حكاوي سمسمة ” فيزا الطالب ” بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
حكاوي سمسمة ” فيزا الطالب ” بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
يمكن من وقت قُريب كنت عند عمتي الكبيرة و اللي تقريباً معظم أجازة الصيف كنت بقضيها عندها في القاهرة في حي السيدة زينب خدنا الكلام و جبنا سيرة زمان و جمال زمان و جابت ليا البوم الصور و طبعاً زي ما إحنا عارفين كل صورة لها ذكرى .
لقيت ليا كذا صورة عندها و كل ما أحقق في صورة أقول لها أنا شوفت الطقم اللي أنا لبساه ده فين قبل كدة ؟!
يمكن ما خلصتش الكلمة و لقيت صورة لعمتي الصُغيرة لابسه نفس الطقم طبعاً في صورة أقدم .
دي كانت حياتنا زمان ، حياة التكافل و الود و المحبة .
و طلعت على جملة محفورة جوايا من جدتي أم بابا رحمهما الله
” المليان يكب على الفاضي ”
و جملة من أمي ربنا يشفيها و يديها الصحة
” إلبسي و خلي غيرك يلبس ”
يعني متكوميش هدوم في الدولاب ، خلي غيرك يلبس هو كمان .
و كنت بشوفها من صُغري ، الهدوم اللي بطلعها تقعد تشوفها حتة حتة ، و لو فيها حاجة عوزة تتصلح أو تتخيط كانت بتقعد تعملها بأديها .
و طبعاً كانت الحياة دي في العيلة و عيلة العيلة ، و في الحارة و الجيران و جيران الجيران .
حقيقي كان الجميع روح واحدة .
و طبعاً ظروف الجميع معروفة ، مش لينا إحنا الصُغيرين وقتها .
لا طبعاً للكبار و في سرية تامة .
و كان من ضمن التكافل طبعاً أساسيات الحياة زي المصروفات و الكتب الخارجية و خلافه .
و حقيقي شوفت ناس من أهل الخير بتقعد مع كبير الشارع أو
” الحتة ” و تعرف منه مين محتاج لبس مدرسة ، أو دفع مصروفات
و كانت الأمور دي بتم بين الكبار فقط الولاد ما يعرفوش عنها حاجة .
كان حقيقي الجميع عايش بروح واحدة .
و كنا كلنا إخوات حقيقي .
لكن ..
السنة دي و يمكن بعد نتيجة الثانوية العامة ، كنت بكلم ماما في التليفون و قالتلي فلان محتاج مبلغ علشان يعمل لإبنه ڨيزا علشان خاطر مصروفات الجامعة و التقديم لازم يكون بيها ؟!
حقيقي إستغربت .
أنا كان أخر علمي إن الفيزا دي بيشلها أصحاب أرصدة البنوك فقط .
و إتأكدت من الخبر لما بنتي راحت تقدم في إحدى الكليات و من ضمن الشروط ” إستخراج فيزا الطالب ” لسداد المصروفات و الرسوم الدراسية و خلافه !
و راحت دماغي مع كتير من المنشورات على بعض الجروبات إن في طلاب بيطلبوا المساعدة من أهل الخير في سداد المصروفات الدراسية ، لإنهم مش قادرين عليها .
صحيح هي مصروفات حكومية لكنها تخطت 1000 جنية مصري .
طيب وضع الطلاب دوول إيه ؟
و حقيقي ما أكثرهم ، في ناس فعلاً بتلف حوالين نفسها .
وولي الأمر هيجيب منين في الحال لشرط إلزامي زي ده ؟
خصوصًا إن الفيزا مطلوبة حتي قبل التنسيق ، و كتابة الرغبات !؟
أعلم إنها إجراءات تيسير في ظل الوضع الصحي .
و لكن لابد أن يكون هناك روح من التسهيل من إدارة الجامعات
للحالات الإنسانية .
دون إحراج و تجريح لهم أو لأولياء أمورهم .
يجب أن تنظر وزارة التعليم العالي ووزارة التربية و التعليم في هذا الأمر .
لو طبق على جميع المراحل و طبعاً شئ وارد .
و إلى لقاء أخر مع حكاوي سمسمة ..
التعليقات مغلقة.