حقيقة الزمن بقلم هاني موسى
هل ينتابك شعور بالفرحة عند قدوم عيد ميلادك؟
أم هو الإحباط واليأس لتقدم قطار العمر بك سريعا ؟
أم هى الأمور كلها سواء وتعيش مع عمرك حالة اللاتناسى أو المصاحبة بلا محاسبة وبلا تفتيش فى الدفاتر والأوراق ؟
دعك من كل هذا ودعنى أسألك ..هل صدمك أحد بعمرك الحقيقى الذى تغافلت عن حسابه بشكل دقيق لمواجهة تلك الحقيقة ؟!
..كلها تساؤلات تجد فى نفس كل منا إجابات ؛ لكن كلُ حسب حالته السيكولوجية فى ادراك ماهية الزمن وجوهره .
كلنا يعيش الزمن ولا نستطيع وصفه حسياً كما نصف البحر أو الشمس أو نصف أجسامنا وحركاتنا والعالم الذى تتعامل معه حواسنا بدقة تامة ؛ ولكن ما يجعلنا نشعر به مقدار ما ننجزه داخل الزمن فقيمةالوقت أو الزمن بما تم فيه من إنجاز ولعلك تدرك ذلك حين تشعر بالفراغ التام .
وما الفرق بين الزمن والوقت؟
الزمن كما يصفه “اينشاتين” نهر منحدر لا يتوقف عن التدفق .وهو وصف كان يريد به اينشاتين قياسات فيزيائية معينة .
والحقيقة أن الزمن ليس له بداية ولا نهاية !!
صنعة إلهية أدرك وحده بدايته و حدوده فهو الأول منذ الأزل بلا إبتداء وأخر بلا إنتهاء؛ فلا أعلمه أنا ولا أنت ولا كل علماء الكون الذين حاولوا تحديد نشأة وبداية الكون وافنوا أعمارهم للبحث عن تلك الحقيقة !!
وليس له نهاية ..فهل تستطيع أنت أو أنا أن نوقف عجلة الزمن أو الوقت لنقرر أن النهاية هنا حين النوم أو حين التعب أو حين الموت ؟!
لا تتوقف عجلة الزمن بموت أو نوم أو تعب أو غروب أو ظلام !
..أما
الوقت محدد بأحداث لها بداية ونهاية داخل حدود الزمن ولذا قال عز وجل “يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس “
إذا هى علاقة الكل بالجزء والمتحكم والذى يعلم الكل والجزء وحده الله عز وجل.
فهل الوقت يُخزن ؟
ولو كان كذلك لك أن تتخيل ما كان سيفعله البشر الذين يخزنون السلع والبضائع لاحتكار الأسواق !!
البشر الذين يخزنون أقوات عام وأعوام خوفاً من الجوع أو ضياع الرزق ؛ البشر الذين يبنون المساكن لأبنائهم وأحفادهم الذين فى بطون أمهاتهم !!
هل الوقت يُباع و يُشترى ؟
وتلك منحة إلهية تبرهن فيما لا يحتاج إلى برهان على حقيقة العدل الإلهى حتى يكون الثواب والعقاب فى الآخرة ، فالكل يمتلك الوقت بالتساوى الغنى والفقير نعمة تضاف إلى النعم التى لا يستشعرها الكثيرون ويهدرونها ؛ بل إنها قد تكون منحة للفقراء فى الطاعة والتقرب لله أكثر من أغنياء كُثر شغلتهم اموالهم وأهليهم عن ذكر الله
الوقت مسئولية
انت مسئول عنه أمام نفسك وأمام مجتمعك وأمام الله (وهنا بيت القصيد ) فلا تبرح القدم حتى تُسئل عن عمرك وشبابك فيما أفنيت .
..وفى النهاية الوقت تحترمه وتقدره وتخطط له شعوب كان لها أن تتقدم ؛ وعلى النقيض لا تحترمه ولا تقدره بل تهدره ولا تخطط له شعوب كان من نصيبها التخلف والضياع ؛ نجزم جميعنا أننا منهم .
التعليقات مغلقة.