موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حقيبة حمزة الفلسطينية … بقلم د. محمد محيي أبو بيه

372

حقيبة حمزة الفلسطينية … بقلم د. محمد محيي أبو بيه

مع آخر قنبلة سقطت على الحي، كان ( تميم) يلعب في الشارع أمام المنزل مع رفاقه فتطاير ( رأسه) ساقطاً بين يديّ أخيه الأصغر ، والذي احتضنها بقوة باكيا

هرعت سيارات الإسعاف بمجرد وصول أخبار القصف الذي دمر الشامخات من المنازل وأرداها أرضا بمن فيها وعلى المارين بجوارها

(أبو تميم) استقبل وهو في عمله الخبر المشئوم…ترك كل شئ وسارع وقلبه يخفق هلعا على زوجته وولديه مهمهماً بكلمات الدعاء ألأّ يصيبهم مكروه

الغبار والرُكام احتلا الحي ولم يبق من آثار الحياة إلا الأشلاء التي تناثرت بشكل ينبئ بحجم المأساة ووحشية المُعتدي، تفحص (أبوتميم) كل شلوٍ متمنياً ألاّ يُفجع بمنظر أحد من عائلته، وإن كان الوضع كله يُدمي قلبه، فالجميع أهل والجميع جيران والجميع أصدقاء؛ فالمُصاب مؤلم وموجع

التقت عيناه جسداً بلا رأس، الزمن يمر بطيئا بطيئا وهو يتخطى العثرات متوجها ناحيتها، إنها قدم ( تميم)الذي يميزها بتقوس قليل فيها، تلك ملابسه ؛ صرخ صرخات مدوية حتى تمزقت أحباله الصوتية، وتاه عقله في لحظة، فقد اتزانه وترنح فحمله مَن كان بجواره وألقاه في سيارة إسعاف مجاورة والتي انطلقت إلى المشفى

بعد يوم وقد أفاق ( أبو تميم) من غيبوبته، سأل عن باقي عائلته الصغيرة الزوجة والابن الأصغر وإذا كانوا أحياء أم أستشهدوا مثل تميم والذي يتمنى أن يجد باقي جسده ،
دلّه أحد الأطباء على زوجته بعدما أعلمه باسمها وطمأنه بأنها فقط تعاني من كسور بعظام الذراع وكدمات متفرقة،لكن لا خبر عن الابن الأصغر

بعدما التقيا والحزن على ابنيهما يرفرف بالأرجاء، ويلهجان بالدعاء على الأعداء؛جاءهما أحد الجيران يبشرهما بأنه وجد ( حمزة) بأحد العنابر وقد فقد النطق مؤقتا كما أخبره الطبيب نتيجة رؤيته استشهاد أخيه أمام عينيه

ذهب ليجد ابنه ساكناً ساهم الطرف، يحمل خلف ظهره حقيبة مدرسية، فابتسم قائلا في نفسه( لساك عندك أمل تروح مدرستك يا وليدي)

انطلقا ناحية المكان الذي توجد به الأم ليخبرها بأنه سيدفن جثة ابنه تميم وقد سلم أمر باقي الجسد إلي الله

حمل جثة ابنه ليدفنها وكله حسرة الفقد، ولوعة الفراق، لكن فرحة استشهاده تهون الأمر قليلا،
لمح ابنه حمزة ومازال يحمل حقيبته؛
فنهره وأمره بأن يدعها
فانهمر الدمع من عينيّ ( حمزة) وأشار إلى أبيه كأنه يقول له افتحها..
فلما فتحها ..ألجمته المفاجأة…إنه هو..إنه رأس ابنه تميم
وفوجئ بصوت حمزة والذي كان يتحدث بالإشارة فقط منذ وقوع القصف
( لن يستطيع الأعداء بترنا…جسدنا واحد كمثل أرضنا لنا وحدة واحدة)

التعليقات مغلقة.