موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حسرة..بقلم.دلال أديب

162

حَسَرة


بقلم دلال أديب


لم تهز أصوات القذائف في مشاعره قيدُ أنمله..ولم تخيفه وهي التي كادت أن تودي بحياته أكثر من مرة..ولم يثنه أي شيء عن أداء واجب فرض عليه كما شباب وطني الجريح.
فقد كان وطنياً بكل ماتحمل هذه الكلمه من معنى .لم يترك قط نوبة حراسته ولا لأي أمر مهما كان صعباً..
في ذلك اليوم المشؤوم كان قد انهى مهمته في الحراسه وذهب ليرتاح بعد يومين من الأرق والحذر الذي ينهك الجسد….
استيقظ على صوت هاتفه يرن
نظر للشاشه وتناوله بسرعة مجيباً:
-حبيبتي كم اشتقت اليك طمنيني كيف حالك ؟….
لكن المتصل قاطعه قبل ان يكمل غزله المعتاد عندما يكلمها
-مساؤك سعيد أنا جارتكم؛لااعرف ماذا أقول ولكن كان لابد أن أتصل
-هيا تكلمي اين حبيبتي ولماذا أنت من يتصل؟
أرجوك لاتقولي أن قذيفة سقطت على البيت..لاتقولي أرجوك انا لاأستطيع الحياة بدونها.
-هون عليك يااخي انها بخير وأرجو أن تبقى كذلك..لكنها حالياً بالمشفى ومن واجبي اخبارك..
-أعطني اياها لأكلمها..
-أسفه لاتستطيع التحدث اليك وعليك المجيء بسرعه
-مابها؟؟
-عليك أن تأتي وكفى..لاأستطيع أن أشرح لك على الهاتف..
ترك الهاتف من يده فقد كان الخبر أصعب من قذيفة وقعت فمزقت جسده..لقد مزقه الخبر وشتت أفكاره..هدّه فلم يعد يقوى على الحركه وخارت قواه
كيف لا؟؟وهي كل شيء له في الحياة.لم يشعر بطعم الامان،ولم يذق حلاوة الحب ولمة العيله الا معها،فلقد خذلته الحياة منذ نعومة أظفاره لقد فقد والديه في حادث سير أليم وتربى يتيماً عند أجداده الذين فقدهم الواحد بعد الاخر وهو مازال في ريعان الشباب فعاش وحيدا يصارع الحياة وهمومها..
حتى تعرف الى مريم فكانت العوض عما فقده ومنحته الحب المليء بالحنان والاحترام لقد كان يكبرها بعشر سنوات إلا أنها أحبته حباً فيه من الاحترام الكثير وبادلها هو ذات الشعور وأكثر كان لها كل شيء العقل الراجح الذي تلجأ اليه وهي له الصدر الحنون الذي يضع رأسه عليه ليرتاح من تعب الحياة..
وحدثت الحرب وعمت ويلاتها على الجميع وفي أحد الايام تم القاء القبض عليه عندما كان عائداً من عمله بدعوة الاحتياط وتم تحويله لقطعه عسكريه ليخدم فيها عسكري احتياط وكم كان لوقع الخبر عليها من صدمه فهي لم تعتد غيابه ولاتستطيع العيش بعيدا عنه وأخدت تتمارض شيئاً فشيئاً حتى استفحل وتمكن منها المرض لكنها لم تكن لتخبره بذلك فهي تخاف عليه …
أما الان وقد علم بالخبر فعليه الذهاب ودون أي تأخير ترك مهجعه وركض الى قائده طالباً اجازة شارحاً له السبب..ذهب لأقرب محطه واستقل سيارة خصوصي وطلب من السائق أن يسير بسرعة لكن الطريق الذي سيقطعه يستغرق الساعتين..
كم كان الطريق طويل ومؤلم..
كانت عيناه معلقة بالسماء داعيا ربه أن يشفيهاليعود فيلقاها كعادتها بنشاطها وحيوتها التي اعتاد عليها في كل اجازة..كم أحبها …
وصل فأسرع للمشفى ودخل كالمجنون ليجد أمامه ماكان يخافه فالموت كان أسرع من سيارته وطريقه اليها أقصر من الطريق الذي قطعه..
جثا على ركبتيه أمام جسدها البارد احتضنها بقوة ظناً منه أنه يستطيع ان يعيد لقلبها الدفء لينبض من جديد ولروحها الطيبه الحياة لتعود وتلقاه..
وضع رأسه بجانب رأسها قائلا:
انت بداياتي ونهاياتي..أنت اسطورتي ،ياأجمل حماقاتي وجنوني ياضلعي الثابت وأتكائي الذي لم يملني يوما..
آه..ياحنونتي كم أود لو أحيطك بذراعي وأهرب بك بعيدا عن الموت وأصرخ بالجميع دعوا حبيبتي،دعوها تعيش بسلام أرجوكم امنحوها الحياة فهي تستحقها فكم عانت وكم تألمت.
لم أكن أعلم أيتها الغاليه أنني سأقف عاجزا لااستطيع أن أرفع عنك ألماً او أمنع قدراً أحمقاً أصابني قبل أن يصيبك..
كم تمنى لو يستطيع أن يعيد لهذا القلب الطيب نبضه ولتلك الوردة التي تفتحت في خريف عمره حيويتها لتتفتح من جديد
لم يتمالك نفسه فسقط على الارض وتابع حديثه:
حبيبتي عودي أرجوك..سأعترف لك لقد أحببتك ،انا أعلم انك عانيت من قسوتي وجفاف عاطفتي الكثير .وانني لم أشعرك يوماً بذلك لكن أقسم لك بكل لحظه جميله قضيناها سوية أنني أعشقك حد الجنون فأنت الحياة الجميله التي لم أعشها الا معك..كنت لي أماً معك شعرت بالحنان وكنت خير زوجة منحتيني حباً جميلا وأمسك بيدها يقبلها للمرة الاخيرة وإذ بورقة تسقط على الارض من يدها تناولها وأخذ يقرأ ودموعه تسيل على وجنتيه:
عندما ستقرأ هذه الرساله ربما أكون قد فارقت الحياة فأنا أعلم أنها لحظاتي الاخيرة قاتل الله المرض لقد دمرني ولم أشأ أن اخبرك بذلك..اعذرني وسامحني خبأت عنك ذلك لاأريدك ان تحمل همي وأنت بعيد عني..
سامحني ياتوأم الروح واغفر لي ولاتحزن فأنا أحببتك وسأحبك بعد مماتي رفعت الاقلام وجفت الصحف…
بكى فوق سريرها..بكاها وبكى قدره الاحمق ففي رحيلها انتهى كل شيء..الحب والحنان وبذلك ينتهي اجمل فصل من فصول حياته…

التعليقات مغلقة.