حروف جديدة
بقلم/ إيمان أحيا
في مكان يشبه الغرفة هكذا وصفها لي من حدثوني عنها ،على اي حال نعود الى المعلمة لا يعنينا المكان في شيئ ،امرتنا المعلمة ان نفتح كراساتنا ، سنتعلم اليوم الحرف قبل الاخير في الحروف الابجدية رسمت المعلمة شكله على السبورة واخذت تقص علينا حكاية حرف الواو وقالت سنتعلم اليوم كلمة جميلة من اجمل الكلمات، تعجبنا لما قد يكون لكلمة او لحرف جمال خاص ألا تتشابه كل الحروف ! كنا قد سألنا فلم نحتفظ بتعجبنا لأنفسنا بالطبع ،اجابت المعلمة من فورها وكأنها كانت على يقين مسبق بتعجبنا، رسمت الحرف بخط كبير ملأ السبورة وبداخل دائرته كتبت كلمة وطن شعرنا بالسعادة فالكلمة فقط من ثلاثة حروف وهذا يعني ان تكرارها لن يكون ثقيلا على ايدينا، ليحمل احد تفاصيل يومنا بعض اليسر هكذا حدثنا انفسنا .
قالت المعلمة هل تعرفون معنى هذه الكلمة ؟ اجبنا جميعا: لا، قالت حسنا سأخبركم : الوطن بقعة ارض في مكان ما يحتضن صرخة ميلادنا، اولى عثراتنا ميلاد احلامنا ،يحده اماننا ،وربما يحتضن بحرا او نهرا او صحراء ،وقد يكون هواءه حارا او باردا او معتدلا نحبه في كل حال رغم كل شيئ، لنا فيه بيت يأوينا يتضاعف به اماننا ، فهو مكان ما يشبه احضان امهاتنا،
والان هل فهمتهم ماذا تعني هذه الكلمة ( وطن)؟
أجبتها متلهفا ظنا أنني قد فهمت : نعم يا معلمتي انتِ تقصدين هذا المكان.
بمرارة كان لابد ان تنطق المعلمة: لا يا بني لقد التبس عليك الامر هذا( مخيم ) ، وطن جديد بحرف الميم .
التعليقات مغلقة.