حضارةٌ بلا قِيَم … محمد البيلي
حضارةٌ بلا قِيَم
بقلم محمد البيلي الرياض – كفر الشيخ
———————–
لاصوت يعلو فوق صوت كورونا
فالعالم قبل الكورونا شيء
وبعده شيئاً أخر
فكورونا هذا المخلوق الضعيف الذي
لا يرى بالعين كشف أكذوبة مايسمى بالدول العظمى
مبدئيا وإحقاقا للحق لن ننكر بأي حال من الأحوال دور الغرب في تقدم البشرية في عصرنا الحديث
نعلم جيدا أن لكل دور ثمن
وأنه لايوجد دولة تستطيع أن تقوم بدور مؤثر في عالمنا إلا إذا قدمت ثمن لهذا الدور
والغرب قدمو مايسمى بثمن الدور من إختراعات وتكنولوجيا لاينكرها إلا جاحد فهذا أمر لاخلاف عليه
لكن الجديد أنهم قبل أن يصدرو لنا إختراعاتهم صدرو لنا نظرية أنهم أصحاب اليد العليا في كل شيء وماسواهم هو العالم المتخلف أوالثالث كما أطلقو علينا
والمؤسف أننا تشبعنا بهذه النظرية بل وتربينا عليها فيما يسمى بعقدة الخواجة التي تؤكد لنا دائما أن مايقوله الغرب هو الصواب
ومايفعله الغرب هو الصحيح
لدرجة أنه كلما حدث لنا شيئا كبيرا كان أم صغيرا توهمنا أنها مؤامرة دبرها لنا الغرب وكأنهم ألهة تقول للشيء كن فيكون
حتى جاءت الكورونا لتكشف لنا ضعف أصنامنا التي صنعناها بأيدينا
جاءت الكورونا لتثبت لنا أن مسمى الدول العظمى ماهو إلا أكذوبة كبرى
أمريكا على سبيل المثال كبير العالم وحامي حماه بزعمهم
فشلت فشلا ذريعا في مواجهة هذا الفيرس الضعيف حتى وصلو في أيام معدودات الى مايقرب من
2 مليون إصابة
وأكثر من 100 الف حالة وفاة
وفقدان أكثر من 40 مليون شخص لوظائفهم
فعن أي زعامة يتحدثون
ولم ينتهي الأمر عند عقدة الخواجة التي صدروها إلينا والتي تربينا عليها بل تعدى هذا عندما
صدرت لنا أمريكا نفسها على أنها أيقونة الديمقراطية ورمز الحرية ونبراس الإنسانية وهم يقتلون مواطنيهم الأبرياء لا لشيء إلا
لان هذا صاحب بشرة بيضاء وذاك صاحب بشرة سوداء
مما أدي الى تفجير موجات الغضب بسبب تراكم الظلم وغياب العدالة وإهانة الكرامة بسبب العرق أو اللون
والأدهى من ذلك فشلهم الذريع في السيطرة على هذه الإحتجاجات القائمة حتى الأن
والتي جعلت ترامب يهدد بنزول الجيش لقمع المتظاهرين أو إطلاق النيران عليهم لتفريقهم إذا لزم الأمر
وحتى الشعب الأمريكي نفسه مدعي الفضيلة والرقي قام بأعمال شغب وتخريب وحرق للمحلات والمنشآت التجارية وسرقتها ضارباً عرض الحائط بالتباعد ولبس الكمامات
حتى لجأ ترامب الي مخبئ طوارئ سري خوفا من المتظاهرين
فعن أي فضيلة وأي رقي يتحدثون؟
هل هذه هي الديمقراطية وحقوق الحريات ؟
وماذا أبقيتم يارعاة الحرية والديمقراطية لمن تسمونه بدول العالم الثالث
لم يتبقى سوى أن تخرج علينا ياترامب بمقولة
الأن فهمتكم ،،
أم بمقوله …. من أنتم ؟
ولم يتبقى أيضا إلا أن يخرج علينا الشعب الأمريكي بمقولة
هذه جمعة الغضب
وتلك جمعة الرحيل
أو يطالعنا أحد الأمريكيين بقوله هرمنا في إنتظار هذه اللحظة التاريخية
كي نقضي نهائيا على أكذوبة الدول العظمى ونتعايش جميعا كبشر لافرق فيهم بين أبيض أو أسود أو عالم أول وعالم ثالث
بعد أن كشف لنا النقاب عن التحضر الخارجي المزيف لهذه المجتمعات القائمة على ثرواتنا وتبعيتنا لهم تحت شعارات زائفة
فهل مافعله فيرس كورونا سيكون فرصة للتخلص من الهيمنة الأمريكية على عالمنا العربي ….أظنها أحلام جمعها الشاعر في قوله
قال لي صاحبي وجدت كتاباً
قلت ….. لا يخدعنك العنوان
قال عنوانه الكبير سلاماً عالمياً
قلت ………….. إنجلى البرهان
إنما هي ……… أكاذيب عصر
يتلهى ………..بأمره الشيطان
أمتى فيه كالسجينة
تبكي وتعاني مما جنى السجان
فوقها صخرة من الوهم كبرت
وعليها ……. من لهوها قطبان
واااااه من ما ترى عين محبٍ
في زمان يعز فيه الجبان ،،
التعليقات مغلقة.