حدود الشعر وحدود الشوق
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
فتاةَ الغروبِ وبنتَ الكرامِ…..سناءَ الوجودِ وبدرَ التمام
سقى اللهُ أرضاً وطأتم ثراها…… كريمَ السيولِ وغيثَ الغمام
إذا هبَّ طيفٌ وقامتْ رياح….بعثتُ معَ الطيفِ أزكى السلام
ولمَّا وقعتم لنا في الطريق…….طريقِ القلوبِ ودربِ الغرام
أخذتم فؤادي لأرضِ الغروبِ…..ولم يكُ فيها لنا من هيامِ
فصرتُ أهيمُ بتلكَ البقاع……وأنظمُ فيها جميلَ الكلام
وعامانِ مرَّا بهذا الغرام……وزادَ اشتياقي قُبيلَ الختامِ
رآني الحبيبُ بعينِ الكمالِ…..وهذا لدينا أجلُّ وسام
وإنْ قلتُ أني أسيرٌ هواهُ……لما جازَ قولي صحيحَ الكلام
وما الشعرُ إلا وليدُ الخيال……وما الشوقُ إلا وليدُ الغرام
وما الشعرُ إلا كلامٌ جميلٌ……رقيقُ الحواشي بديعُ النظام
وما الشعرُ إلا ضياءٌ ونورٌ……يُزيلُ عن العينِ عينَ الظلام
روِيٌّ ووزنُ يُثيرُ النفوس…….وبحرٌ وحرفٌ لهُ في التمام
فلامُرسلٌ للفؤادِ حبيبٌ…….ولامُطلقٌ حازَ أيَّ احترام
فذي وجهتي والورى عالمون…..كعزمي إلى الغربِ بعدَ الضرامِ
وما الشعرُ إلا انتخابُ القوافي……تقَرُّ بها عينُ كلِّ همام
وما الشعرُ إلا انطباعُ الفؤاد…….بوزنٍ صحيحٍ ونحوٍ مُقام
وما أعظمَ الشعرَ من راغبينَ…..حداهم إلى القولِ بعضُ المرام
وقد يدفعُ الشعرَ حزنٌ عميقٌ…….ودفعُ المحبةِ أعلى مقام
وشعرُ النسيبِ لدى العالمينَ……يروجُ ويعلو لدى الاحتكام
فلاتكتبِ الشعرَ إلا مُحبَّاً…… وإلا فخوراً بكلِّ ابتسام
وحبُّ البلادِ وأهلِ السلام……سبيلُ السرورِ ونيلُ الوئام
ولم يُفسدِ الأرضَ إلا التلاحي……وظلمُ الشعوبَ بغيرِ اهتمام
وما طاحَ شعبٌ سوى من خلاف……وحنقٍ وغيظٍ دعى للحِمام
عزيزٌ بنو مصرَ بينَ الشعوب…….وما عزَّ شعبٌ سوى بالسلام
ووحدةُ شعبي عدا كلِّ شعبٍ……تسرُّ النفوسَ نفوسَ الكرام
تداعوا جميعاً إلى حكمِ عقلٍ……بغيرِ سلاحٍ بغيرِ حُسام
ومن قالَ لغواً يجئني بشعبٍ…..عدا شعبِ مصرَ بغيرِ انقسام
بلادي بلادي سقاكِ الغمام…….سلامٌ أمانٌ بغيرِ اختصام
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
التعليقات مغلقة.