حب …قصة قصيرة بقلم سلمى الأسعد
كان الطقسُ صيفياً معتدلاً، فقررنا أنا وأختي وعددٌ من ألأقاربِ، أن نصطحبَ الأطفال في رحلةٍ جميلةٍ إلى غابةِ صنوبرٍ قائمةٍ على رابيةٍ عاليةٍ مطلةٍ
على البحر.
وصلنا وفرشنا البسطَ وأخذنا نستعدُّ لتحضير الطعامِ من لحومٍ مشويةٍ وسلطاتٍ لذيذةٍ.
كان نسيمُ الغابةِ رائعاً لطيفاً، يفتحُ الشهيةَ ويدفعُِ الأطفالَ. للهوِ واللعبِ و الغناءِ . اما الكبارُ فكانواِ يسرعونَ في إعدادِ الطعامِ بعدما شعروا بالجوعِ في هذا الجوِّ الفاتح ِ للشهيًةِ
ولكني التفتُّ فلم أشاهدْ زوجي العزيز.َ أين هو يا ترى؟إنتبهَ الجميعُ لهذا الغيابِ. أخذنا نبحثُ عنه في كلِّ الأرجاءِ، ونناديه، ولكن لا حياةَ لمنْ تنادي.
سيطرَ علينا الرعبُ وتركنا تحضيرَ الطعامَ وأصابنا قلقٌ كبيرٌ.
أمّا أنا، تلك العروسُ التي لم يمضِ على زواجِها إلا عدّة شهورٍ، فقد انهرتُ تماماً. فبالإضافةِ إلى رعبي وخوفي الشديدين، كنتُ حاملاً. وهذا ما زادَ في انهياري وضعفي.
وفجأة لمحنا طيفاً يصعدُ من الطريقِ متّجهاً نحونا. ثم دنا منا والعرقُ. يتصبّبُ منه، حاملاً بيدِهِ
علبةً كبيرةً من الحلوى
ماهذا؟ ألمْ تذكري أنكِ اشتهيتِ هذه الحلوى؟
لقد عاد َ إلى المدينةِ رغم شدةِ الحرِّ، ليحضرَ الحلوى التي ذكرتُ أنني اشتهيتُها.
لم يكنْ قد اشترى سيارةً بعدُ وتكبدَّ عناءَ السيرِ اكثرَ من نصفِ ساعةٍ حتى وصلَ إلى سيارةٍ توصلُهُ إلى المدينةِ، لأن عروسَهُ الحبيبةَ اشتهت نوعاً من الحلوى
كان يستطيعُ بكلِّ بساطةٍ ان يشتريَهُ لها بعدٌ العودة ِ من الرحلةِ
ولكنَّهُ الحبُّ، ومن أِجل عينيّ الحبيبِ، يهونُ التعبُ والعرقُ وقطعُ الرحلةِ الممتعةِ
التعليقات مغلقة.