موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

” حذاء السندريلا ” قصة قصيرة بقلم/ نجوى عبد الجواد

377

صباح الخير محمود.
صباح الخير حبيبتي.
لِمَ التبكير اليوم؟
كما تعلمين لديَّ ندوة اليوم مساء.
ما ستدور حوله الندوة مسجل عندك، وأعلنت عنه مسبقا، أظنها قصة الحذاء.
نعم نعم.لكن سأضيف في عجالة بعض ماورد عن الحذاء فى التراث الشعري و القصصي، سأضيف للعنوان كلمة السندريلا.
وماذا ستفيد الإضافتان؟
إمتاع الجمهوروتثقيفهم، والعنوان أراه مناسبا للأحداث.
وماذا لو كانت إضافتك أجمل من حكي منتصر؟
مهما كان إبداع الآخرين فحكي منتصر له الغلبة.
لماذا؟
احضري وسترين.
قل لي الآن، مشتاقة للسماع.
هذا الشوق هو الذي سيأتي بكِ.
بين الجمهور وجدها مساء، لقد سبقته لتحظي بمكان بين الجمهور، ابتسم وبدأ يخاطب الحضور ويتنقل معهم من الشعر إلى القص، وحظ الحذاء الذى ناله فيهما إلى أن قال :أما منتصر الفلسطيني فينقل لنا قصة الحذاء – والتي من الممكن أن نسميها حذاء سندريلا – على لسان صبي فلسطيني يدعي أحمد فلتستمعوا له .
يقول منتصر :أحمد صبي فلسطيني يصدح صوته فى الإذاعة المدرسية، يلقى كلمات من إبداعه، يحاول كتابة القصة والمقالة ويشجعه معلموه ووالداه وهو متابع لصفحتي. دعاني لرؤية صفحته وإبداء رأيي، ظلت الدعوة معلقة، لم أرها إلا صدفة وكان قد كتبها بعد السابع من أكتوبر بأيام ، دخلت صفحته من باب التشجيع له فوجدتني خرجت منها بوجه غير الذي دخلت به، وإليكم منشوره الأخير.
يوم الجمعة يوم مقدس عند المسلمين، وعند أسرتي سبب آخر للتقديس أضيف للسبب العام؛ فبعد الصلاة نتحلق حول المائدة في صراع وتنافس وبخاصة الأخوة الصغار، من يكون الأقرب لطبق اللحم، من ينال حصة أكبر من الأرز، ينظم أبي جلستنا وتقف أمي بالقرب منا، من يريد مزيدا من الخضار يا أحبابي؟، الأرز بالكاد يكفي، كلوا معه خضارا وسلطة، كل واحد طعامه أمامه، لا تمد يدك لطبق غيرك . هكذا تعلق أمي على تصرفات أخوتي، يدعوها أبي للجلوس فلا تستجيب إلا بعد أن نفرغ جميعا لتحمد ربها على مادخل جوفها مما تبقى منا!.

أترك الدفتر والقلم وأجرى خلف الصغار، أحاول إخراجهم من الغرفة، أنجح في ذلك، لكنهم يصرخون يستمرون في الطرق على الباب، أفتح لأنهرهم، تشير إلىَّ أمي بالهدوء وتحاول إسكاتهم كالعادة حتى أنفرد بدفتري قليلا، تشجعني وأبي ولاعائق لي سوي هذا الزحام في البيت الصغير. زينب، عمرو، مني، أحبابي، هيا. تقول أمي
نريد اللعب في الحجرة. يرد أخوتي الصغار.
بعد قليل يا سندريلا سأجعلك تلعبين. هكذا أحاول مع زينب.
الكعكة تنادينا في المطبخ من سيلبي أولا؟
أنا.
بل أنا.
وأنا كذلك.
حسنا هلموا جميعا. حمدت الله ذهبوا مع أمي وبعدها سينطلقون ليأكلوها خارج البيت. هممت بغلق الباب حينما قابلتني ابتسامة أبي :كنت تتمنى بيتا أهدأ من هذا.
لم أرد على أبي، ربما نابت عني ابتسامة باهتة لا أدرى عمّ أعبر بها. تدري يا أحمد أننا محتَّلون وأن العدو يقاتلنابالسلاح، ونحن سلاحنا البشر. ننجب رجالا يقاومون، ونساء تربين الرجال على تحرير الأرض.
أتفهَّم ذلك يا أبي.
كم تمنيت أن أقدِّم لكم حياة أفضل، ومعيشة أكثر سعة.
أولم تفعل؟!
صوت أمي من الداخل. تكمل :كل لبنة في هذا البيت تشهد أنك زوج محب وأب حنون، ما بخلت علينا يوما بمشاعرك ولا بصحتك، تذكرنا وتنسي نفسك، حياتك كلها من أجلنا فماذا ينقصنا يا أباأحمد؟!
أراقب المشهد بإعجاب.
عهدتك راضية دائما، مدبرة، ما سمعت منك تأففا، ولا أشعرتيني بعجزي عن الوفاء بمطالب البيت يوما.
حبيبنا ليس بعاجز، والرزق من عند الله، نحن راضون بما رزق سبحانه، أليس كذلك يا أحمد؟ سمعت اسمي فخلعت نفسي من المشاهدة والإعجاب، إلى المشاركة في التسرية عن أبي.
نعم يا أمي، الحمد لله على نعمه علينا. بارك الله فيك يا بني، ادخل واغتمم الفرصة، العصابة في الخارج. تضحك أمي وأشاركها وأبي.
الآن عرفت من أين آتي بالكلام الجميل كما يقول المعلم، وبالمشاعر الفياضة كما تعبر أمي عن إعجابها بما أكتب. صرخات تأتيني من الخارج. أعرف مصدرها، إنها سندريلا آه من شقاوتها. يشرع في الكتابة، لم يفكر في القالب بعد، سيكتب وبعده يقرر وينقِّح، سيترك نفسه على سجيتها.
أحمد، أحمد
صرخاتها تأتيه من أسفل الشباك في الخارج، تتبعها طرقات، يبدو أنها تشاجرت مع عمرو أو أولاد الجيران. أمه غفت قليلا، يسرع ليفتح لها حتى لاتوقظ أمه.
ماذا حدث يا زينب؟
بين دموعها تشير إلى الحذاء، داس على قدمي الحذاء…
يأخذها إلى المطبخ بعيدا عن حجرة أمه
سأنظفه لك، سيكون جميلا جدا.
يرفعها على رخامة المطبخ ويأتي بالملمِّع،ويشرع في تلميعه، يدخل باقي أخوته ويشاركونه بالعمل والضحكات المكتومة حتى ضحكت زينب وعاد لها هدوؤها. وعاد حذاء سندريلا للبريق مرة أخرى.

