موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حكاوي سمسمة ” علمناهم سبقونا ” بـ قلم .. أسـمـاء الـبـيـطـار

259

حكاوي سمسمة ” علمناهم سبقونا ” بـ قلم .. أسـمـاء الـبـيـطـار

دائماً نسمعهم يقولون ” علمناهم الشحاتة سبقونا على الأبواب “
الكلمة الأولى ” علمناهم ” في حد ذاتها هي الأساس .
أما الثانية ” سبقونا ” فترجع لنا جميعاً .
فماذا سنُعلمهم ؟ و هل سبقهم لنا سيكون لنا أم علينا ؟

و هذه الأسئلة قطعا لها إجابة .
و كلٌ منا سيعرف الإجابة إن لم يكن الآن .
فسيعرفها بالتدريج أو في نهاية الرحلة .

هحكي حكاية بسيطة وبعدين ندخل في موضوعنا ..
قام الحي بقطع فروع شجرة ضخمة على رأس شارعنا ، لأنها كانت كثيفة جدا فخافوا أن تُصيب أحدا بأذى .
فحزنت على ظلها الذي لم يعد موجودا .
لكن كان حزن ابني على ” أعشاش الطيور التي كانت تحتمي بها “
انتبهت لما قاله فوجدته أعمق .
لأن الظل و من سيستظل به ما هي إلا دقائق أو ساعات من النهار
أما أعشاش الطيور فهي مسكن و مأوى لهم بالنهار و الليل ، و بالصيف و الشتاء .
تفوق الابن على الأم و لكني كنت سعيدة جداً أني استطعت أن أغرس فيه الرحمة بهذه المخلوقات الضعيفة و أسعد بتفكيره .

و بالمناسبة ..
قبل أن أعلم ابني الرحمة بهذه الكائنات الضعيفة ، تعلمت من جدتي و أبي رحمهما الله أن لهذه المخلوقات حقوقا لأنها ببساطة أرواح مثلنا
فكانت جدتي تُصر أن نطعم الطيور التي نربيها فوق سطح المنزل قبل أن نفطر في الصباح .
و كان أبي رحمه الله رحيما بالحيوانات الأليفة و يحبها .
أما أمي أعطاها الله الصحة و طولة العُمر فـ إلى الآن و سور الشرفة به مكانٌ ثابتٌ لأكل العصافير وشربهم الذين اعتادوا المكان و كأنه بيتهم

ندخل في موضوعنا ..
كل كلمة و كل فعل تقوم به له مردود على من حولك خاصة الأبناء لأنهم الأقرب دائما .
هناك مقولة صادقة ” أن الأبناء مرآة صادقة للبيت الذي خرجوا منه “
بمعنى أن هناك فرق
من أنك تربي أبناءك بصدق الفعل و الإيمان به و تطبيقه و أن يتعود منك ذلك في أكثر من موقف ، و ذلك حتى تربي و تثبت في ذهنه قاعدة أساسية يشب عليها .
فرق أن تتابع تصرفاته بعد أن قمت بواجبك التربوي نحوه ، و أن تتركه دون متابعة جادة و صارمة .
فرق أن تكون تصرفاتك في نفس المواقف واحدة ، بل و في كل موقف جديد تربطه بالقديم و تزيد عليه غرس قيمة جديدة بحكم الخبرة و السن .
فرق أن تقف في مرحلة ما و تتركه يتصرف أو تسمع منه عما تصرف فيه دون أن يعود إليك و تثني عليه و تشجعه أو تقومه .

و فرق ..
من إنك تفعل ذلك مرة و تغفل عنهم مرات و مرات …. .
فرق أن يجدوا تصرفاتك في مواقف متشابهه متضاربة و متناقضة .
و فرق أن تغرس فيهم شيء أمام الناس و بينك و بينهم تغرس شيئاً أخر .

البيت هو المجتمع الصغير ” الحضّانة ” التي تُأصل فيها القيم و المبادئ الصادقة و التربية الصحيحة و الصفات الحميدة
و التي لا شك إنها ستعود عليك و على المجتمع الأكبر .

علمناهم سبقونا .. و التعليم هنا ليس مرحلة ما دمنا أحياء على وجه الأرض ، إنما هو الحياة .
تنمو الأخلاق و الصفات الحميدة كما تنمو النباتات بالرعاية الدائمة .
نعم الأخلاق تنمو و تزدهر و تتأصل في الوجدان و ينعكس ذلك على طباع الشخص و تصرفاته .
و مهما مر بفترات عصيبة في حياته أخرجته عن شعوره في بعض الأحيان ، لكنه في النهاية يعود إلى أصله الذي شب عليه مهما كان

الشيء الوحيد الذي يبقى أثره في هذه الحياة هو الأثر الطيب .
و لا شيء أطيب من أن تترك ذرية صالحة جذورها سليمة مروية بالحب و الصدق و الأمانة ، فتطرح فروعا صلبة قوية طيبة .
ظاهرها الصدق و باطنها الرحمة .

و ما أدراكم ما الرحمة التي نفتقدها في هذا الزمان .
الرحمة التي جعلت الابن لا يترحم على أبيه و هو بين يدي الله
بأي حجة ، و الأصعب أن تجد من يشجعه على ذلك !

” و بالوالدين إحسانا “
صحيح للأبناء حقوق على آبائهم ، و لكن للآباء قدسية خاصة يجب أن تحترم .
و ما عليك أن تفعله أن تعوض أبنائك عما فقدته ، دون أن تُشهر بأبيك أو أمك .

دائما يغفل من يفعل ذلك دور الأم و الذي سيلقي المجتمع اللوم عليها إنها غرست الحقد و الكراهية في قلب الأبناء تجاه أبيهم و العكس طبعاً .

يجب أن نفصل جميعاً في الحياة بين علاقة ” الزوج بالزوجة ” و مدى توافقهما أو نفورهما
و بين قدسية الأبوة و الأمومة داخل هذه الحياة .
لأن في النهاية لن يبقى سوى غرسك .

علمناهم سبقونا .. فعلموا أبناءكم الرحمة ، و اجعلوهم شهودا لكم لا عليكم .

التعليقات مغلقة.