موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حبة دواء.بقلم.نجوي عبد الجواد

71

تلفتت الأم يمنة ويسرة أدركت أن العروس ليست معهما في الصالة ففتحت حقيبتها وأخرجت منها ورقة ملفوفة ودستها فى يد ابنها، وعندما لمحت العروس قادمة بالشراب اضطربت، تذكرت أنها معزومة عندهم علي الغداء وأنها طباخة ماهرة؛ فطلبت من العروس دخول المطبخ معها للمساعدة وقالت وهي تبتسم :جبت لك خلطة توابل هتخلي أكلك لايقاوم.
شكرا يا طنط.
جربيها مش هتندمي.
ماشي.
فى البلكونة و بجوار قصاري الزرع التى اختارتها العروس جلست الأم وابنها يشربان الشاي بعد الغداء. كان الهواء رطبا، طازجا، ينعش الصدر، لايستعصي عليه إلا صدرخائف قلق. جاءت العروس بالحلوي أخذها منها وقال :ذوقك حلو في الورود وأكلك حلو وحلويات واخدة من سكر إيديكي.
ترد العروس بخجل :شكرا.
تبتسم الأم، أسيبكم بقى ربنا يسعدكم ياولاد.
خليكي شويه ياماما.
عايزني أبقى عزول ولا إيه!.
تضحك منال ويضحك وليد.
أمام التلفاز يجلس وليد،انتهى لتوه من مساعدة منال في حمل الأطباق وتنظيف السفرة، النسيم يأتي من البلكونة محمَّلا برائحة الزهور، لابأس بدش دافئ، أنواع كثيرة من “الشامبوهات” ومعطر الجسم، ذوقها جميل مثلها. ينزلق الشامبو من على رأسه وجسده، آه لو رافقه قلقه وخوفه وانساب مع الشامبو. يتذكر الورقة، يقفز من البانيو، يرتدى ما وصلت إليه يده من ثياب، يخرج مسرعا للبحث عنها.
فيه إيه؟ بتدور على إيه تسأل منال.
لا، مفيش حاجة، أنتِ تعبتي النهاردة، ادخلي ريحي وأنا هشرب سيجاره وهحصلك.
لمسة حانية من منال، تشعر بجسده ينتفض تحت يدها، فيه إيه؟ تسأل.
مفيش حاجة حبيبتي سرحت شوية. تدخل الحجرة ويتجول ببصره في الصالة، فوق الكراسي، تحت الكنبة، في النيش، لا لا، لم يدخل المطبخ، السفرة خالية وأدراج النيش، إلى البلكونة يدخل متجاهلا أنه لم يكمل ارتداء ملابسه، وجدها أخيرا في قصرية الورد.! يلتفت حوله، ثم يمسك بها ويدسها في جيبه. يضع الماء الصافي في البراد هكذا شعر حينما رآها للمرة الأولى، روح صافية شفافة، أشعل النار ووضع البراد وفي الكوب وضع الشاي والنعناع، هكذا تحبه هي، وكل ماتحبه يحبه، أنقذ الماء من النار المشتعلة أسفله وأغلق البوتاجاز وصب الماء فوق حبات الشاى وورق النعناع وتركه يبرد قليلا. آه مما بداخله ، من يطفيء نار الخوف والقلق ،لابد أنها تنتظره،انتظرها سنوات حتى تمنحه وأهلها الرضا والقبول، يأخذ رشفة من الكوب، يبدو مرًا، نسى أن يضع السكر، ترتجف يده وهو يقلب في الكوب، ينظر إليها، أعصابه متعبة، لم ينم منذ ليلة الفرح، ينظر للورقة التى في جيبه، ممتن لأمه، يخرج حبة منها، حمد لها أنها أفرغتها من الشريط، يهم بأخذها، يتردد، ليس الآن. يعيدها إلى جيبه، يضع كوب الشاي على الترابيزة، يمسك بظرف النقوط ، سوف تكفيهم لفترة، لايظن أن أباه سيتخلي عنه، برغم أنه ممسك، يعلم أنه بلا عمل، وأنه…
