حب في الميزان قصة قصيرة بقلم /حسن غريب أحمد
عدنى ألا نلتقى ثانية. أرجوك و ليحاول كل منا أن يبدأ من جديد. فالحياة زمرة بدايات. عدنى أيضاً أن نظل أصدقاء .
فالصداقة المجردة أقوى من اى رابطة اخرى فى الوجود ،
صدقنى الحب شئ من الصداقة و الصداقة هى كل الحب .
ابتسم ابتسامة وضاءة ساعدتها على الاستمرار فى نبراتها العقلانية فاستطردت ، الصداقة هى قمة النبل ،قمة الحب قمة الإنسانية هى رأس كل فضيلة فى هذا العالم الأسود .
همس مستجدياً : و الحب ؟
ردت : الحب هو قمة الأنانية.
قاطعها بنظرة حانية : الحب هو العطاء ، الحب هو الازدواجية الحب هو ألد أعداء الأنا ، فكيف تقولين ان الحب هو قمة الأنانية !!!
هم بان يقبلها بين عينيها أشاحت بوجهها القمحى عنه و صاحت غاضبة: أرأيت الحب تبادل قبلات و الصداقة تبادل أفكار و عواطف سامية .
نفذ صبره و صاح بها ،لا هذا غير معقول ، هذا كثير ،لقد تغيرتِ كثيراً قولى أن فى الأمر شيئاً.
لقد كان لدى إحساس غامض فى أول لقاء بأن هناك شيئاً تخفيه عنى ، صاحت به و تملكها شعور مختنق بالبكاء. – و بأى حق لك على أن تقرر أنك صبرت أم نفذ صبرك ،
أدرك فجأة أنه أخطأ الهدف ،
فداعبها بنبرة متوسلة :
حق صداقتنا
نظرت إليه بتأفف . قالت بصوت مشروخ : أى صداقة تلك ؟ أنت آخر إنسان يتحدث عن الصداقة.
بحق حبنا
و انفجرت غاضبة
أرجوك لا تثير حنقى عليك بهذا الكلام السخيف .
صدقنى لم أعد أطيق سماعه .
رد عليها بسخرية لاذعة :
وماذا تريدين أيتها الراهبة ؟
ازدردت الكلمة و تمتمت :
لا شئ إنك لم و لن تفهم أبداً ،
وأجهشت بالبكاء. فاخرج من جيب سترته منديلاً ،وجفف دموعها و عرقها المتصبب و همس فى أذنها .
لقد أدركت كل شئ ، عذراً يا حبيبتي
لقد تأخرت كثيراً
ولكن بحق حبنا كنت أحاول أن أستمد من الصبر عزيمة ومن العزيمة صرحاً لنبنى به عشنا الدافئ السعيد.
تهلل وجهها بينما استمر فى استرساله .
و تسللت أصابعه برفق عبر فتحة ضيقة فى جيب الجاكت الأنيق .
تعثرت يده فى علبة صغيرة أنيقة.
أخرجها برفق و مد يده إليها بها و قال افتحيها .
فتحتها وزاد إشراق وجهها الناصع ، وجدت بداخلها دبلتين مكتوباً عليهما اسميهما.
حاولت أن تقول شيئاً، فلم يمكنها من ذلك .
صمتت كل الصمت
ولكنه صمت جميل ، ألقت برأسها بحنان .
رفع ذقنها إلى أعلى . استكانت و كانت أول قبلة حب .
التعليقات مغلقة.