرية للأستاذ سيد جعيتم
في الحارة تسكن وتتوطن حكايات الجن والعفاريت، يشب الأطفال ومعهم هذه الحكايات وتظل في وجدانهم حتي بعد التأكد أنها مجرد حكايات جدتي و خزعبلات الدجالين، وتطفوا على سطح الأحداث في مواقف الخوف، ولا يقتصر ذلك على سكان الحارة بل ينتشر في كل أوساط الأسر المصرية.
يسود في المجتمع المصري الاعتقاد في القدرات الخارقة للدجالين ، ومقدرتهم فى الأمور الغيبية، و يطلق على الدجال لقب مخاوي الجن(أي أنه علي اتصال بجن العالم السفلي) .
ربط رضا:
رضا سيتزوج يوم الخميس القادم بقريته، نصحه أبوه:
ـ اذهب للشيخ شحتوت، أعطيه المعلوم(نقودًا)، لتتقي شره، ولا يؤذيك بربطك، وتدخل على عروسك بأمان .
( الربط هو جعل الرجل يفقد القدرة على إتيان زوجه).
رفض رضا نصيحة والده وقال :
ـ دا راجل نصاب ودجال، اكيد مش رايحله، يبقى يوريني ها يعمل إيه.
في القرية شيخان:
ـ الشيخ فضل وهو يقوم بالأعمال العلوية .
ـ الشيخ شحتوت متخصص في الأعمال السفلية .
يوم الدخلة وبعد أن انفرد رضا بعروسه، تذكر حديثه مع والده عن ربطه، دخله الوهم و فشل في الدخول علي عروسته وظن أنه مربوط.
هنا جاء دور الشيخ فضل، ذهب إليه رضا فأخذ قطر( أثر) من رضا ( قطعة قماش به رائحة عرقه )، ثم دهنه ببعض الروائح وعزم عليه وطلب أن يلقيه في النيل في ليلة مقمرة ، ثم قبض المعلوم ، بعدهاتم فك العمل ، و انحل ربط رضا.
شحتوت متخصص في التفريق بين الناس خاصة الأحبة و الأزواج، وربط الرجل حتي لا يأتي زوجه، أو الشبشبه والجنون، يعمل شحتوت عمل سحري ويدفنه في المقابر أو يضعه في بطن سمكة حية و يلقيها في النهر، أو يُذوب العمل في طعام أو شراب وبعد أن يتناوله المقصود يبدأ مفعول العمل.
الشيخ فضل عكس شحتوت، تخصصه جلب الحبيب والمحبة، وفك العمل السفلي والتقريب والوئام يذهب .
ما لا يعرفه أهل الحارة أو القرية أن هناك صداقة وتعاون وثيق بين الشيخ فضل والشيخ شحتوت، ولا يختلفان أبدًا، فهما يكملان بعضهما ويتقاسمان حصيلة أعمالهما.
سأروي لكم بعض المواقف التي لامستها شخصيًا
الموقف الأول :
كان لي صديق موهوم بالمرض دائمًا وظن إنه لابد معمول له عمل وأنه تحدث له بعض العكوسات، نصحه البعض بالذهاب لمبني حزب الأحرار بميدان حدائق القبة فهناك تعقد جلسات لإخراج الجن من الأجساد ( كان هذا في تسعينات القرن الماضي ).
ذهبت مع صديقي ليلًا لمبني الحزب وهالني الأعداد الغفيرة نساء ورجال من كل الطبقات الموجودة، كلهم حضروا لطرد الجن من أجسادهم.
دخلنا الحجرة المخصصة ضمن عدد من الناس نساء ورجال، وطلب منا المعالجون وكلهم من الشباب يرتدون الجلابيب البيضاء ويطلقون لحاهم أن نتمتم بكلمات معينة باستمرار ، ومن يشعر بثقل في تنفسه فهذا دليل عل أنه ممسوس، ويبدأون فورا في علاجه، دخلني الخوف وثقل تنفسي، لكنني تحكمت في انفعالاتي، اشار المعالجون لرجل ظهرت عليه الأعراض، بدأ المعالج بقراءة آيات من القرآن علي الممسوس، بدأ جسمه يرتج وخرج منه صوت غير صوته، لم أتبين هل الصوت رجالي أو نسائي، (المهم هذا الصوت صوت الجني) بدأ المعالج يأمره بالخروج والجن يرفض، بدأ المعالج في ضرب الملبوس بعصا والرجل يتالم بصوت الجني، ويعيد المعالج الأمر للجني بالخروج من جسد الرجل وإلا سيحرقه، بدأ الجن يستجيب وأعلن أنه سيغادر، فأمره المعالج بالخروج من صباع رجله ( إذا خرج الجني من مكان غير إصبع الرجل أو اليد يؤذي المصاب فإذا خرج مثلًا من عينه يصاب بالعمي ).
وعن كيفية حرق الجني قرأت أنه بعد استحضار الجني بقراءة القرآن الكريم، يتم شك اصبع الملبوس بإبرة ثم تعرض نقطة الدم المتساقطة من أصبعه علي دخان موقد مشتعل فيتم الحرق!!!.
لاحظت أن من يقوم من المعالجين بإخراج الجن كلهم من الشباب، وأثناء العمل يقف أحدهم خلف زميله القائم بالعمل لحمايته من أن يصيبه أذي من الجن.
نعود لصديقي الذي ذهبت معه، كلما جاء الدور عليه يتقهقر ويجعل من دوره خلفه أمامه .
دخلت سيدة وزوجها وكانت الشكوى أن السيدة عليها أسياد وتصاب بالفزع وتصرخ باستمرار.
بدأ المعالج يعزم علي السيدة وزوجها ممسكًا بها، فوجئت بتغير شكل تقاطيع وجهها وبدأت في الصراخ، المفاجأة الأكبر أن الزوج أيضًا بدأ يهتاج.
قال المعالج :
ـ أنت كمان ملبوس.
ثم بدأ في القراءة علي الاثنين هدأ الزوج، (يبدوا أن الجني تبعه كان طيبًا فاستجاب وخرج)، اما الزوجة فكانت حالتها معصلجة، أمرها المعالج أن تردد بعض الكلمات فلم تستحيب.
انسحبت من لساني ونبهت المعالج:
ـ ما قالتش يا شيخ.
صرخت السيدة ونظرت إلى بنظرة غريبة أسكنت الرعب في قلبي، خلعت حذائها وقذفتني به، خرجت مسرعًا ومعي صديقي، ولم نعد
انتظروني لنكمل بعض المواقف التي تعرضت لها
التعليقات مغلقة.