حبيبي مريض خاطرة نثرية بقلم/ د.محمد السيد الاسكندراني
حبيبي مريض؛ فهَلَّا زُرتُمُوه
هَلَّا عُودتُّمُوه وأبلغتموه
أنِّي أُحبُّه وأعشقُه وبجنون
وجعُكِ وجَعِي يا صديقةَ قلبي
يارفيقةَ عمري، يا تاجَ الحياة
فِداكِ زماني ومكاني؛ حبيبتي
بكلِ ألمٍ ووجعٍ وتأوهٍ؛
تشعرينَ به أيا طفلتي
وقتها كل ضَيقَاتِ الدنيا تَصغُرْ بِعَينِي
أَمَامَ وَجَعَكِ؛
كأنَّ خمراً أَتَنَاولُهُ يُتِيهُ عني آهاتي
لو أنَّ ما بيني وبينك صغير وقليل؟!
لكنَّ الذي بيننا عامرٌ وكبير
وذلكَ حتَى لَو أنَّكِ لا تُدرِكِين
يفيضُ ويزيدُ ؛ حَتَى أنَّه
يكفي مَجْمُوعَ العشاقِ والمحبين
آهٍ لو تَدرِين ما يدورُ بِخُلدِي
آهٍ ثم آهاتٍ كثيراتٍ بَعدَهَا و مَعَهَا
لو تَعرِفِينَ بعشقي وعذابي وولعي
لذابَ قلبُكِ عشقاً مِن أجلي
كما ذُبتُ قبلَكِ وتُهتُ وفَنَيت؛
يا شديدة الحنين، وعالية الجبين
ولدَارَيتِ وجهَكِ، عبقريَ الملامح، خجلاً !
عن جَمِيعِ الكائناتِ دوننا؛ وعن بَاقِي الورى
مما يدور بيننا، في مخيلتي، في كوخ عشقنا
وعليه تَفيضُ وتُظَلِّلُنَا شَجَرةُ حُبِّنَا
اِعلَمِي أيَا صَغِيرتِي؛
أنْ لو كلَ الدنيا وجَّهَت حبَّها إليكِ
لما بلغ عُشرَ مِعشَارِ حُبِّي العتيق
ولا حتى رُبعِ أَربَاعِه؛ فذاك مستحيل
وأقولُ لك؛ أيا حبيبتي
أوَ بَعدَ كلِّ هذا العشقِ تَمرَضِين !
أم أَنَّكِ عَليَّ تَتَثَاقَلِين
وبإعزازِ نفسَكِ عليَّ تَتَآمَرِين !
تُرِيدِين معرفةَ قدرَكِ عِندِي
فآهٍ ثمَّ آهٍ لو تعلمين،
وَلَكِنْ؛
فَليُسَامِحَكِ الإِلَهُ عَلَى مَا لَا تَعْلَمِين
التعليقات مغلقة.