حصة البحر..
بقلم عبير عبد المنعم
غادر ضعفك بهدوء شديد
أغلق خلفك بابه
مولياً قلبك..ناحية البحر
قف أمامه
كتلميذ يتعلم درساً..
أسمه الحياه..
يقول البحر..
الخبز والزيت ،شباكك الأعرج
و قصاصاتك التائبة..
هم مدارك
فرحٌ بأشيائك
لوح للأمس من قريب..
أخبره عن تلصصه الغير مبرر..
ثم أنسحب بخفة للضفة الأخرى
ما بعد الخمسين خطوة
تقاسم شعرك بين الضفتين
ولا تنس الخبز والزيت وشباكك الأعرج..
يقول البحر..
خلسة انسحب وحدك
فستذهب وحدك..
حين تدق أجراس العودة
شدّْ عروق المسافات..
وانتظر..الفجر الأنيق
مزق دفاتر حصصك القديمة
افتح دفترا جديداً
فلا إحصاء ولا فيزياء ولا مؤامرات
فقط إملاء..
فاكتب..
بين قوسين
(خمسون عرشاً لم يفقهوا
حديث الشمس من المشرق)
فربما ما بعد المشرق من روي يفقهون
أكتب؛
أنا البحر.. أعرف الكثير
مسجون بين ضفتين
لكني أسافر كثيرا عبر الدهر
فتعلموا لغة السجين..
من الأن
لا شأن لي بك
فلك ما تشاء
ولي المراسي والسحاب والمطر
لي النوارس والموج وأسرار السفر
لك ما تشاء
من الدفاتر والعناد والبوح الحذر
لا حلم لي
الحلم لك
حرا..
إنسحب
واشرح الدرس للعابرين
التعليقات مغلقة.