حاضرنا و ماضينا…
بقلم نزهان الكنعاني
حاضرنا و ماضينا
……………………
فينا السجايا بهذا اليومِ تختلِفُ
عمّا نعيشُ بماضينا و نَتَّصِفُ
كنّا نرومُ رضاءَ الوالدينِ ومِنْ
أشهى ثمارِهِما نجني و نقتطِفُ
وَنُنصِتُ السمعَ والآذانَ في وَرَعٍ
من سَلْسَبيلِهِما السقياء نرتشِفُ
وللكبيرِ وقارٌ لو يصيحُ بنا
إلى وَصاياهُ إذ نغدو و نعتكِفُ
متى تمادى وغالى الظُلْمُ نخذلُهُ
في نُصرةِ الحقِّ والمظلومِ نأتَلِفُ
جيبي يدرُّ على المعسورِ مَكْرُمةً
ما أنْ يمرَّ بهِ الإملاقُ و الشَظَفُ
فَإبنةُ الحيِّ ليْ أُختٌ مُبَجَّلَةٌ
أثنى عليها معي الإكبارُ والشَرَفُ
العهدُ عندي كميثاقٍ يواعدُهُ
وَصْلي وودّي وعزُّ النفسِ والأَنَفُ
إنَّ الحياةَ بماضي العمرِ حانيةٌ
قد طابَ فيها رغيدُ العيشِ والتَرَفُ
...............اليومَ قد صارتِ الدنيا مقارعةً
فيها يفوزُ و يرقى الآهُ و الأَسَفُ
التِبْرُ و الدرُّ و الألماسُ أجمعها
قد حازهُنَّ الرزى والسوءُ والصَلَفُ
لدى الرِبا يتنامى المالُ في عَجَلٍ
ففي نوائلِهِ الأرباحُ تحترِفُ
النبضُ إذْ يرتدي الأشواقَ أقنعةً
قد شحَّ فيهِ الهوى والوجدُ والشَغَفُ
كما ثوى الصدقُ بالأجداثِ منتحراً
في ظُلْمةِ اللحدِ و الأرماسِ يلتحِفُ
أبهى السجايا ببحرِ السوءِ أُبْصرُها
كلوحةٍ بأعالي الموجِ تنجرفُ
أو نخلةٌ في رمالِ البيدِ غادرَها
التمرُ والماءُ والأطيارُ والسَعَفُ
الزهدُ يمشي بدرب الشحِّ مرتجفاً
رثّ الثيابِ لفي كانونَ يرتجِفُ
هذا و ذاكَ هما الإثنانُ أزمِنَتي
القِشُّ هذا : وذاكَ الدرُّ والصَدَفُ
من آسِنِ الماءِ هذا الآنَ مشربُهُ
وذاكَ أشهى مذاقِ الشهدَ يرتشِفُ
شتّانُ ما بينَ ماضينا و حاضرنا
يأبى الزلالُ من الأوحالِ يغترِفُ
…………………………
الشاعر نزهان الكنعاني
التعليقات مغلقة.