حديث النفس شعر مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
نبني البُيُوتَ ورُبَّما سكنَ البيوتَ سوانا
هذي الكورونا إنْ طغتْ تُردِي الورى سرعانا
لمَّا نظرتُ منازلي شيَّدتُها نشوانا
شرقَ الهجينِ وفوقها أعليتُ لي بُنيانا
وعلى النواصي قد بدتْ ومكانُها قد بانا
حدَّثتُ نفسي قائلاً كيفَ البنا ألهانا
فأجابتِ النفسُ التي حقَّاً طغتْ أزمانا
لكنَّها صدقتْ وقد نصحتْ لنا أحيانا
ضيَّعتَ عُمْرَكَ جاهداً مُستبشراً فرحانا
تبني البيوتَ وربَّما ودَّعتَها عجلانا
نافستَ غيرَكَ فائزاً مُتباهياً نشوانا
ونسيتَ أنكَ ميِّتٌ ومُفارقٌ دُنيانا
بل رُبَّما هجَمَ الرَّدى في غِرَّةٍ أردانا
إنْ لم يكنْ هذا الوبا أفنى القضا الجُسمانا
فبقيتُ كالمذءوبِ من فرطِ الأسى أسوانا
أمشي كما المسبوعِ في دُنيا الورى وجلانا
التعليقات مغلقة.