حكاوي سمسمة رمضان في مصر كان حاجة تانية
بـ قلمي / أسـمـاء الـبـيـطـار
نقول مقدمة بسيطة كدة و بعدين ندخل في موضوعنا .
دايماً رمضان في مصر فعلاً حاجة تانية ، و دا عرفته لما سافرت لسلطنة عُمان بالتحديد في عام 1999 ، و كنت مسافرة في شهر رمضان بالصدفة ، ليس هناك أي شئ مما تعودت عليه في مصر ، و لا حتى لمبة زيادة على أي بيت ، حتى الفطار هناك بيكون عشا ، يعني وقت المغرب بيكلوا حاجة خفيفة زي التمر و السمبوسك و العصائر ، و يذهبوا لصلاة العشاء و التروايح ، و بتكون الوجبة الرئيسية بعد صلاة التراويح .
و حتى البرامج التليفزيونية لا شئ بها جديد ، لكن بالتدريج كان هناك بعض البرامج الدينية ، و المسلسلات المحلية ، و بعض برامج المسابقات .
و ظل الوضع هكذا إلى أن غادرت السلطنة في عام 2014 .
نقدر نقول إنها عادات و لكل بلد عاداته و تقاليده و تُحترم طبعاً
و يمكن الشئ الوحيد المشترك بيننا من العادات ، هو شراء بعض الأدوات الجديدة للمنزل .
ندخل في موضوعنا ..
كانت المظاهر الرمضانية بتبدأ عندنا في مصر يمكن قبل قدومه بحوالي إسبوع .
بتبدأ الشوارع و المأذن بلا إستثناء تتزين بالأنوار و التعاليق و الفوانيس .
كانت روحانياته في كل مكان تشمها بأنفك ، و تشعُر بها بقلبك
و حالة من الهدوء و السَكينة تسري في روحك رغماً عنك .
بيدخل علينا الشهر الفضيل و نحن في قمة السعادة ، بلمتنا في وقت واحد على وجبة واحدة ، و في مكان واحد ، ننتظر بشغف مسلسل الراديو يسمعه الصغير و الكبير بإنتباه شديد ننتظر أحداثه القادمة .
ننتهي من إفطارنا ، و يُصلي المغرب من لم يُصليها ، و توزع المهام .
حتى يجلس الجميع مرة أخرى في وقت واحد .
لمتابعة برامج التليفزيون من فوازير ، لمسلسلات ، لبرامج .
حتى يحين موعد صلاة العشاء و التراويح يتفرق الجميع دون إستثناء منا من ينزل إلى المسجد ، و منا من يصلي بالبيت .
و في هذا الوقت بالتحديد تجد الشوارع بها حالة من البهجة عجيبة .
الجميع يخرج في وقت واحد .
هناك أطفال يلعبون بالألعاب الرمضانية المعروفة ، و هناك من يتسابق للذهاب إلى المسجد لقضاء الصلاة ، و هناك من يذهب لقضاء بعض مصالحه أو عمله .
على أن نعود و نجتمع مرة أخرى أمام التلفاز لمتابعة المسلسلات الإجتماعية و التي يلتف حوالها الجميع كبار و صغار دون إستثناء و دون خجل و حط تحت دون خجل دي الف الف خط .
كانت مسلسلات إجتماعية من الدرجة الأولى ، لها هدف و قضية ،
فيها أصالة و ثوابت المجتمع بجميع فئاته ، فيها إحترام الكاتب لثقافة و عادات و تقاليد البلد من مشرقها لمغربها.
و طبعاً كلنا فاكرين..
_الشهد و الدموع سنة 85
_ليالي الحلمية بأجزاءها سنة 87
_الرايا البيضا سنة 88
_ضمير أبلة حكمت سنة 91 و أول ظهور لفاتن حمامة على الشاشة الصغيرة .
_ذئاب الجبل سنة 92
_ أرابيسك و جمالها سنة 94
_ لن أعيش في جلباب أبي سنة 95
_الوتد و فاطمة تعلبة سنة 96
_زيزنينا و جمال الإسكندرانية سنة 97
و طبعاً في أكتر لكني قولت يا دووب اللي قدرت افتكره و أثر فينا و يمكن في جيلي كله .
و كان كل مسلسل بيغرس فينا حاجة حلوة
لكن واخدين بالكم من تتابع السنوات يعني مافيش سنة إلا كانت درامتها التليفزيونية أفضل من التانية .
لكن السنة اللي إحنا فيها دي بالتحديد ، مش قادرة احدد و لا عارفة افسر اللي بيحصل ؟!
من إعلانات ، لمسلسلات و كأنهم في مجتمع غير اللي إحنا عايشين فيه ؟!
التناحر ، و الدم ، و البلطجة، و فتحة الصدر، و الصراع على المرأة
هي المحور الرئيسي في أغلب المسلسلات .
و بدون مُبالغة الدرامة السنة دي بقت كلها ( نبر وان )؟!
دايماً الفن إنعكاس لثقافة ووعي المجتمع .
لكن على ما أعتقد إحنا ما وصلناش للمستوى المُنحدر دا من الثقافة
بدليل إن الأغلبية من الشعب مش عاجبها وضع الدراما في مصر .
حتى المسلسل اللي عملوا عليه ضجة لمجرد إن كان في إشاعة إنه هيتوقف، فيه إيحاءات لا تُناسب روحانيات الشهر الفضيل .
_ هل افلسنا فكرياً ؟!
_ هل إنتهت القضايا الإجتماعية الحقيقية و التى نستطيع أن نُعالجها بشكل درامي لائق ؟!
_ هل عجزت الأقلام أن يكون بها مثل قلم أسامة أنور عكاشة ؟!
و على فكرة ..
الفوازير اللي وقفها وعي المجتمع لأنها أصبحت دون المستوى
في كل شئ .
و في هذا العام بالتحديد أتمنى أن يُغيير وعى المجتمع الدراما في العام القادم .
و إلى لقاءً أخر مع حكاوي سمسمة .
التعليقات مغلقة.