حادثة فاشودة وصراع القوى العظمى
د.أحمد دبيان
حادثة فاشودة أو أزمة فاشودة
The Fashoda Incident or Crisis
والتى تحولت فى السياسة العالمية لمتلازمة فاشودة
The Fashoda syndrome
تم تسمية الحادثة باسم بلدة فاشودة فى جنوب السودان .
حالياً لا توجد أى بلدة باسم فاشودة حيث حرص المستعمر على تغيير الاسم إلى كودوك.
فاشودة او كودوك كانت تمثل ذروة الصراع الإمبراطوري بين القوى الأوروبية الاستعمارية وفى مقدمتها إنجلترا وفرنسا فى افريقيا (وفى الخلفية بلجيكا ، ألمانيا وإيطاليا )
في أوج الهروع الاستعماري إلى أفريقيا في آخر القرن التاسع عشر كان هناك مشروعين استعماريين متنافسين.
بريطانيا تريد إنشاء سكة حديد القاهرة-كيب تاون، أي تسيطر على حزام بطول أفريقيا من مصر إلى جنوب أفريقيا.
مقابل ذلك كانت فرنسا تسعى لفرض سيطرتها على السودان الكبير، الممتد من شنقيط (موريتانيا على المحيط الأطلسي) إلى تاجورة (جيبوتي على مضيق باب المندب). وفي عام 1898، تصادم الجيشان الفرنسي والبريطاني في بلدة فاشودة، التي هي اليوم كودوك في جنوب السودان بالقرب من الحدود مع إثيوبيا.
انتهى الصدام بانسحاب فرنسا وانهيار فكرة السودان الكبير. إلا أن الصدام مهد الطريق إلى الاتفاق الودي (1904) الذي تقاسم فيه البلدان أفريقيا.
في عام 1898 كانت تسابق الجيشان البريطاني والفرنسي، لتأكيد ادعاء كل من الدولتين ملكيتها لبلاد السودان والساحل. فقد دخل ج.ب. مارشان الفرنسي جنوب السودان، يقود حملة من الجنود السنغاليين، واستولى على “فاشودة” في يوليو 1898، فسارع كتشنر سِردار الجيش المصري في السودان لرده، وكادت تنشب الحرب بين الدولتين لولا أن سويت المشكلة بفضل الجهود البلوماسية. النزاع سـُوِّي بمعاهدة السودان 1899. وانسحب مارشان في 3 نوفمبر 1898. وتخلت فرنسا عن دعاواها في أعالي النيل. وبعد الاتفاق الودي في 1904 بين بريطانيا وفرنسا تغير اسم البلدة من فاشودة إلى كودوك لمحو ذكرى الصدام من الذاكرة.
حادثة فاشودة جاءت بعد حملة كتشنر واحتلال السودان ، وترتب عليها الاتفاق الودى والذى استخدمت فرنسا فيه والرجل المريض ( الخلافة العثمانية ) ، مصطفى كامل لرد اللطمة لبريطانيا ، وانتهى بتخليها عنه وعزل عباس حلمى الثانى ……
الاتفاق الودى ، هو ال
Prototype
لسياسات الوفاق ما بين القوى العظمى حين تقترب من حافة الحروب الكونية ،
يعد تهميش ألمانيا وإيطاليا من اطماعهما فى القرن الافريقى احد مقدمات الصراع فى الحرب العالمية الاولى .
وقد تم ترضية بلجيكا لاحقا بمستعمراتها فى الكونغو والتى أباد فيها ملكها ليوبولد الثانى أكثر من عشرة ملايين إنسان .
التعليقات مغلقة.