لا أحد يملك شيئا في بيتنا نتشارك الملابس الأحذية و الحقائب ثم تصل فيما بعد للأصغر سنا، جميعنا راضون، لا أحد تمرد سوي زينب، لم يعجبها الحذاء الذى تلبس، إنها تريد حذاء السندريلا الذى تراه في الكارتون.
تضحك أمي وتقول حينما تكبرين يا زينب سنحضر لك مثله.
لا فائدة، لاتقتنع، طلب يتكرر يوميا حتى أطلقنا عليها سندريلا. في يوم قريب حضر أبي حاملا علبة وأخذ ينادي على زينب عدة مرات، دفعنا الفضول للخروج جميعا، لم يكن يشبه حذاء السندريلا، لكنه كان يضيء ويصدر منه صوتا موسيقيا مع كل خطوة تخطوها، سعدنا جميعا لسعادتها ومنذ ذلك اليوم صار الملمِّع خاصا بحذاء زينب فقط، لاينبغي لذرة تراب أن تزوره وإن فكرت كانت صرخات زينب أقرب منها وكان الملمِّع أسرع إليها.
تخرج أمي عن هدوئها، يبدو الغضب على قسمات وجهها، توجه لنا اللوم جميعا، الحذاء متسخ، هذا لن يعجب زينب، ستغصب وتبكي، كيف تتركونه هكذا. تعمل بهمة، لا تستجيب لمحاولات أبي إيقافها، ولا تتفاعل مع نشيج عمرو وحسناء، ولاصمت القبور الذى تلبسني وأخي، ولا تركز فيمن حولها، لقد انتهت من إحدى الفردتين، تعيد المعاينة، جيد، بقيت الأخرى.
يكفي، يكفي. يصيح أبي.
تتحرك بهستيرية، صدرها يعلو ويهبط أنفاسها متقطعة، ومحاولات أبي لإبعادها بحنان مستمرة. أخيرا توقفت وألقت نظرة على الحذاء :نظيف، هل يعجبك يا زينب صار مثل حذاء السندريلا، يعجبك أم أستمر؟.
من الحذاء إلى وجه زينب تنتقل نظراتها. من الذي غطي وجهها تختنق هكذا، ارفعوا الغطاء ارفعوا الغطاء، انهضي وسيري بالحذاء لتنيري حياتنا، لن ننزعج من صوت الموسيقى، تحركي به كما تشاءين، ردِّي عليّ يا زينب. وجدتني أحضن أمي وأحاول وأبي إخراجها وأنا أهتف إنها شهيدة يا أمي، صبر جميل، صبر جميل . صرخت أمي دعوني أودِّعها، اتركوني معها قليلا.
الجميع حولها يبكي
تلوح مع النظرة الأخيرة :السلامة يا قلبي.
صارت أمي مدمنة للكرتون ولا يمر يوم إلا وتشاهد السندريلا. ومن اليوم التالي لاستشهاد زينب لم نر أبي، إنه مع المقاومة يثأر لزينب ولكل زينب. أما أنا فقد صارت دموعي مدادا على الورق يحكي قصة عنوانها حذاء السندريلا.
لم يجد منتصر تعليقا يكتبه لأحمد سوي دموع تتساقط من عينيه. وكلمات مقتضبة :يشرفني وجودي بين أصدقائك يا أحمد.
تصفيق حار من الجمهور، تصفق الزوجة واقفة صدقت بروفسور، عرفت الآن لم حكي منتصر مختلف. أومأ إليها برأسه وشكر الحضور وأعلن عن قصة منتصر القادمة والتي عنونها ب”المقاتل الأنيق”

التعليقات مغلقة.