حكاوي سمسمة “لا جواز و لا تعليم “
حكاوي سمسمة “لا جواز و لا تعليم “
بـ قلمي / أسـمـاء الـبـيـطـار
أكيد لسه موضوع الثانوية العامة ما إنتهاش ، كتبنا مقالين عنه و يمكن ده هيبقى التالت و الأخير .
أول مقال أو حكاية كانت ” و حياة قلبي و أفراحه ”
نبدأ الحكاية الجديدة ..
رغم إن أبويا راجل شرقي جداً و جداً فوق ما تتخيلوا ، إلا إنه كان ديمقراطي جداً في بعض الأمور المصيرية زي ” التعليم و الجواز ”
نقول يعني إيه..
يعني من يوم ما بدأت مشواري التعليمي ، عُمري ما سمعته بيقولي نفسي تبقى كذا ، أو تجيبي مجموع عالي ، أو يا سلام لو تدخلي كلية كذا ، أبداً .
لكن كان متابع المستوى ، و نتائج الإمتحانات ، و كل ما يخص عامي الدراسي ، و شايف إني مجتهدة و بعمل اللي عليا ، و مش مقصرة في دروسي .
عُمري ما سمعته بيقولي مثلاً إدخلي كلية كذا علشان تطلعي تشتغلي على طول .
أو إدخلي كلية كذا زي فلانة ، أو بنت فلان مش أحسن منك ،
أو لازم تدخلي كلية مش معهد مثلاً .
رغم إن على أيام دفعتي ، كانت مدرسة المعلمات فاتحة و كانت أخر دفعة هتقبلها دفعتي ، و دي للي ما عندوش علم كانت بتبقى خمس سنين بعد الشهادة الإعدادية ، و تتخرج تتعين فوراً مدرس .
يمكن ناس كتير نصحوني أدخلها بدل دخول الجامعة ، و على الأقل الوظيفة مضمونة .
لكني كنت مُصرة على دخول الجامعة ، وقف أبويا في ضهري و قالي دا مستقبلك انتِ .
و دخلت كلية تجارة شعبة محاسبة ، و بعدها كملت و أخدت كورس كمبيوتر .
و عمري ما سمعته بيقولي مالهاش مستقبل .
أو اديكي اتخرجتي فين الوظيفة و فين تعب و جرى السنين .
و أنا عن نفسي كأم طلعت واخدة طبع أبويا الله يرحمه في الأمرين دوول .
و رغم إن إبني العام الماضي جاب مجموع هندسة أقاليم ، و ممكن كان يعمل تقليل إغتراب إلا إنه رفض .
و أصر إنه يدخل حاسبات و معلومات جامعة عين شمس .
و الحمد لله ربنا أكرمه بها .
أنا مش بقول نسيب أولادنا يقرروا ، و يخدوا قرارات مصيرية منهم لنفسهم كدة .
لكن ..
أكيد كل أب و كل أم عارفين شخصية كل ولد من أبنائها كويس جداً .
عارفين مين شخصيته قوية و يقدر ياخد قرار ، و يبقى أده .
و مين محتاج إنه يتساعد في إتخاذ القرار ، و نحط تحت يتساعد دي ألف خط .
يعني بردوا ما يبقاش مُجبر ، أو ندخله في شئ غصب ما يقدرش
يكمل .
حقيقي دا اللي المفروض نعمله مع أولادنا.. نييجي في فترة و نسيب ليهم فرصة بناء الشخصية ، و تقريباً بتبدأ مع المرحلة الإعدادية .
بيبدأ الوعي يتشكل عند الولاد بتلاقي إبنك أو بنتك طول ما هو في المدرسة ، بابا أنا نفسي أطلع كذا ، أو ماما أنا نفسي أكون كذا .
ما تبقوش تقللوا من عزيمتهم ، و تقللوا من شأنهم ، و تقولوا لهم لما تعرفوا تاخدوا الإعدادية بس !
أبداً .. حتى لو عفواً مستواهم ضعيف أوعوا تقللوا منهم بالعكس قووَّهم و إدفعوهم للأمام ، لإن حقيقي إنتم الدافع الصادق و المُحب ليهم في الدُنيا دي .
كتيييير من الولاد و البنات في الفترة دي من مشوار الثانوية اللي لسه ما إنتهاش تحت ضغط نفسي كبير جداً من الجميع إلا من رحم ربي
لما بنت تبقى ناجحة و جايبة مجموع حلو في أدبي و مرحلة أولى و أنا ببارك لها لقتها زعلانة ، علشان أهلها المجموع مش هيفرحهم و طبعاً المقصود بالأهل هنا أهل بباها ؟؟!!
استغربت طيب ليه ” الأهل ” يوصلوا بنت من إنها تفرح إلى إنها تتعاير إنها ما جابتش مجموع زي بنت عمها أو بنت خالها ؟؟!!
و ليه الأب أو الأم يسيبوا أولادهم لأوضاع تدمر نفسيتهم بالصورة الواضحة و الصريحة دي !!
دا غير عفواً إن في أباء و أمهات بيكونوا هما سبب حزن أبنائهم ، و إجبارهم على مسارات تعليمية هما عفواً مش أدها ، أو مش حابين يكملوا فيها .
حقيقي إحنا بنوصل لمرحلة بنعمل بينا و بين الفرح حاجز .
و حقيقي بنتدخل في مرحلة مصيرية للولاد صعب إنهم يغفروا لو مش حابين المسار و إجبروا عليه .
و حقيقي و بدون زعل الأمرين دوول بالذات إما دعوة لك أو عليك .
فجعلها لك .
أما عن حكاوي الزواج ..
فـ إلى لقاء آخر مع حكاوي سمسمة ..
التعليقات مغلقة.