موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حدث ذلك بداية الحرب… دلال أديب

488

حدثذلكبدايةالحرب


بقلم دلالأديب


كم هي قاسية تلك الايام،
ثقيلة بأحداثها.. حرب،دمار،هجرة وموت..
برد كانون كان قاسياً لكن صقيع القلوب كان أشد ..خلت الاماكن إلا من أصوات المودعين،صراخ هنا..وبكاء ونحيب هناك وفي الزوايا بعضهم أختبأ ظناً منه انه يستطيع البقاء بعيدا عن دائرة الزمن..
عيون المودعين تترقب، تجمدت وتسمرت في اتجاه واحد كانت تتمنى لو توقف الزمن تلك اللحظه…
وقفت في احدى الزوايا معه
لم تكن تتصور أن حلمها الذي كان يكبر أمام عينيها ترعاه نهارا وتسهر ليلا الى حين عودته لتنسى شقاء يومها بقبلة يطبعها على جبينها..يمازحها ليبرر غيابه الذي اعتادت عليه..
انه سيغادرها ربما لن تراه ثانية فالايام تمضي وأيامها الشقيه باتت محدوده..مشت بجانبه متكأة عليه تارة تبكي وتارة تردد آيات تستودعه الله فيها
لم يكن الطريق طويلا ،وصلا للمحطه وهناك أمسكت يديه تشبثت بها لاتريد أن تفارقها…
آه أيتها الحرب..!!! ماذا فعلت بنا؟؟؟كم أدميت قلوباً!!وكم تحطمت أحلاماً!!!…
قالت له والدمعة تخنقها:انك لاتعلم ياولدي حجم الالم في صدري.خوفي عليك مضاعف وانا بين نارين نار بعدك عني التي ستحرقني ونار بقاؤك ان بقيت قد تحرقك..كيف لي ياولدي ان أتقبل ذلك وأتحمله!!
أجابها وعيونه تغرف من صوتها
من وجهها لعل ذلك يروي ظمأ قلبه في غربته وهو بعيداً عنها:
لا عليك ياحنونه..لن أطيل البعاد عنك ولن أتحمل ذلك وسأرسل لك لتلحقي بي عما قريب..
أجابته:ايهٍ!!!لم يبق لي في العمر كثيرا..
تحدثه وتشد على يديه داعية ربها في صمتها أن يتأخر القطار وتبقى ناظرة لعينيه علها تروي ظمأ الايام القادمه من رؤية ذلك الوجه الذي أضاء عمرها وحياتها..لم تكن تدري انها المرة الاخيرة…
وفجأة لاح القطار من بعيد وأخذ نهر دموعها يجري حاول جاهداً ايقافه لكنه لم يستطع قبل رأسها،احتضنها،وكم تمنى أن يملأ صدره من حنانها،كم تمنى لو تمتلئ رئتيه من أنفاسها الطيبه المتلاحقه…
امتزج نبض قلبه بقلبها وكأنه قلب واحد…
آه….أيتها الحياة كم أنت قاسيه أحياناً…
كلما حاول الابتعاد شدته لقلبها واحتضنته بشده وغابت في أنفاسه..ثم أفاقت من غيبوبتها عند صفير القطار ..أودعته الله قائلة:لا عليك مني ياضناي اذهب رعاك الله وحماك…
صعد القطار وصعدت روحها معه…عادت متثاقلة الخطى وهي تردد في سرها وعلنها:
عشت ياحبيبي طيلة عمري وقلبي لك، والان ذهبت وأخذت قلبي معك

التعليقات مغلقة.