حاجةٌ ماسَّةٌ بقلم:
عاشور زكي وهبة
دأب المعلّم أنْ يستقلَّ سيارةً بعد انتهاء عمله ظهرًا بالمدرسة ليشتغل بائعًا بمخبز أفرنجيّ بالمدينة. هناك استرعى انتباهه شابٌ يحمل دومًا روايات لكتَّاب أجانب؛ لمح عنوان إحداها و هو يناوله كيس الخبز؛ استأذنه أنْ يستعيرها؛ ابتسم مندهشًا و لم يمانع. معذورٌ لجهله أنَّ هذا البائع الّذي أمامه درس الأدب الفرنسيّ منذ أكثر من عقد بالجامعة؛ لم يتمكَّن من قراءته لفقره الشديد.
انتهت الوردية الساعة العاشرة مساءً؛ بدأ المعلم رحلة العودة إلى منزله الريفيّ متلهفًا لالتهام الرواية؛ ما إنْ وطئت قدماه العتبة، جاءه اتصال من صاحب المخبز يخبره بأسًى بالغ ألا يأتيّ إلى العمل لمدة شهر؛ فقد احترق المحل بفعل ماسٍّ كهربيّ. أغلق الهاتف مبتهجًا؛ فقد استحوذ على الرواية للأبد.
التعليقات مغلقة.