حبٌّ آيلٌ للسقوط
بقلم.. هيفاء نصري
قد لا نعترفُ أنَّ الحربَ فرّقتْ بيننا
وغيّرتْ ضرباتِ قلوبِنا
وشكّلتْنا على هواها
قد لا نعترفُ أننا هّرِمنا
وأن السماءَ تلبّدتْ بسمومٍ تُغيّر أمزجتَنا
تُغيّرُ ملامحَ الأجنّةِ في أرحامِ الأمّهات
قد لا نعترفُ أن الحربَ سمّمتْ مياهَنا ،
سمّمتْ أفكارَنا
سمّمتْ مشاعرَنا
وأدخلتْنا في متاهاتِ الحلول
لكنه الواقع يا صديقي
كان من الممكنِ أن نكونَ الأفضل
كان من الممكنِ أن نكونَ أكثرَ اقترابا ،
أكثرَ التصاقا وأكثرَ اتزانا
لولا الجنون الذي يمزّقُ أوراقَ الشجر
يُغيّرُ لونَ السماءِ
يُغيّرُ اتجاهَ الريحِ
كان من الممكنِ أن نبقى معاً حتى النهاية
لولا أنك مبعثرٌ مثلي على أرصفةِ القلق ..
أعتبُ على مرآتي
لأنها لم تُرِني كم تغيّرنا
طالما أنني أرسمُ ابتسامتي قناعاً
كي أقنعَ من حولي أنني بخير
وأنتَ ترسمُ عبثيّتك قناعاً
كي تخفي حنينك للغائبين
قد لا نعترفُ أن ما بيننا انهارَ
حين انهارتْ أحلامُنا
غريبان التقينا في زمنِ الحربِ
كلٌّ منا يبحثُ عن ذاتِه
فكل ما كنا مؤمنينَ به صارَ تحت ألويةِ الشكِّ
في زمنٍ فقد فيه الحبُّ هوّيتَه
قد لا نعترفُ أن الحربَّ غيّرتْنا
ولكن هناك حقيقةٌ بقيتْ تُلازمُنا
كلُّ الوجوهِ تغيّرتْ
كلُّ النفوسِ تغيّرت ْ
وليس غريباً يا صديقي
أن يصبحَ حبنا آيلاً للسقوط
من ديوان الحب في زمن الحرب
هيفاء نصري\سورية
التعليقات مغلقة.