حروف الهجاء في اللغة العربية وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها د.وجيهة السطل
حروف الهجاء في اللغة العربية وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها د.وجيهة السطل
يُقدّر عدد المسلمين في عام ٢٠٢١م الحالي بأكثر من ملياري مسلم على مستوى العالم، أي ما يعادل أكثر من ربع عدد سكان الكرة الأرضية.
لذا فإن للغة العربية مكانتها المقدسة بين اللغات في جميع أنحاء العالم، فهي لغة القرآن الكريم والحديث الشريف، وهي اللغة التي يتعبّد بها هؤلاء المسلمون الله. فبها تُؤدَّى الصلاة والشعائر الدينية. وقد احتلت اللغة العربية مركزًا متقدمًا في ترتيب اللغات الكثريات انتشارًا في العالم.
ولكل لغة أبجديتها، أي حروفها واصواتها التي تتكون منها ألفاظها ودلالاتها، وأساليب التعبير الخاصة بها، والتي تحتوي على فلسفتها الخاصة.
ويمكن تعريف الأبجدية العربيةبأنها الحروف التي يتم استخدامها خلال الكتابة في اللغة العربية
وحروف الهجاء العربية مكتوبة تضمّ ثمانية وعشرين حرفًا كما تذكر المعاجم. وقد كانت الهمزة وألف العلة محل خلاف كبير بين العلماء.فهل هما حرفان أم حرف واحد؟
قضية عدد الحروف العربية:
كانت هذه القضية محل خلافٍ بين العلماء.
قديمًا وحديثًا. فقدفهم بعض العلماء أن المقصود بالهمزة هي الألف، بصورة أخرى متحركة. ،وأطلقوا عليهما الألف المفردة والألف المهموزة.ولكنهما في العدّ واحد.
حيث رأوا أن الألف إذا تحركت تُسمى همزة، أما إذا لم تتحرك فهي ألفٌ.
وقد استعيرالرمز(ء) المقتطع من حرف العين، للمح صفة مخرج الهمزة،مجاورة لمخرج العين؛
ليوضع فوق الألف أو تحتها دلالة على حركة الألف الممدودة. ، وحتى لا يحدث لبسٌ بين ألف المد والهمزة في منتصف الكلمة ونهايتها. فأصبحت الألف تُكتب بشكلين هما: ( أ / ا ).
ولقد أيد هذا الرأي، العالم الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي استخدم حرف ( ء ) حتى يفرق بين الهمزة وألف المد، وأيضًا ابن هشام في (المغني) الذي رأى أن الألف هو حرف مشترك بين ألف المد والهمزة.
ولذلك قسموا أبواب معاجمهم إلى ثمانية وعشرين بابًا بعدد الحروف.
ومن المعاصرين الذين أيَّدوا هذا الرأي الكاتب عباس حسن والذي رأى أن الهمزة ليس لها أية صورة في الخط، ولذلك لا يُكتب هجاؤها إلا عندما يبدأ الكلام بها.وأرى أنه هنا يخص بالذكر همزة الوصل، وليس ألف العلة.
وهناك فريق آخر من العلماء قديمًا وحديثًا ،يرون أنّ عدد حروف الهجاء تسعة وعشرون حرفًا.
ومن المؤيدين لهذا الرأي : سيبويه، وابن سنان الخفاجي، والإمام مكي بن أبي طالب، وابن جني الذي كان يضع ألفًا قبل الياء في الترتيب الأبجدي وكان يُسميها بـ (لا)
ياء.
ويبدو أن التعليم في النصف الأول من القرن العشرين،كان يعدها تسعة وعشرين حرفًا، وكانوا يسمّونها (لا)كما ذكر ابن جني. لأنني أذكر أن والدتي – رحمها الله ، وقد تعلمت بدايات التعلُّم، ولم تستكمل تعليمها-. كانت تردّد أمامنا بفخر حروف الهجاء التي تعلمتها ، وآخرها لام الف(لا ) ياء. .
يرى هذا الفريق من المعاصرين-وانا معهم ، وكثير من معلمي اللغة العربية،والمهتمين بها- أن هناك اختلافاتٍ جوهريةً بين الألف والهمزة في الاسم والمخرَج والصفات الفيزيائية ، وذلك لأن الهمزة حرف شديد انفجاري، بينما الألف حرف هوائي رخو.
وتساءلوا في حجة دامغة إذا كانت الألف هي الهمزة بالفعل فلماذا تأتي مرة على الواو ومرة أخرى على السطر، ومرة أخرى متكئة على مايشبه شكل الطياء؟
واقول كذلك: إن للهمزة اسمًا خاصا بها ،ولها أبحاث مستقلة في علم الإملاء تبييِّن طريقة رسمها في الكلمة، (الهمزة في أول الكلمة، والهمزة المتوسطة،
والهمزة المتطرفة. وذلك حسب ترتيبها في الكلمة؛ وتسمى في حروف الهجاء في بعض الأحيان الألف مجازًا لأنها تُرسم على الألف في أول الكلمة، فضلًا عن قابليتها للحركة.
كذلك فالهمزة حرف صامت في التقسيم الصوتي لأصوات اللغة العربية؛ أما ألف المدّ فهي، مع واو المدّ ويائه ،حروف صائتة في علم الأصوات، لأن الألف فتحة طالت صوتيًّا ،والواو ضمةطالت صوتيًّا، والياء كسرةطالت صوتيًّا. وسمّاها النحاة حروف العلة،لأن اللغة العربية عمدت إلى التخلص منها، إذا ما واجهت أي خلل في موسيقية اللفظ الواحد، أو اللفظين المتجاورين.
ولأن الألف ساكنة ولا يمكن البدء بها،أو كتابة صوت نطقها، فقد اضطروا لإدخال حرف اللام عليها حتى يمكن نطقها، فأصبح رمزها( لا)،أي أن صوتها هو الذي ينطق بعد اللام.
وأودّ لو أن أصدقائي من القائمين على تدريس اللغة العربية للاجانب،يتحدثون عن تجربتهم مع هذين الحرفين. ولو سألتموني الرأي لقلت إن التاء المربوطة حرف مستقل في اللغة العربية، له شخصيته ومواضعه في اللفظة العربية.فله رسمه المستقل متصلًا بما قبله (جميلة) او منفصلًا عنه (وردة) .وهو يتارجح في الصوت نطقًا بين التاء المفتوحة والهاء في انسيابية الكلام أو الوقف.
فالتاء المبسوطة أو المفتوحة،تنطق تاء في الحركة وفي الوقف على سكون. أما التاء المربوطة فتنطق هاء عند الوقف، وتبقى حِلْيَتُها التي ربطتها بالتاء المفتوحة وهي النقطتان فوقها. وحين حار الجيل المعاصر متى سيضع نقطتين للهاء فتصبح في نطقها تاءً، ومتى نجردها منها فتصبح هاء. أعطيناه مفتاحًا صوتيًّا فقلنا : صل بالكلمة ياء المتكلم فإن نطقتها تاءً فهي المربوطة(لعبتي -لعبة) وإن لا فهي الهاء بلا نقطتين.
(وجهي – وجه)
أرجو ألا أكون قد أطلت في حديثي إليكم.
أنتظر آراءكم.
ولكم تحيتي ومحبتي
التعليقات مغلقة.