موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حسين بن منصور ماسينيون بقلم الدكتورة / شيرين الملوانى

289

حسين بن منصور ماسينيون

بقلم الدكتورة / شيرين الملوانى

يا أبت إغفر لهم ؛لأنهم لا يعلمون ما يفعلون”سيدنا المسيح)….” ربى قد إجتمعوا لقتلى تعصباً لدينك، فأغفر لهم فإنك لو كشفت لهم ما كشفت لى لما فعلوا ما فعلوا”(حسين بن منصور الحلاج)- لحظة صلبهما -…هكذا نجح المستشرق الفرنسى الكاثوليكى لويس ماسينيون عالم الآثاروالإسلاميات والدبلوماسى والأستاذ الجامعى فى كوليدج دى فرانس -الجامعة الأعرق من السوربون -على إيحياء الحلاج وإعادة بعثه بعد سنوات من الظلم للأخير؛ كرس ماسينيون حياته للبحث فى التصوف وجمع تراث الحلاج وربط بين مبدأه فى حب الله وتضحيته عند موته بمنهج سيدنا المسيح مُطلقاً عليه ( الحلاج المسيحى بالشوق).
وكما ظُلم الحلاج ؛ظُلمت حركة الإستشراق الغربى بجناحيها العلمى والإستعمارى ؛فالجناح لأخير إستحضر رفضها والتشكيك فى نواياها،فماسينيون الذى ناصر الإحتلال الفرنسى فى الجزائر بكل قوته وكان ذى ميول مثليَة فى بدايات حياته ؛تحول مساره عام 1908 عند إنجاز مهمته فى بعثة للتنقيب عن الآثارالقديمة فى العراق ؛إثرتعرضه للإعتقال من السلطات العثمانية وإتهامه بالجاسوسية ؛سُجن وعُذب وأُقتيد على متن سفينة فى وادى دجلة لتفيذ إعدامه حيث شاهد رؤيا روحانية مبشرة له بالنجاة ، تدخلت بعدها أسرة الآلوسى العراقية العريقة بوساطة وأنقذته وكفلته ؛وخرج من محنته بفكره الروحانى الذى لم يخمد فذهب الى أعماق الأشياء وترفع عن مظاهرها الخادعة وأحب الثقافة العربية حباً جماً ؛ أدهشه الطابع الأخوى للإسلام وإكتشف أن هذا الإخاء غير مقصور على المسلمين إنما يشمل كل المؤمنين بالأديان السماوية الأخرى والمسيحيين خاصة ، فأطلق لأبحاثه العنان رافعاً شعار (الحضارة الإسلامية ، حضارة إنسانية ) تحترم الإنسان فى العموم قائلا… “ جذبنى الشرق إليه،بماضيه الحافل بالديانات فإذا أنا غارق فيه الى قمة رأسى؛وإذا فلاسفة الإسلام ومتصوفوه يحظون جميعاً بالقسط الأكبر من تفكيرى منجذباً نحو المنبع الأول الذى استقى منه هؤلاء الفلاسفة تصوفهم وفلسفتهم” ،من هذا المنطلق بدأ ماسينيون فى نشر كتاباته ورحلته السامية بإيجاد نقاط تلاقى بين الأديان الإبراهيمية الثلاث مهتماًبالأماكن الجامعة لهم والمشتركة بين المسلمين والمسيحيين كالقدس ومقام إبراهيم فى الخليل ومزار أهل الكهف فى الأردن ؛ودعا لحج إسلامى – مسيحى عام 1954 كوسيلة تقارب، ولعل رسائله المتبادلة لمدة اربعين عاماً مع رفيق عمره بول كلوديل أبلغ دليل على ذلك رغم كونها طُمست أغلبها، توحد الصديقين فكرياً وثقافياً على الروحانيات ودراسة الفكر الإسلامى لكن تخالفا على نقطة وحيدة عند إعلان دولة إسرائيل عام 1948 حيث رفضها ماسينيون وإعتبرها كلوديل تحقيق للنبؤة اليهودية وتحسب للمستشرق المتصوف كلماته فى مقدمة تقويمه للعالم الإسلامى حيث كتب: “ نسينا إلتزامنا بكلمتنا للعرب ولم تعد تقودنا إلا المعدات”إعتراضاً منه على وعد بلفور…عزز ماسينيون فكره عندما قام بتأسيس لجنة فرنسا -المغرب وناضل من أجل إطلاق سراح السجناء السياسيين وأسس دراسات التصوف الإسلامى فى كوليدج دى فرانس بما ساق له مبدعى الشرق للإستزاده منه ومنهم عميد الأدب العربى طه حسين الذى تتلمذ على يديه.
ترفع الحلاج عن الدنيا؛ سعى للبحث عن الخالق فى النفس البشرية ، كانت له مغوثات ودعائه مجاب ؛عاش ملعوناً بقوله (أنا الحق ) ولم يجتهد أحد لما وراء الجملة ،كان التطرق لسيرته نجس، سُجن وعُذب وصُلب وقُطعت أوصاله ،أُحرق بعد مماته وتناثرت رفاته فجمعها مستشرق كاثوليكى مسيحى ؛ترجم أقواله وسيرتة ومنهجة فى التصوف للغة الأوروبية؛ سخر مسيرة غاندى ودى فوكا لخدمة الروحانية بين أبناء إبراهيم؛ولم يعد الحلاج من يومها زنديقاً مطلقاً…فلا تظلموا المستشرقين ؛فما خلفته تلك البعثات بأفرادها من علم وخدمة للحضارة الشرقية أكبر بكثير من التشكيك فيها أو أن يتم إتهامها بأغراض تدميرية ولكم فى سلف المستشرقيين ( جوستاف لوبون )أسوة…. إعملوا العقل والإنسانية.

التعليقات مغلقة.