حقوق وواجبات : هل بعض الحقوق يأتي عليها يوما و تُصبح واجبات ؟ بقلم الأستاذة أسـمـاء الـبـيـطـار

حقوق وواجبات : هل بعض الحقوق يأتي عليها يوما و تُصبح واجبات ؟ بقلم الأستاذة أسـمـاء الـبـيـطـار

أكثر المقالات صعوبة التي نبدؤها بسؤال ، لأن لكل سؤال إجابة .
و من المؤكد أن الإجابات ستختلف في هذا الموضوع الشائك ، حسب قناعتك الشخصية ، و المقال هنا سيكون فيه الكلام موجه للرجل لأنه المعنِي الأول و الأخير بهذا الأمر .

سندخل في الموضوع مباشرة ، و سنتحدث عن العلاقة بين بيت الزوجة ، و أهل الزوج في أحقية وواجبات النفقة و العطاء .

لا شك أن الرجل قبل الزواج تنصب دائرة اهتمامه على أمه و أبيه و إخوته و حتى أصدقائه ، حيث يغدق عليهم و لا يبخل بالعطاء و الهدايا .
و هذا بلا شك كان حقهم عليه .

إلى أن تتسع دائرته و يبحث عن شريكة الحياة ، و التي و من المفترض أن تنضم ” لدائرة اهتمامه ” بل ستحتاج إلى اهتمام أكثر إذا رزقهم الله بطفل .
و لكن للأسف نجد الكثير من الرجال ” إلا من رحم ربي” ، تظل دائرة اهتمامه الأولى هي أول و أخر أولوياته؟!

و من هنا نستطيع أن نبدأ مقالنا حيث أن
كثيرا من المشاكل التي تحدث بين الزوجين ، و أحياناً كثيرة تستمر ما دامت الحياة بينهم مستمرة ، بسبب مسألة النفقة أو بالأحرى ، أولوية النفقة

تشكو الكثير من الزوجات أن الزوج ما زال يهتم و يحمل هم نفقة بيت أهله ، و يحمل هم ظروفهم أيا كانت ،إذا كان له أخ رزقه محدود ، أخت أرملة أو مطلقة و فوق هذا أمه و أبيه إذا كانا على قيد الحياة ؛ يظل يهتم بهم ، و يرعى طلباتهم ، و كأنه لم يأتِ بزوجة تركت كامل حقوقها في بيت أبيها و جاءت إلى بيته لتنال بعضا من الحقوق مثل
الاهتمام و النفقة ، و خلافه.

لا ينكر أحدٌ فضلَ العطاء و النفقة سواء على الأهل أو على الزوجة و لكن لابد أن ندرك ترتيب الأولويات قبل فوات الأوان .
لابد أن تدرك أن لأمك و أبيك عليك حقوق ، و لبيت الزوجة و الأبناء حقوق بالمثل و إن لم تكن تزيد ، وذلك بحكم أنهم نشء جديد يحتاج إلى رعاية و صحة و تعليم ، و قبل كل ذلك لابد أن يخرجوا أسوياء نفسياً من ناحية أجدادهم و أعمامهم و عماتهم و فروعهم الذين أخذوا نصيبهم من الحياة و لا ننكر أن لهم ” واجبات ” لابد أن تؤدى قدر المستطاع و الممكن .
واجبات كانت في يومٍ ما حقوق .
و لكن أصبح هناك من هو أحق ، بالرعاية و الاهتمام .
لابد أن ندرك أن ” الأولويات ” تتغير بتغير الظروف .
و ما هو حَقٌ لك اليوم ، سيصبح غداً واجب ” إذا سمحت الظروف “
الأمر يجب أن يتسع له الأفق من جميع الأطراف .
و يجب أن تكون الزوجة معاونة لزوجها على بر أهله ، لا تكتفي بحقوقها ، و لكن لابد أن تحثه على الواجبات قدر استطاعته .

و لابد من أن أهل الزوج يقدروا أن ابنهم أصبح مسؤولاً عن بيت و أسرة تحتاج دعمه و رعايته ، فلا يثقلون عليه و لا يستغلونه.

حقيقي موضوع مهم و شائك جداً .
و ينتهي بوضع الحدود و الخطوط الحمراء .
ما دام من وضع الحدود لم يتجاوز حدوده مع أي طرف .
ما دام لم يتسبب في جفاء أو قطيعة بسبب التفضيل .
ما دام يعلم جيداً أين تكون الحقوق؟
و متى تُقدم الواجبات .

و في النهاية ” كلكم راع و كل راع مسؤول عن رعيته “
الرعيه التي ستُسئل عليها أمام الله .
إذا ضيعتها أو كنت سببا في تدمير أو قطيعة .