حبيبي لا يعرف معنى الشعر .بقلم.فوزية هادي
مرحبا كيف حالك اليوم، أيها الوغد أو غداً أو البارحة، كن بخير ليس لأجلي بل لأجل أشعاري العالقة في حنجرتي
لأجل رسائلي المنثورة على رف ملابسي وعلى أحذيتي وسريري لأجل الرسائل التي لم يأت ساعي البريد ليرسلها لك ثم تقرأها، هذه ربما ستكون آخر رسالة أرسلها لك تحملها رياح الخريف رسالة تنثر دخانها كدخان سجارة بيد شاعر كان ينتشي بها وهو يكتب لحبيبته ثم مات للتو لم تخرج رائحة جثته بَعد، لازلت عالقة هنا بداخلي ممزوجة بعطرك الذي يخنق أنفاسي كلما شممته احتضنت خيباتي وقاومت حد الفناء .
سأتوقف عن كِتابة الرسائل إليك لأنني فقدت الأمل ولا جدوى من كتابة الرسائل، لأنني أصبحت أبدو كجندية ماتت في الحرب وظلت روحها تكتب رسائل الشوق لحبيبها إنك ميت بالفِعل، ميت بداخلي وموتك هذا يحاول قتلي يطاردني بين السطور والكلمات بين شهقات الأنين في ليلة حزن عقيم ، إنني ورغم كآبتي أحب ما أكتبه لك ، أحب مَعركتي هذه، و أعتقد في النهاية بأنني سأهرب مني إليك ، أهرب من الموسيقى التي تَزفك في رأسي راقصة كأفعى تَفح فحيحها على ملامحي ، أهرب لأن معركتي خاسرة ولأنك لا تعرف طريق الشعر و لأنني مَهزومة و جيشي ضعيف وزادي قليل و لأنك مؤامرة لذيذة ، ولعنة بعيدة و موعدك كَمين تحت محطة القطار تحرسه بعض عيون المجانين ،أهرب لأن لقاءك صَفقة غير مربحة ، أهرب من ذاكرتي، مني،من مرآتي ،من كلماتي وأشعاري أشعر بأنني مُحاصرة بك، لا أنت بالبعيد لأتركه ولا بالقريب لأحضنه أصبح وجهك كالشبح المخيف يخرج لي من كل صوب وناحية، من النوافد من عُلبة السجائر، من المكتبة، من الكتب من أغلفة السرير من وسادتي من بؤبؤ عَيني من أغطيتي يلاحقني في كل مكان أيها الأبله من الآن لن أتكبد عناء التَسلق، على أسوار قبيلتك اوالركض خَلفك من الآن سأكتفي بالهروب والاختباء منك وسط كومة أحزاني ورزم أحلامي وكلماتي وأشعاري…
التعليقات مغلقة.