حبي الدائم … خاطرة بقلم سلمى الأسعد
كنث في الحادية عشرة من عمري، وفي المرحلة الابتدائية من الدراسة. و في إحدى الحصص في اللغة العربية، طلبت المعلمة من الطالبات أن تكتب كل واحدة منهن رسالة إلى والدها المسافر، ترجوه فيها ان يعود إلى الوطن والعائلة والبيت.
وهنا تبدأ قصة حب العمر سنين وسنين بين الطفلة واللغة
العربية.
وكان والدي رحمه الله قد رحل نهائياً ، وهو في الثامنة والعشرين من العمر، إثر استشهاده وهو يحاول فض نزاع مسلح بين رجلين في السوق الذي كان يملك فيه متجرا لبيع الحبوب بالجملة.
وكتبت بدموع العين وأنين القلب. وكتبت بوجع السنين وحرقة الأرملة الشابة التي ذوى جمالها وشاب شعرها وهي في الثالثة والعشرين من صباها. وكتبت بقلمي وقلم أختَيّ اليتيمتين المريضتين اللتين اختلط أنين أوجاعهما بأنين يتمهما.
وكتبت بشوق الطفلةإلى أبيها
الذي رحل ولن يعود أبداً.
ولقد أثارت هذه الرسالة الصادقة والحزينة إعجاب المعلمة كثيراً، فقرأتها أمام جميع المعلمات. وقرأتها مديرة المدرسة امام جميع الطالبات وفي جميع الصفوف.
وبلغ التأثر بي أن اخذت أراجعها مرات ومرات، وفي كل مرة يزداد
بكائي وتأثري. وعرفت أن التعبير باللغة العربية والإتجاه للتخصص فيها، وكتابة الشعر والنثر بها
وتدريسها هو هدفي الأسمى.
نعم هي الحبيب الذي رافقني منذ سنين طويلة وإلى نهاية العمر.
التعليقات مغلقة.