وليد.. تنادي منال. حاضر يا حبيبتي، هشرب سيجارة وجاي. يضع الظرف مكانه وينفث دخان السيجارة، يسعل، يتمنى أن ينفث معه أبخرة الخوف التى يشعر بها ، يشعر بالصداع، ينظر في جيبه،ثم ينهض.
على طرف السرير يجلس، غلبها النوم، قالت له أنها تنام بالنهار، توقفت أجهزة جسده، لايعمل غير قلبه وعينيه، يشع نورها، أجمل من نور القمر وأقوى من ضوء الشمس، لايصدِّق أنها معه،لم ير مثلها من قبل، قلبها باتساع الكون وعقلها بعمق البحر، جميلة دائما،هكذا يراها، نجح من أجلها، لم يكن له اختيار في الدنيا إلا هي، لم يحب مايدرس، رسب سنوات لم يكن يسمع فيها إلا كلمة فاشل، فاشل،يضع يديه على أذنيه، كأنه يسمعها الآن. ستحضر له أمه الدواء، قلّل له الطبيب الجرعة عندما أخبره بأمر زواجه، لم يرفض، لكن لم يبد ترحيبا ، لو الكون كله رفض، ما استجاب له؛ إنها منال! لا يفهمون شيئا، لايعرفون منال،. لكن يا إلهي، هل ستتحمل، هل ستصبر، بالتأكيد تسرب إليها القلق، لم تسأله لِمَ هو بعيد، لكن عيناها تنطق، ربما لاتصبر عليه، ربما تتضجر، ربما تتركني وترحل، ترحل، يكتم شهقه غلبته ويسرع إلى الحمَّام ويغرق رأسه بالماء عله يغلب دموعه ويقضي عليها.
تشعر به، تفتح عينيها بعد أن أسرع خارجا ، وافقت عليه رغم معارضة الأسرة، شخص فاشل، هكذا قالوا، طاردها في كل مكان وزمان، لم يضايقها، فقط يتواجد وعبر عينيه تكون الرسائل ،تجرأ مرة واقترب منها ثم سرعان ما اختفي.! تظن أنها لم تحبه، بل أحبت حبه لها، أحبت الحالة التي جعلها تعيشها، أحبت أن ينجح شخص من أجلها، ستكون حياتهما ناجحة كما نجح، سأنسيه سنوات الفشل وسنبدأ سويا رحلة النجاح، هكذا أقنعتهم وهكذا استسلموا لرغبتها. لم يخبرني أنه مريض، خدعني، رأيت الورقة وهو في الحمَّام، بحثت عن استخدام الحبوب، ترى هل سيصارحني؟! وما الفائدة؟!هل سأواجهه؟!، حتما سيحدث. تحادث نفسها، إلى متى سأصبر؟ تسأل نفسها.
بقدر حبك له. ترد
لم أحبه قلت!،أحببت حبه لي. وأعددت نفسي لأنهل من هذا الحب، لكن البداية تشي بالنهاية! يبدو أنه اصطحب الفشل معه!.
الأم سعيدة، البنت حلوة وشاطرة، أكلها زي الفل، وذوقها يجنن في الشقة وفي اللبس و…..
الأب :فكرته هيستغني عن العلاج وهيبقي كويس ونخلص من الاكتئاب وسنينه، ومن الحبوب المنومة وسنتها السودة.
ربنا كبير إن شاء الله يبقى كويس، الصبر مفتاح الفرج، أنا دسيت البرشام في ايده بعد ما لفيته في ورقة.
شافتكم.
لا، لا مظنش، بس.
بس إيه؟
كانت قريبه بره المطبخ، يمكن تكون..، معرفش بقى، ربنا يسترها.
ولما في أول يومين وعايز الدوا والمنوم يبقى الحكاية باينه، هيفضل فاشل برضو!
متقولش كده على ابني، ابني سيد الرجال، أنت اللي عقدته، أنت اللي… ينظر إليها بألم، ويقول :ربنا ميدوقش أب مرارة فشل ابنه. ده ابني عارفه يعني إيه ابني !.
ترى حزنه فتلتزم الصمت.
أيام قليلة ويجتمع ثلاثتهم، منال ووليد، والأب. وليد منكس الرأس لاينظر إليهما،يده تلامس جيبه، يرمقه أبوه بحزن دفين ، ولا يتكلم. أما منال فلها مطلب واحد لن تتنازل عنه، هكذا أخبرتهم.

التعليقات مغلقة.