حظك اليوم قصة قصيرة بقلم/ هالة علي أبو الدهب
قصتي القصيرة تلك كتبتها قبل ظهور الشبكة العنكبوتية
ووسائل التواصل الاجتماعي.
عندما كانت وسائل المعرفة محصورة ما بين
جريدة ورقية او مجلة او الاذاعة والتليفزيون.
وكان التليفون والبريد والتلغراف هم
وسائل التواصل المتاحة.
لذا سياق الكلام يعكس تلك الفترة .
و إليكم القصة
وقفت أمام المرآة القابعة بجوار باب الشقة
والتي صممت أن تكون بطولها ليسهل عليها
رؤية الخياطة في جوربها التُل وتضبط مكانها
في منتصف ساقها.
لقد كانت أنيقة في كل شيء، تُدقق في مظهرها
قبل أن تغادر البيت.
وقفت تضبط أحمر الشفاه ليُظهر جمال شفتيها.
تذكرت عندما أتاها زوجها بهدية وحين فتحتها
وجدتها أحمر شفاه.
قال لها أنه يُحب هذا اللون ويُحب أن يراها تستعمله.
من وقتها أصبح لونها المفضل.
نزلت مسرعة لتلحق حافلة الشركة لتوفر على نفسها
انتظار حافلة النقل العام التي قد تتسبب في تأخرها
عن عملها.
جلست في مكانها المعتاد … نظرت إلى المقعد بجوارها وتبسمت بأسى.
فهذا المقعد كان يجلس عليه زوجها قبل أن يسافر للخليج سعياً وراء دخلٍ أفضل.
تذكرت أيامهما معاً وكم السعادة التي نَعِما بها لولا عدم
الإنجاب الذي كدر صفو الحياة رغم كل ما مرت به
من جراحات ولكنها إرادة الله.
حاولت كثيراً أن تقنعه بالزواج من أُخرى ليُنجب طفلاً
يحمل اسمه لكنه رفض وعندما أتاها من يخبرها بزواجه
من أرملة لها طفل أنكر وثار وعاتبها كيف تُصدق
وشاية واش.
كانت من مدمني * حظك اليوم * في الجريدة. كانت تقرأه
كل يوم والأكثر أنها كانت تُصدق ما يقوله بُرجها.
دخلت مكتبها وفتحت الجريدة لتقرأ حظها اليوم، مفاجأة يحملها البريد.
تبسمت وغمزت لها زميلتها بعينها فاتسعت ضحكتها
فاليوم ميعاد وصول الشيك الشهري الذي يرسله زوجها لها.
صفقت زميلة أُخرى وهلل جميع من في المكتب
عندما دخل الساعي يحمل في يده خطاب الشيك الموعود.
اخذته منه ووقف منتظراً ما تنفحه إياه كل شهر
عندما يأتيها بالشيك.
فتحت الظرف ولكنها امتقع لونها وتنفست بصعوبة
حد الإغماء وراحت في نوبة هستيرية من البكاء.
التف حولها زملاؤها وأمسكت واحدة منهم بالشيك لتعرف
ما حدث لتكتشف أن الزوج الوفي نسى ووضع بالخطأ
الشيك الذي يرسله لزوجته الأُخرى بدلا من شيكها.
التعليقات مغلقة.