حكاوي سمسمة من البلكونة بقلم أسـمـاء الـبـيـطـار
حكاوي سمسمة من البلكونة
بقلم أسـمـاء الـبـيـطـار
فـ يوم كنت واقفة في البلكونة كان إبني إتأخر في مشوار شويتين ، قال يعني وقفتي هتخليه ييجي بسرعة !
و هتقلل من قلقي عليه !
المهم ..
كنا ساعة عصرية ، و جاي بياع خضار من اللي عنده عربية بحصان
الحصان كان قلقان حبتين ، قعد يحفر في الأرض ، و ييهز في راسه بطريقة غريبة لفتت إنتباهي !
كان الراجل مشغول مع زبون ، كلمه و قاله : ” هسسسس “
فمسمعش الحصان الكلام .
و أدباً ليه !
جاب وزن الأتنين كيلو و بعزم ما فيه خبط بالوزن على جنب الحصان المسكين و قاله : ” هكسر ضلوعك ” !
من غير ما يعرف حتى سبب وجعه و ضيقه ، كان الجو يومها حر
وقف ييجي نص ساعة من غير ما يحط قدامه حبة مايه و لّا حتى حزمة فجل !!
مع إن الراجل ده لمؤاخذة من غير الحصان ما يسواش ، و لا يتنقل خطوة واحدة بأكل عيشه اللي فاتح منه بيته !
لكن ليه القسوة دي ما عرفش !
و جه في بالي موقف ونا واقفة
لما كنت ف يوم راجعة من عند أبويا ، وقف الميكروباص ف زحمة الطريق ، ببص على يميني من الشباك لاقيت ” كلبة ” بتقلب في جروها الصُغير اللي ميت على الطريق ، بتصحيه ، بتهزه ، بتلف حواليه شمال و يمين !
قلبي وجعني على منظرها ، و يا ريت كانت الظروف تسمح ، كنت نزلت أخدته منها و رحمتها من وجع قلبها ، و أكرمته و واريته التراب .
إيه اللي جرى لينا مش عارفة ؟!
عُمر ما أي كائن خلقوا ربنا بييجي بالقسوة ، و أسألوا الناس اللي ربت حيوانات أليفه و أنا واحدة منهم .
الكائنات دي روووح يا جماعة بمعنى الكلمة مهما قولت يمكن ما تصدقش إنها حتى بتنفخ لما تكون متضايقة .
بتحس و بتزعل لما تشخط فيها ، و بتاخد جنب و يمكن تنام طول النهار من الزعل .
و موقف حصل معايا أنا شخصياً من حوالي سنتين كانت القطة اللي عندي لسه يا دووب بقالها شهرين
و كانت دخلت الحمام أعزكم الله تقضي حاجاتها .
اللي ما يعرفش حاجة عن حياة القطط إنها كائنات نضيفة جداً جداً .
المهم دخلت لاقيتها عَـملتها
شخطت فيها بهزار و قولتلها : ينفع كدة أنا معدتي وجعتني .
سبحان الله لفت تاني و رجعت للحمام و قعدت تحفر كأنها بتداري عملتها ؟!
ليها نِفس و ذوق في الأكل ، بتحب ، وبتكره .
و الجديد اللي لاحظته فيهم إنهم زينا بالظبط بترتاح لكائتات من بني جنسها و أحياناً ما ترتاحش .
و العجيب إنها بتحس بيك لما تبقى مش في حالتك الطبيعية .
الرفق بالحيوان أو إنك تربيه مش رفاهية .
دي رحمة ربنا وضعها في قلبك.
إنك تشوف حيوان في الشارع مجروح أو مكسور و تحاول تداويه.
دي رحمة ربنا أكرمك بيها .
إنك تفكر و إنت قاعد بتاكل لقمتك تقول لإبنك بعد ما يخلص أكل خد ورقة و إنزل حط الأكل دا في جنب للقطط
دا فضل ربنا أكرمك بيه .
إنك تعمل مكان في البلكونة و تحط فيه طبق مايه للعصافير .
دي نعمة ربنا فضلك بيها .
و على فكرة ..
ولادك هيطلعوا زيك بالظبط تخيل إنك بتربي فيهم الرحمة بصورة بسيطة .
الرفق بالحيوان بيدربك إنك تكون إنسان ، عندك صبر و بتحس
الحيوان رووووح ربنا خلقها و عُمري ما أنسى منظر حمامة و هي بتطلع فـ الروح .
منظر يخليك تتسمر مكانك و كأن إنسان قدامك روحه متعلقة بين السما و الأرض !
أوعى تستقل بروح زيها زيك مهما كانت .
و إلى لقاء أخر مع حكاوي سمسمة ..
التعليقات مغلقة.