حكاوي سمسمة عِدموها
بـقلم أسـمـاء الـبـيـطـار
و ف يوم قولت أنزل أجيب شوية حاجات ، مش كتير علشان إحنا ف أخر الشهر .
و طبعاً ستات البيوت بالذات عارفة يعني إيه أخر الشهر ، يعني كل حاجة في المعقول علشان يعدي بسلام من غير ديون .
المهم ..
و أنا واقفة بجيب خُضرة لقيت ولد صُغير مد إيده لوحدة طلب منها حسنة .
كنا ساعة صُبحية و الرجل شوية خفيفة ، و دي لفت بعِزم ما فيها
و مسكت الولد و هات يا مواعظ !!
و خُد عندك
فين أبوك و فين أمك ؟
أنت عارف إنهاردة كام ف الشهر ؟
طيب عارف إزازة الزيت بكام ؟
روح شوف شغلانه ؟
كنا ناقصين بلاويكم !
و الولد واقف مش فاهم هي بتقول إيه ؟!
فاتح بؤه و عينه و ساكت !
صُغير بما فيه الكفاية ، مش محترف ، برئ !
حتى لو مدفوع من حد مش ذنبه .
فرَّجت السوق عليها و على الولد المسكين !
خدناه من إديها و ربنا فتحها عليه من وسع
كل واحد باللي قدر عليه .
و أخدته أنا من إيده ، و قولتله عاوز فلوس و لّا اجبلك فطار
و بدون تردد قال جعان . أخدته عند بتاع الفول و قولتله قوله عاوز إيه استغربت من بصة بتاع الفول ليه ؟! و شخط فيه بصلي ..
قولتله ما تخفش ، أجبلك أنا .
_ هز راسو و قال أيوه .
جبتله اللي فيه النصيب .
_ أخد الأكل و مشى و كأنه شايل كباب في إيده !
و بقيت ماشية بكلم نفسي ، هو إحنا ليه بقينا كدة ؟
مع إننا كلنا بشر ، و أكيد بنقع ف ضيقة ، صحيح مش لازم نمد ادينا
لكن بيكفينا الحيرة ، اللي بتشتت تفكيرنا ، و بتضيع سعادتنا .
مش قادر تساعد إدعي ، ربنا يحنن عليه .
لكن أوعى تهين حد مد إيده لك .
و أكيد أنت كبني آدم قادر تميز بين اللي واخدها مهنة و بين اللي مغلوب على أمره .
و أكيد مش هتديله كل اللي ف إيدك !
الرحمة تاج القلوب .
الرحمة مش إنك تدي فلوس
الرحمة إحساس بوجع الناس و بإنك تطيب خاطرهم بكلمة حلوة .
مش تفتح لهم سين و جيم وسط الطريق .
التعليقات مغلقة.